بدأ موسم توريد القمح إلا أننا مهددون بفقدان 1.5 مليون طن بما يعادل 20% من الإنتاج بسبب "الشون الترابية" أي الأراضي الطينية التي يخزن فيها القمح في العراء لنقص الصوامع المعدنية المتطورة بكل ما يعني ذلك من سوء لعمليات التخزين والنقل. محمد فتحي مزارع يقول: الشون الترابية تجعل المحصول عرضة للعوامل الجوية والطيور والحشرات والقوارض الأمر الذي يتسبب في نقص الكميات الموردة بالاضافة الي أن الأجولة متهالكة وسقوط مياه الأمطار علي الأقماح يصيبها بالعفن والبكتريا الأمر الذي يؤدي الي انتاج دقيق فاسد ورغيف خبز غير صالح للاستهلاك الآدمي. يتفق معه عمر محمود صاحب مخبز ان تخزين القمح بالشون الترابية هو السبب الرئيسي في تدني انتاج رغيف الخبز حيث ان الدقيق المطحون من تلك الأقماح يؤثر علي رغيف الخبز ويكون عند مضغه مختلطا بالتراب فالشوائب تصل الي الرغيف الي 20% كما نقول نتائج معامل وزارة الصحة. محمد أحمد مهندس زراعي يشير لوجود فئة من معدومي الضمير في شون القمح يستبدلون المخزون بأقماح قديمة تستخدم كعلف للحيوان أو مستورد للاستفادة من فرق السعر علاوة علي ان أسوار الشون منخفضة مما يعرض المخزون للسرقة والأجولة منتهية الصلاحية مما يؤدي الي ارتفاع نسبة الفاقد والتالف الي 20%. يؤكد جميل فتحي مزارع انه يقوم بزراعة مساحة صغيرة تكفي عائلته فقط للصعوبات التي يجدها الفلاحون في التعامل مع البنك وفرض أتاوات لاستلام الكميات من داخل الشونة علاوة ان الأجولة قديمة ومتهالكة ويتم اعطاؤنا شيكات بالمستحقات وصرفها من البنك بعد فترة ولذلك يفضل زراعة البرسيم لأننا نحصل علي الثمن من التجار قبل الحصاد. الحشرة السوداء عمرو أحمد محام يشير الي أن الأهالي القاطنين بجوار الشون الترابية يعانون من انتشار الحشرة السوداء وهي صغيرة الحجم تشبه النملة تهاجم المواطنين في منازلهم وتلدغهم وتصيبهم بالأمراض الجلدية. يقترح عبدالقادر دسوقي ان يتم تخزين القمح داخل صوامع طينية تشبه البراميل وتغلق جيدا حيث لا تتعرض الحشرات أو سوء تخزين وتكون الفطريات السامة به كما كان يفعل أجدادنا. محمد عبدالقادر نقيب الفلاحين بالقاهرة يقول: انه طالب الحكومة مرارا وتكرارا بتجهيز الشون الخاصة ببنك التنمية والائتمان الزراعي وتسقيفها وإصلاح أرضيتها وتشديد الحراسات عليها وتجهيز الشكائر البلاستيك والخيش وللأسف لم يحدث ويناشد الحكومة بتوفير الموارد المالية لاستلام جميع الأقماح من الفلاحين وقد من الله علي الفلاحين هذا العام بمحصول وفير يصل تقريبا ل 9 ملايين طن ونتوقع ان يغطي احتياجات الخبز المدعم لكن للأسف الشون مرتع للقوارض والحيوانات الضالة نظرا لعدم وجود أسوار. فطريات سامة محمد أبوزيد مدير معهد البحوث الحقلية يقول ان التخزين في العراء عالميا يعتبر جريمة متكاملة الأركان لما يسببه من انتشار أكثر من 19 نوعا من الفطريات السامة وخاصة فطرالافلاتوكسين الذي يهاجم الكبد ويصيبه بالسرطان فهو المسئول الأول علي إصابة بالالتهاب الفيروسي "B" علي المدي البعيد وقد رفعنا توصيات من خلال لجنة الحبوب بالوزارة لعمل صوامع أسمنتية. لأنها الأنسب للمناخ المصري وتصل سعتها التخزينية الي 60 ألف طن ويطالب الحكومة بالتصدي لمافيا الاستيراد في مصر لأنه في هذا التوقيت يتم خلط الأقماح المتدنية الصفات بالقمح المصري.