كلما قرأت حوادث الخيانة الزوجية وغدر الزوجات علي صفحات الجرائد. تذكرت شهريار بطل قصة الف ليلة وليلة. كان شهريار ملكا عادلا يحكم مملكة مزدهرة. وكان له شقيق اصغر منه اسمه شاه زمان يحكم مملكة مجاورة. ذات يوم طلب شهريار من اخيه شاه زمان ان يزوره. خرج شاه زمان قاصدا بلاد اخيه وفي منتصف الطريق تذكر شيئا فعاد الي قصره فوجد زوجته راقدة علي فراشه مع عبد اسود. اسودت الدنيا في عين الملك الشاب فاستل سيفه وقتل زوجته والعبد الاسود لكنه استأنف رحلته الي بلاد اخيه شهريار. رفض شاه زمان ان يفصح لأخيه عما حدث له. تركه شهريار وسافر الي رحلة صيد بري وبينما ينظر شاه زمان من شبابيك قصره فاذا هو يري زوجة اخيه تعانق عبدا اسود. عندما عاد شهريار حكي شاه زمان له ما حدث له وما رآه من زوجته ولما تأكد شهريار من كلام اخيه قرر مع شقيقه الخروج من حياة القصور والاختلاط بعامة الناس وعندما سافر الملكان استراحا تحت ظل شجرة بجوار البحر وبينما هما جالسان هاج البحر وخرج منه مارد جني علي رأسه صندوق واتجه صوب الشجرة فما كان من الملكين الا ان تسلقا الشجرة. وجلس المارد تحت الشجرة وفتح الصندوق واخرج منه امرأة ونام علي حجرها ولما راح في سبات عميق وضعت المرأة رأسه علي الارض ونظرت الي الشجرة وطلبت من الملكين ان ينزلا وقالت لهما ان هذا المارد خطفها ليلة عرسها ورغم انه مارد جبار الا انها خانته مع عشرات الرجال. لما رأي الملكان ذلك قررا العودة الي قصريهما وهنا اتخذ الملك شهريار اغرب قرار في التاريخ وهو ان يتزوج كل ليلة فتاة ثم يقتلها في مطلع الصباح وظل علي هذا الحال حتي وقع اختياره علي ابنة وزيره المسماة شهر زاد وكانت معروفة بالذكاء والفطنة وسعة الثقافة. وتجنبا لان تلقي المصير نفسه الذي لقيته زوجات الملك السابقات فقد خطرت لشهر زاد فكرة عبقرية تمثلت في ان تقص علي الملك كل ليلة حكاية وفي اللحظة التي يتشوق فيها الملك لمعرفة النهاية تتوقف شهر زاد عن الكلام بحجة طلوع الصباح فيؤجل الملك قتل زوجته وهكذا تستمر شهر زاد طوال الليالي المتعاقبة حتي حكت له الف حكاية وحكاية.