** إنها جريمة جسيمة بمعايير العالم "السوبر".. أو "الدول المتقدمة".. لكننا هنا في مصر وغيرها من دول العالم المسمي بالثالث أو "الآخر" بمعني أدق وبمنتهي البساطة.. نعتبر آفة القصور أو سوء الأداء الإداري بكل صوره.. مجرد عدم توفيق أو سوء حظ.. وبالتالي نمر مرور الكرام علي التوابع الجسيمة المتشعبة لهذا الوباء المستنزف لموارد وإمكانيات الدول البائسة.. وكأن شيئاً لم يحدث علي الإطلاق.. مهما كانت خطورة وجسامة ما حدث من اهمال وتقصير وقصور إداري أو مهني.. المهم أنه لابد من تجريم هذه الآفة وتقليص نتائجها الوخيمة إلي أقصي حد ممكن.. وذلك في إطار قانون شامل "يجب إصداره في أسرع وقت ممكن" للإصلاح الإداري.. فهذا الإصلاح هو حجر الزاوية في أي تقدم حقيقي... إذا كنا بالفعل نريد تقدماً ملموساً علي أرض الواقع.. وليس علي الشاشات وفي الصحف.. كما اعتدنا أن نقرأ ونسمع علي مدي عقود طويلة ماضية.. وننظر حولنا وفي كل الاتجاهات.. ولانزال ننظر حتي أصابنا الحول الحيثي.. دون أن نجد أي أثر لما قرأنا وسمعنا عنه من إنجازات مهيبة شامخة.. وأخيراً وليس آخراً.. لابد من عقاب حاسم ورادع للمسئول أو المسئولين عن سوء الأداء والفشل الإداري.. طالما أن أسباب الفشل مرتبطة بأوجه قصور أو تقصير بشري. *** ولكن شتان بين ما يجب أن يحدث.. ما يحدث بالفعل في عالمنا "الاخر" "خارج نطاق الحياة".. حيث سنجد الكثيرين يقولون: "معلهش" وجل من لا يسهو إلخ من الأقوال "المأثورة" في مثل هذه الأحوال.. المهم وعلي سبيل المثال فقط.. وعندما يثبت اهمال أو سوء أداء مدير شركة بسبب قصور بشري "ولا علاقة له بأي فساد أو انحراف".. وهو ما أدي "سوء الأداء" إلي خسائر.. نفترض انها تقدر بخمسمائة مليون جنيه مصري.. فهل يكفي أن يسجن المسئول أو المسئولون عن هذا الاهدار للمال لمدة عام أو عامين؟.. ألا تعتبر هذه العقوبة "ناعمة للغاية".. وذلك مقارنة بجسامة الجريمة المرتكبة؟.. ناهيك عن أن ما سبق لا يعتبر عندنا جريمة من الأصل.. علي أية حال ولنمن أنفسنا بإصدار تشريعات شاملة لإصلاح إداري جذري "أحيانا الله وأحياكم".. هنا يجب أن يشمل العقاب المرتقب أيضاً.. المسئول أو المسئولين عن تعيين هذا المدير أو المرؤوس المقصر أو غير الكفء؟!.. وإذا كان الرد سابق التجهيز أيضاً.. إنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده وغير ذلك من الحديث عن "شماعات الفشل" والقضاء والقدر إلخ.. ثم إنه لابد من آلية لمتابعة الأداء وتقويم مؤشراته أولاً بأول.. بمعني أنه يجب إنذار المدير المقصر.. أو إقالته مبكراً.. وقبل أن تتضاعف وتتفاقم الخسائر وتوابعها.. وهذا ما يحدث في بريطانيا كنموذج لدول العالم الأول.. بمعني أن هناك آلية عملية لمتابعة أداء شاغلي الوظائف العليا و"تقويم" أدائهم أولاً بأول وبشكل متواصل.. حتي يتسني التدخل في الوقت الحاسم لحماية الأموال العامة.. وفي هذا السياق وفي إطار الإصلاح الإداري المنشود ككل.. يجب الاستفادة بتجارب الدول المتقدمة بما لا يتعارض مع خصوصياتنا! *** "علي الماشي": ** "أن تكون جاهلاً وتسعي للتعلم.. أفضل من أن تكون عالماً وتشعر بأنك عالماً". ** "بقدر ما تفقد المرأة من فطرتها كأنثي.. بقدر ما تفقد من سطوتها وسلطانها علي الرجل".