جاءت هذه الرسالة من بعيد من إحدي قري جنوب الصعيد كتبها الجد الحائر وارسلها بالبريد. لحل مشكلة تهدد سلامة الحفيد قال الجد أن ابنته وزوجها من ذوي الاحتياجات الخاصة ولديهما طفل رضيع. الأم تساعدها ظروفها الصحية علي الحركة والمرور علي الصيدليات والأب أبكم وأصم لا يتكلم ولايسمع. قال الجد عن حفيده أنه طفل جميل يتمني كل إنسان أن يرزقه الله طفلا مثله. لكنه لا يجد اللبن الصناعي الذي يعوضه عن الرضاعة الطبيعية التي لا تستطيع الأم توفيرها له بسبب ظروفها الصحية. الطفل الصغير في شهرة التاسع ويحتاج إلي أربع علب من اللبن الجاف المدعم شهرياً وهو مستورد من الخارج وثمن العلبة الواحدة 12 جنيهاً. تعيش الأسرة في عذاب وحيرة وبحث مستمر عن علب اللبن ومرور دائم في الليل والنهار علي الصيدليات في القرية والقري المجاورة والمدن القريبة وبعد رحلة من المعاناة والتعب نحصل علي علبة واحدة لا تكفي الطفل المسكين سوي أيام معدودات ويبقي طوال الشهر في انتظار فرج الله ورحمته. يقول الجد الحائر إنهم يضطرون لتقديم المشروبات الأخري مثل الينسون والحلبة والكراوية وغيرها للطفل الرضيع. حتي أصيب بالهزال وتدهورت أحواله الصحية وباتت حياته مهددة بالخطر في هذه المرحلة الحرجة من حياته التي يحتاج فيها إلي اللبن كغذاء أساسي يساعده علي النمو ويقيه من سوء التغذية والاصابة بالأمراض. قال الجد في رسالته أن علب اللبن المدعم يتم توزيعها علي الأقارب والمعارف والمحاسيب وهم في أغلب الأحوال من الأغنياء وأصحاب الدخول العالية ويتركون أطفال الفقراء وذوي الدخل المحدود يتضورون جوعاً. كما أن الألبان البديلة غالية الثمن تباع بأكثر من ضعفي اللبن المدعم. طلب الجد وهو من احدي قري مركز المنشأة بمحافظة سوهاج التي ارسلها إلي صفحة مع الناس منذ عدةسنوات تدخل وزير الصحة والمسئولين عن ادارة شركات الأدوية بتوفير اللبن المدعم لجميع الاطفال والاشراف علي توزيعها لضمان وصولها إلي الاطفال الرضع ومن بينهم حفيده المسكين. نشرت الرسالة في صفحة مع الناس بجريدة "الجمهورية" وارسلت احدي شركات الأدوية بمجموعة من علب اللبن الصناعي هدية لرضيع المنشأة وأرسلت كميات اضافية للصيدليات في القرية والقري المجاورة والمدن القريبة وأتمني أن يكون هذا الرضيع قد أصبح صبياً قوياً. تقر به أعين والده ووالدته وجده.