يقول الناقد الشهير ت. س آليوت إن العمل الفني الجديد يؤدي إلي إعادة تركيب الأعمال الفنية الموجودة وهو يقصد بذلك الأعمال الدرامية وهنا سأستعير قول الناقد لاسحبه علي عمل فني من ثقافة أخري عربية عرضت مؤخراً إحدي القنوات العربية الجديدة مسلسلاً اسمه "دنيا" بطولة ممثلة ممتازة اسمها أمل عرفة كما عرضت القناة في نفس الوقت مسلسلاً مصرياً هو "يوميات ونيس" وأنقل حقيقة هي أننا وجيراننا كنا ننتظر إعادة المسلسل السوري في شغف ونسرع إلي إغلاق التليفزيون عند إعادة عرض "ونيس" ونحن لا نعمم الحكم علي كل المسلسلات التي يقدمها التليفزيونان الشقيقان فمسلسل واحد لا يكفي لهذا التعميم لكننا نتحدث في إطار العملين الفنيين حديثاً مقارناً مسلسل "دنيا" السوري يقدم لنا رسالة خلال قصة وحبكة وشخصيات وإخراج وحوار وهو مسلسل ممتع يؤكد عظمة الفن الدرامي وعظمة رسالته لكن المسلسل المصري رغم أنه يحاول تقديم رسالة من خلال قصة وحبكة وشخصيات وأحداث وحوار ألا إنها تسير في الاتجاه الخطأ فالرسالة الساذجة واضحة وضوح الشمس كالاصبع المدوحس إن الموعظة المباشرة والشعارات الرنانة هي أفضل الطرق إلي وجدان المشاهد وأن الشخصيات والمواقف غير المقنعة والتي تتميز بالسخافة الشديدة ستنطلي علي المشاهد من خلال "في التنطيط والزعيق" والشعارات التي يحفل بها كتاب القراءة الرشيدة علينا إعادة النظر في مسلسلاتنا لأن كثيراً منها يمكن أن نطلق عليه وصف "البضاعة المغشوشة" لو كان أرسطو حياً لاختار مسلسل "دنيا" كنموذج عما يقصده بالفن ولأشار إلي مسلسل "ونيس" علي أنه نقيض الفن أن المسلسل السوري يبين أن محرك العمل فيه هو رسالة وفن وأن محرك مسلسلنا هما كلمتان مختلفتان "أرزق ونحته" أن المسلسل السوري يشبه وجه ليلي مراد المشرق الجميل بينما يذكرنا المسلسل المصري بوجه الآنسه حنفي مع الاعتذار للفنان العظيم إسماعيل ياسين.