عدت من باكو عاصمة أذربيجان بعد حضور المنتدي الثاني لحوار الثقافات. ويمكن القول إن مثل هذه المنتديات هامة للتقريب بين النخب ولكنها لم تنجح حتي الآن في التقريب بين الشعوب. المهم أن حديثي سوف ينصب في الأساس علي دولة أذربيجان التي يعتقدون فيها أنهم يملكون أدوات التقدم دولة تنتمي إلي العالم الإسلامي. علمانية. تقع في موقع استراتيجي هام. تملك النفط والغاز الطبيعي. مقومات سياحية كبيرة. مستقرة سياسياً بالرغم من ارتفاع البطالة وغلاء المعيشة. تملك علاقات متميزة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل لاحتياج أذربيجان لهما في النزاع مع أرمينيا حول إقليم ناجورنو كاراباخ كما أنها تتمتع بعلاقات ممتازة مع تركيا وعلاقات دقيقة مع إيران. ويعتبر الرئيس الهام عليف وهو نجل الرئيس السابق لأذربيجان القائد الذي يملك الرؤية والإرادة لتقدم بلاده. ويحظي بالتأييد الغربي حتي بعد تعديله لدستور بلاده ليضمن الترشح لفترة رئاسية ثالثة. كما تلعب أذربيجان دوراً مهماً داخل منظمة التعاون الإسلامي وستقوم باستضافة مؤتمرين خلال شهر يونيو الجاري الأول لدعم السلطة الفلسطينية والثاني لدعم القدس. دولة تتمتع بالحيوية ولديها قيادة ولا نستطيع أن ندعي أنها تنهج الديمقراطية الكاملة وبالرغم من ذلك فإن الولاياتالمتحدة التي يهمها مصالحها في المقام الأول لا تنزعج من تعديل الدستور لتمهيد الطريق لفترة رئاسية ثالثة. أرسلت أذربيجان ألف مبعوث إلي الولاياتالمتحدة واستقبلت مصر خمسمائة دارس بالأزهر مقابل سبعة مبعوثين مصريين. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات الثقافية والعلمية تراجعاً خلال الفترة القادمة فهم غير قابلين لأي رياح تغيير قادمة من مصر ولا يستطيع أحد لومهم علي ذلك. إنهم يملكون إرادة التقدم ويرفضون التراجع والظلام إنها بحق أرض النار كما كان يطلق قديماً. ولكن يبقي خيال الحكام الذين يعتقدون أنهم يملكون التفويض الكامل من الشعب وأن لديهم الحق في السير بدولهم إلي الوراء أو الغرق في قاع عميق.