هل الإخوان ظالمون.. أم مظلومون؟.. سؤال شغلني. وربما أقصر طرق البحث عن إجابة له أن نحوله إلي صيغ أخري قد تتركب من إجاباتها معاً الإجابة عليه. ** السؤال الأول: هل كان الإخوان يعلمون أن البناء السليم لأي دولة بعد ثورة. بما يضمن استقرار الدولة. ويرسخ لمؤسسات قوية تلبي مطالب الثورة. يحتم أن يكون "الدستور أولاً". وليس "الانتخابات أولاً"؟.. الإجابة: نعم و"بالثلث".. كانوا متأكدين. لكن الأكيد كذلك وقبل ذلك. من منظورهم السياسي. ووفقاً لمصالحهم السياسية. أنها كانت الفرصة المضمونة آنذاك كي يحصدوا أغلبية. أو علي الأقل أكثرية برلمانية. بحكم عدم تشكل الساحة السياسية بعد. في وقت كانوا وحدهم يمتلكون الجاهزية. والقدرة علي الحشد والتنظيم. فدفعوا بقوة. وبكل السبل لتأجيل الدستور. والإسراع بإجراء الانتخابات.. فكان لهم ما أرادوا.. والمحصلة أن تاهت الدولة والثورة.. وأكلنا الدستور "مسلوقاً". ** السؤال الثاني: ماذا فعل الإخوان بعد أن جلس مرشحهم علي كرسي الرئاسة؟.. هل أعانوه. أو علي الأقل تركوه يثبت عملياً أنه رئيس لكل المصريين؟.. الإجابة مختصرة: للأسف تورطوا. وورطوه في العكس ليخسر سريعاً التفاف الناس حوله باعتباره رئيساً خرج من رحم الثورة. ومحسوباً علي معسكرها. ** السؤال الثالث: هل أوفي د. محمد مرسي بما عاهد عليه باقي القوي والنخب السياسية التي ساندته. قبل جولة الإعادة مع الفريق شفيق؟.. "لا" هي الإجابة. فما كان أسرع ما خرج د. مرسي عن مسار الاصطفاف الثوري. إذ كانت له حساباته الخاصة التي طرحت من المعادلة كل التيارات الأخري ليصبح الناتج "فصيل واحد"..!! ** السؤال الرابع: هل رسخ الرئيس وجماعته لاحترام الدستور والقانون. وفق اليمين الرئاسية التي حلفها؟.. الإجابة: دولة القانون سقطت.. حصار المحكمة الدستورية كان البداية.. والإعلان الدستوري غير الدستوري كان "القاضية".. أما الدستور حجر أساس الدولة. فينقصه الآن الدولة. وكان ولازال ينقصه التوافق. ** السؤال الخامس: هل نظرية الإخوان في المعادلة المصرية الجديدة قدمت أهل الخبرة علي أهل الثقة؟.. الإجابة: الخط ممدود علي استقامته من أيام المخلوع.. والجديد الذي تنفيه التصريحات. ويشي به الواقع.. "الأخونة". ** السؤال السادس: هل فطن د. مرسي والإخوان إلي أن تلبية مطالب شعار الثورة وحدها التي تحافظ علي شرعية الصندوق. والنظام الجديد؟.. الإجابة: أخشي من ثورة جياع.. أمام العيش تسقط الحرية في اللادولة التي لا تعرف معني العدالة الاجتماعية. والكرامة الإنسانية. ** السؤال الأخير: هل يمكن أن يعيد الرئيس والجماعة حساباتهم؟.. الإجابة: عليهم ذلك. وسريعاً. وقبل فوات الأوان.. الاختيار الوحيد الآمن هو السعي لمشاركة وطنية حقيقية تجمع كل ألوان الطيف السياسي. في طريق واحد. وإلي هدف واحد هو مصلحة مصر.. يا سادة المقطم احذروا.. "تمرد" ليست حملة عبثية.. ربما ترون توقيعاتها بلا طائل قانوني أو سند دستوري.. لكن الكلمة تلمس أوجاع الشارع.