وصل قطار رحلة أوائل الثانوية إلي محطته النهائية بمطار القاهرة الدولي مساء أمس الأول ليسدل الستار علي رحلة الأحلام التي تحرص جريدة "الجمهورية" علي تنظيمها منذ عام 1968 دون توقف تكريما للنابغين من أبناء الوطن وحتي تكون حافزا لهم علي استمرار التفوق في دراستهم الجامعية. وكانت الرحلة قد بدأت في التحرك يوم 4 سبتمبر الجاري علي متن طائرة مصر للطيران إلي روما وكان في وداعها المهندس عبدالعزيز فاضل وزير الطيران المدني الذي حرص علي تكريم الأوائل وطالبهم باستمرار الحفاظ علي تفوقهم وانطلقت الرحلة إلي العاصمة الايطالية روما ووصلتها في الخامسة والنصف مساء وبدأت الرحلة أولي فعالياتها بجولة مسائية في وسط العاصمة سيرا علي الأقدام وصولا إلي نافورة تيرافي التي تعد من أشهر المقاصد السياحية التي يحرص علي زيارتها السائحون من مختلف دول العالم خاصة مع حرص الحكومات الايطالية المختلفة علي الحفاظ علي الطابع التاريخي للمنطقة وجعلها منطقة للمشاة فقط ليجد فيها السائح متعة حقيقية من خلال التجول في الشوارع والأزقة القديمة الضيقة إلي جانب عدم وجود سيارات أو وسائل نقل تقتحم المكان لتفسد طبيعته. وبعد تناول العشاء والآيس كريم عاد الجميع للفندق استعدادا لليوم الثاني للرحلة حيث توجه قطار الرحلة إلي الفاتيكان التي تعد أصغر دولة في العالم من حيث المساحة وعدد السكان واستمع الجميع إلي شرح من المرشدة السياحية الايطالية التي صاحبتنا في الجولة وقاموا بزيارة الفاتيكان والتجول بداخله والوقوف أمام روعة وجمال وفن الكنيسة والقصر والذي يضم حوالي 1400 غرفة وبعد انتهاء زيارة الفاتيكان توجه قطار الرحلة إلي الأكاديمية المصرية للفنون والثقافة بروما حيث كانت الدكتورة جيهان زكي رئيس الأكاديمية في استقبال الطلاب واصطحبتهم في جولة داخل الأكاديمية تعرفوا خلالها علي الأنشطة الثقافية والفنية المختلفة التي تقدمها الأكاديمية ويقبل عليها الشعب الايطالي إلي جانب استضافة الأكاديمية لأبناء الوطن المتميزين في مجالي الفن والثقافة لاستكمال دراستهم العليا أو اعداد الأبحاث العالمية. أشارت د. جيهان زكي خلال حلقة نقاشية مع الأوائل إلي استعداد الأكاديمية لاستقبال الطلاب المتميزين من مختلف الأعمار لتنمية مواهبهم واثقالها علميا وفي ختام اليوم الأخير للرحلة بالعاصمة الايطالية وقبل أن يتوجه إلي محطته الثانية بمدينة فلورانس توجه الأوائل إلي الكوليسيوم "المسرح الايطالي" الذي يعد من أهم المعالم السياحية بالعاصمة روما ويتسع هذا المسرح الذي تم بناؤه علي شكل المدرج الروماني إلي أكثر من خمسة آلاف مشاهد وإعداده ليكون ساحة قتال بين المتصارعين والمسابقات الجماهيرية والعروض المثيرة كمطاردة الحيوانات المفترسة إلي جانب المهرجانات الغنائية والموسيقية وكانت آخر العروض التي اقيمت فيه في القرن السادس ويرجع بناء الكوليسيوم إلي حكم الامبراطور فلافيو فيسباسيان ما بين عامي 70 و72 بعد الميلاد. وفي المساء توجه الطلاب لزيارة السفارة المصرية في روما تلبية لدعوة سفير مصر في روما السفير عمرو حلمي وتعرف الطلاب عن قرب علي الدبلوماسية المصرية والدور الذي تلعبه سفارتنا بالخارج لنقل الصورة الحقيقية حول ما يحدث في مصر. وفي صباح اليوم التالي انطلق قطار الأحلام إلي محطته الثانية في إطار جولته بالمدن والمعالم الايطالية حيث مدينة فلورانس الجميلة التي تضم عددا من المعالم والمباني التاريخية التي خطفت أنظار أوائل الثانوية العامة وفي مقدمتها برج بيزا المائل أحد عجائب الدنيا السبع والذي حاز اعجاب الطلاب وتسابقوا من أجل التقاط الصور التذكارية أمامه. ثم توجه قطار الأحلام إلي أهم محطاته بإيطاليا وكانت في مدينة فينسيا أو البندقية والتي يطلق عليها المدينة العائمة نظرا لوقوعها داخل جزيرة وسط مياه البحر وتقام مبانيها فوق سلسلة جبلية في أحضان المياه حيث قام الأوائل بجولة بحرية وأخري برية بين معالم ومباني المدينة والتقطوا الصور التذكارية فوق المركب وأمام المعالم السياحية بالمدينة خاصة كنيسة وميدان سان مارك. ولم تنس "الجمهورية" الشق الاقتصادي والصناعي ضمن رحلة الأحلام حيث نظمت جولة للأوائل لأحد أهم مصانع وأبحاث صناعة الأسمنت في ايطاليا وأوروبا وتم اطلاعهم علي خطوات ومراحل تصنيع الأسمنت وكذلك توفير الطاقة وتوليد الطاقة الجديدة والمتجددة. وفي اليوم التالي توجه قطار الأحلام بالأوائل إلي محطته الأخيرة من جولته الايطالية حيث مدينة ميلانو التي قضي بها الأوائل يومين كاملين تجولوا خلالهما بين معالم ومواقع المدينة التاريخية وفي مقدمتها ميدان الدوم حيث واحدة من أهم وأجمل الكنائس في العالم. وفي صباح اليوم الأخير من الجولة الايطالية حرص حاتم محمود مدير مكتب مصر للطيران بميلانو ووديع وليم مدير المحطة علي التواجد بالمطار ليكون في استقبال أعضاء رحلة "الجمهورية" وتسهيل إجراءاتهم والتقاط الصور التذكارية معهم والاطمئنان عليهم حتي انطلاق الطائرة عائدة إلي مطار القاهرة. وكما كانت وزارة الطيران المدني في وداع الطلاب فقد حرص الوزير المهندس عبدالعزيز فاضل علي الاطمئنان بنفسه علي الأوائل وتقديم كافة التسهيلات لإنهاء إجراءات الوصول فور هبوط الطائرة بمطار القاهرة. وأوفد اليهم مندوبي العلاقات العامة ليكونوا في استقبالهم عند العودة وقام الدكتور محمود عصمت رئيس شركة الميناء بتقديم الهدايا لهم. وقدم الطلاب الشكر لجريدة "الجمهورية" ووزارة التربية والتعليم علي رعايتها وتنظيمها لهذه الرحلة المهمة ثقافيا وعلميا والتي وصفوها برحلة العمر مؤكدين انهم قضوا أجمل أيام حياتهم بين آثار وكنوز ايطاليا التاريخية والطبيعية وانهم سيبذلون قصاري جهدهم ليستمروا في التفوق والنهوض بمصر خلال الفترة المقبلة.