في يوم تاريخي لا ينسي وصل قطار الأحلام بأوائل الثانوية العامة وأعضاء رحلة "الجمهورية" أمس إلي أهم محطاته الايطالية وهي فينسيا التي تتصدر المدن الأجمل وتعرف ايضا بمدينة البندقية لما تتمتع به من مبان تاريخية يعود أغلبها إلي عصر النهضة في ايطاليا وقنواتها المائية المتعددة جعلها فريدة من نوعها.. المدينة تقع علي مساحة 4 كيلو مترات ممتدة علي 118 جزيرة من منطقة الفينتو الشاطئية وتجتازها أكثر من 150 قناة. بدأت الرحلة بجولة في البحر الادرياتيكي حيث شاهد الطلاب القصور التاريخية المطلة علي البحر مباشرة ويرجع تاريخ انشائها إلي عصر الفينيقيين وكذلك النهر الطلاب بالطبيعة الخلابة الساحرة واستمع الطلاب إلي شرح عن طبيعة فينيسيا والتي سميت بهذا الاسم للاشارة إلي جميع أراضي الاقليم قبل فترة الحكم الروماني ويظهر ذلك في التقسيم الاداري بايطاليا في القرن السابع بعد الميلاد.. وقد استمر استخدام الاسم تحت الحكم البيزنطي وبعد ذلك اطلق عليها اسم البندقية ونظرا لأن المدينة ساهمت في توحيد الجزر واندماجها سويا فقد اطلق عليها فينيسيا وتقسم هذه المدينة الساحرة اداريا إلي ست بلديات ومن الجزر المميزة جزيرتا مورانو وبورانو ويشتهران بصناعة الزجاج والتطريز ويقع المركز التاريخي وسط بحيرة تحمل نفس الاسم باجمالي 118 جزيرة متصلة ببعضها البعض.. ويعد المركز التاريخي لفينيسيا أكبر المراكز في ايطاليا بل وأوروبا. فينسيا التي نشأت عام 800 قبل الميلاد في بنية نهرية تنتشر بها المستنقعات غنية بثرواتها فقد كانت المدينة في هذا التوقيت قائمة اقتصاديا علي الصيد البري والبحري وانتاج الملح والنقل البحري وانشطة أخري ذات صلة بالتجارة كما كانت مركزا للاتصال التجاري والذي يربط المدينة بوسط وشمال أوروبا ونظرا لتعزيز نظام الموانيء في هذه المدينة أدي للتقارب مع الامبراطورية الفرنسية والعلاقات المتميزة مع الشرق البزنطي وأصبحت واحدة من البوابات الرئيسية للتبادل بين الشرق والغرب كما سمح بنمو الطبقة التي تعمل بالتجارة والتي حولها علي مدار اربعة قرون من مستعمرة إلي سيدة البحر واصبحت من الجمهوريات البحرية. فينيسيا من أكثر مدن العالم التي يزورها عدد كبير من السياح يبلغ سنويا أكثر من 30 مليون سائح. ويعد تمثال أسد سان ماركو رمز المدينة والذي يميزها عن باقي مدن ايطاليا وتعتبر فينيسيا المدينة الوحيدة في ايطاليا التي يطلق عليها لقب بطريرك علي اسقف الكاثوليك وتوجد مقار للعبادة لأقدم الجاليات الايطالية حيث تجول الطلاب بميدان سان ماركو الشهير بوسط فينيسيا والذي يحتوي علي اقدم القصور والكنائس القديمة والتي من اشهرها كنيسة سان ماركو الذي يرجع عمرها إلي 900 سنة ويتعرض الجزء الخارجي لها للفيضانات بسبب ارتفاع الموج في البحر المتوسط ولكن نظرا لارتفاع الصحن الداخلي للكنيسة لم تتعرض لذلك ومن اشهر ما يميز الكنيسة الاحجار التي كونت الرسومات القبطية المكونة من الذهب والرخام والموزيكو وعليها طبقة من الزجاج الشفاف وكل الرسومات تمثل احداثا من الكتاب المقدس في العهد الجديد. وصفت الطالبة مريت هاني عدلي الخامس مكرر ادبي فيينسيا بأنها أجمل مدن العالم وارتفاع السياحة بها التي يصل بها إلي 22 مليون نسمة سنويا لا يرجع لجمال المدينة فقط ولكن يرجع إلي كيفية استغلال الطبيعة الخلابة في الترويج للسياحة بما يتناسب مع قيمتها التاريخية واضافت استفدت كثيرا من الرحلة لأن التعرف علي ثقافات الآخر يضيف لشخصية الفرد ويزيد من ادراكه لثقافة الاختلاف. واضاف خالد محمد حامد العاشر مكرر رياضيات: فينيسيا ابهرتني جدا فهي مدينة ساحرة ومليئة بالمناظر الرائعة والهواء المنعش وتشعر بأنك لا تريد ان تترك هذا المكان الساحر ويزوره سائحون من كل العالم كما شاهدت اشكال القوارب الشهيرة التي يستقلها سكان فينيسيا للتنقل من مكان إلي آخر.. وكنت سمعت كثيرا عن فينيسيا علي انها مدينة عائمة ولكنني لم أكن اتخيل يوما ان تكون المنازل محاطة بالمياه بالكامل.. ابهرني مناخ ايطاليا الذي يشهد فيه اربعة فصول في السنة في يوم واحد فالجو يتحول من المناخ المعتدل صباحا إلي المناخ الخريفي في وسط النهار ثم يتحول إلي ممطر ليلا. ويشاركه الرأي اسلام فيصل محمد الأول علمي رياضة يقول فينسيا هي أروع الأماكن التي تمت زيارتها في ايطاليا حتي الآن وتعد طبيعتها الخلابة وسط المياه هو ما يجعلها مكانا للجذب السياحي لعشرات الملايين من السياح وأكثر ما اثار انتباهي اشكال الكباري التي تفصل اجزاء المدينة المختلفة ومشهد الغروب اثناء العودة من الرحلة بالقوارب من أفضل اللحظات التي قضاها.. ونتطلع إلي المزيد من المتعة والتعرف علي التراث التاريخي في مدينة ميلانو المحطة الاخيرة للرحلة الجميلة التي اضافت لنا الكثير.