يشهد الشارع المصري منذ ثورة 25 يناير في 2011 وحتي الآن العشرات من الوقفات الاحتجاجية لذوي الاحتياجات الخاصة اعتراضا منهم علي عدم تفعيل القوانين الخاصة بهم وللمطالبة بحقوقهم خاصة نسبة ال 5% المقررة لهم في العمل.. كما تشكلت العديد من الحركات المستقلة للمعاقين للدفاع عن تلك الحقوق في العمل والتعليم والرعاية الصحية والمواصلات المناسبة وحقهم في أن يكون هناك قانون خاص لهم يحفظ هذه الحقوق. توقفت الأسبوع الماضي امام الوقفات الاحتجاجية التي نظمها المعاقون أمام دواوين المحافظات للمطالبة بالتعيين ضمن نسبة ال 5% التي يهملها المحافظون الجالسون خلف مكاتبهم المكيفة.. وبصرف النظر عن المطالب نفسها.. لاحظت مدي اصرار ذوي الاحتياجات الخاصة علي نيل حقوقهم من خلال حجم المشاركة في تلك الوقفات وتعاطف أبناء المحافظات والمارة مع قضيتهم العادلة. هذا الرصد يؤكد أن المعاقين في مصر الذين يشكلون 13% من السكان أي بما يعادل 15 مليون معاق قوة لا يجب الاستهانة بهم إذا ما توحدوا في كيان واحد لتكوين لوبي ضغط يكون له تأثير في الحياة السياسية. فقط عليهم ان يكتشفوا قوتهم وان يكون لهم ممثلون في مجلس النواب والمجالس المحلية.. يتبنون قضاياهم ويدافعون عن حقوقهم بعد ان اهملتهم أجهزة الدولة وتجاهلتهم الأحزاب السياسية في برامجهم الانتخابية. لابد أن يدركوا ان مشاركتهم السياسية حق دستوري وان علي الجميع منحهم الأولوية والضمانات الكافية لممارسة حقهم الانتخابي من دون عوائق أو تزوير لارادتهم وأصواتهم أو استغلالهم.. فتعدادهم الذي يبلغ ما يقرب من 15 مليون معاق.. يجعلهم كتلة تصويتية قوية في الانتخابات لا يجب أن يستهين بها أو يتجاهلها أي مرشح لمجلس النواب أو المجالس المحلية أو حتي المرشحون في أي انتخابات رئاسية قادمة. ويجب ألا يقتصر دورهم في الانتخابات علي التصويت لصالح حزب أو مرشح فقط ولكن يجب أن يخوضون المعارك الانتخابية كمرشحين.. لأن لترشحهم أهمية كبيرة.. أولا للتأكيد علي ضرورة تمثيل فئات المجتمع المختلفة في البرلمان سواء معاقين أو مرأة أو اقباطا أو مسلمين لأن البرلمان هو الممثل الحقيقي للواقع المصري.. وثانيا لأن المعاقين أنفسهم هم الأجدر علي التعبير عن مشاكلهم والدفاع عن حقوقهم.. خاصة ان ذوي الاحتياجات الخاصة الآن قادرون علي المنافسة والفيصل هنا هو البرنامج الانتخابي وأصوات الناخبين. كما أن الواقع يؤكد أن النائب المعاق لا يخدم أهالي دائرته الأسوياء فقط ولكن المعاقين أيضا.. خاصة ان ثقافة المجتمع ونظرته للمعاق قد بدأت تتغير وفرصتهم اصبحت أكبر الان في الحصول علي دعم انتخابي من الجميع. انها حقوق وأمان مشروعة تحتاج لمن يساندها لصالح هؤلاء الذين يواجهون التحدي ويقهرون "الاعاقة".