شهدت القاهرة أمس تحركات سياسية وأمنية من أكثر من موقع للتأكيد علي هيبة الدولة المصرية واستقلالية قرارها السياسي والمضي قدماً في خارطة الطريق لتعزيز خطوات التحول الديمقراطي. وعودة الهدوء والاستقرار للبلاد. فقد أشاد الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي بالدور الوطني المشرف لرجال القوات المسلحة والشرطة المدنية لتأمين الجبهة الداخلية. وقال في لقائه والسيد محمد إبراهيم وزير الداخلية مع عدد من قادة وضباط القوات المسلحة وهيئة الشرطة بالمنطقة المركزية العسكرية.. أقول لمن يردد استيلاء الجيش علي السلطة "إن شرف حماية إرادة الشعب أعز من حكم مصر". وأوضح أن الدعوة لتفويض القوات المسلحة للتعامل مع الإرهاب كانت رسالة للعالم والإعلام الخارجي الذي أنكر علي ملايين المصريين حرية إرادتهم ورغبتهم الحقيقية في التغيير. وقال الفريق أول السيسي: من يتصور أن العنف سيركع الدولة والمصريين يجب أن يراجع نفسه.. واننا لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين ونقل صورة خاطئة للإعلام الغربي. وبعد دخول العديد من الدول الأوروبية وبعض الدول الأخري علي خط الأزمة المصرية فيما يتعلق بفض الإعتصامات ودعوات الحكومة لوقف العنف وضبط النفس حسب زعمها دون مطالبة جماعة الإخوان بطلب مماثل فإن وزير الخارجية نبيل فهمي قال في مؤتمر صحفي إن القاهرة ترفض تدويل الأزمة المصرية لكونه يساهم في مزيد من الاستقطاب ويعطل الحل السياسي. مؤكداً أن هناك تخاذلاً من المجتمع الدولي في تسليط الضوء علي عنف الإخوان. وإذا كان المجتمع الدولي متمسكاً بالشرعية وحقوق الإنسان فإن عليه أن يوجه انتقادات ضد عنف الإخوان. وتعالت أصوات جديدة في الصحافة الأمريكية تحذر من أن استعادة الإسلاميين للسلطة يعني ضياع آمال الديمقراطية في مصر. ونقلت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية عن ليسلي جيليب الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية قوله "دعونا نكون واقعيين.. محمد مرسي وجماعة الإخوان لم يمارسوا الديمقراطية. بل كانوا ينتقون القوانين ويدمرون ببطء كافة أشكال المعارضة الممكنة. وكانوا يتحالفون مع أعداء أمريكا من الجهاديين في سوريا وغزة". وقال جيليب "إن أمن أمريكا الوحيد هو العمل مع الجيش المعتدل". أما الصحف البريطانية فقد أجمعت أمس علي أن المصريين يصبون غضبهم الآن علي الغرب ويتهمونه بالمذامرة. وفي تطور بارز دعت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو الاتحاد الأوروبي إلي إعادة النظر في سياسته مع مصر دون أوهام حيث إن مساعداته لمصر لا تتجاوز 500 مليون يورو وهي تعتبر "مصروف جيب" أو "فكة" أمام مليارات السعودية ودول الخليج. "المشهد السياسي ص2 و3و4و5و6و7"