أكد فضيلة الدكتور إيهاب سالم مطر إمام مسجد الخازنداره بشيرا أن شهر رمضان المعظم مملوء بالمعاني الطيبة حيث تتنزل الرحمات علي العباد ويكثر التراحم بين الناس ويزداد التكامل بين الغني والفقير كما تشهد المساجد وجوهاً لم تشهدها أحد خلال أحد عشر شهراً من العام صيام بالنهار وقيام بالليل. قال الشيخ: إن علي الأمة أن تقتدي برسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان في رمضان أجود من الريح المرسلة وكان إذا جاء رمضان شدَّ منذره وأيقظ أهله وأحيا ليله. وأضاف الدكتور إيهاب أن الرحمة صفة من الصفات العظيمة التي تخلق بها رسول الله صلي الله عليه وسلم كما وصفه رب العزة بها في قوله تعالي : "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" وان من رحمته العفو والصفح الجميل وثبت ذلك عندما بال أعربي في المسجد فهمَّ الصحابة أن يضربوه لفعلته ولكن الرءوف الرحيم صلي الله عليه وسلم نهاهم وقال لهم "صبوا علي بوله سجلاً من ماء" أي دلواً من الماء حتي يتم تطهير المكان وبهذا العمل تتجلي رحمة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم. قال الشيخ: إن من أخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم كان يقول اعطي من حرمك وصل من قطعك واعف عمن ظلمك. ولله در القائل: وإذا رحمت أنت أم أو أب. هذان في الدنيا هم الرحماء فقد كان يرحم حتي الدابة وكان يتقاسم الطريق مع خادمه حيث كان كل منهما يركب الدابة مسافة معينة. كان يساعد أزواجه في شئون البيت حيث كان يخصف نعله ويرقع ثوبه وكان يملأ الماء. أوضح الدكتور مطر أن الله تعالي بعث نبيه صلي الله عليه وسلم ليكون رحيماً بكل المخلوقات من إنس وجن وطير وحيوان فوصفه ربه بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ولقد شملت رحمته صلي الله عليه وسلم الكبار والصغار والرجال والنساء والقريب والبعيد بل الصديق والعدو ولم تكن رحمته محدودة بمكان أو زمان وإنما هي لكل العالمين منذ بعث إلي يوم الدين. ولقد علَّم الرسول أمته خلق الرحمة قائلاً: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء". وقال إن من مظاهر رحمته حسن تعامله صلي الله عليه وسلم مع الأسري وها هي شنانة ابنة حاتم الطائي التي أسرت في حربها مع قبيلة طيء وجعلت في حظيرة من باب المسجد حتي مرَّ بها الرسول الكريم فقامت وطلب منه أن يمن عليها وقالت له قد هلك الوالد وغاب الأخ فقال صلي الله عليه وسلم لها: من أو من "وافدك" قال عدي بن حاتم قال: "الفار من الله ورسوله" ثم مضي الرسول وتركها وتكرر العرض ثلاثة أيام حتي أوفد إليها عليّ بن أبي طالب ثم ذهب بها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لها: "قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتي تجدي من قومك من يكون له ثقة حتي يبلغك إلي بلادك ثم اذنيني" وعندما وجدت من يقوم بتوصيلها إلي بلادها ذهبت لرسول الله فكساها وأعطاها نفقة ثم خرجت ابنة حاتم الطائي إلي بلادها بالشام.