رغم ان مستشفي القباري العام مخصص لعلاج الفقراء بالمجان. لخدمة ابناء غرب الإسكندرية. حيث يقع في قلب منطقة شعبية يسكنها آلاف العمال البسطاء علاوة علي الاف النازحين من الريف.. ومنذ انشائها في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ظلت يقدم خدماته العلاجية للفقراء بالمجان إلي ان تفتق ذهن القائمين علي وزارة الصحة في اواخر عهد المخلوع بضم المستشفي لما يسمي بالمراكز الطبية المتخصصة وتم تزويد المستشفي بعدد من الاجهزة الحديثة. وتقرر ان يقوم المريض بتحمل نفقات العلاج اسوة بالمستشفيات الخاصة. الي جانب عدد من الحالات المجانية وليجد مرضي العلاج المجاني معاملة من نوع جديد لم يعتادوا عليه من مستشفاهم. حيث تمتنع ادارة المستشفي عن تقديم العلاج المجاني في اغلب الاحيان. وليقدم العلاج للفقراء من سكان المنطقة وقت تمكنهم من استخراج قرار بالعلاج علي نفقة الدولة. والذي اصبح ادراكه حلما غير يسير بعد ان فسدت منظومته بالمحسوبية وغيرها.. يقول خلف ابوقرين - عامل بالمعاش - توفي عمي عقب دخوله للمستشفي بثماني ايام. كان مصابا بجلطة بالمخ بعد اسبوع كامل كانوا يرفضون استقباله مما تسبب في سوء حالته بشدة. وطالبونا بتوقيع اقرار نتعهد فيه انه لا يحتاج لجهاز تنفس صناعي. واذا احتاج علينا ان نوفر الجهاز ولا توجد مسئولية علي المستشفي. وطلبوا منا دفع 2500 جنيه كتأمين قبل ادخال الحالة للعناية المركزة. الا ان الوزير رفض كل ذلك وقرر ادخالنا للمستشفي بالمجان. وبمجرد دخولنا لحجرة العناية المركزة وجدناها خالية تماما من المرضي ونتيجة لتأخر حالة عمي لم يتماثل للشفاء بل توفي. تجولت الجمهورية داخل عنابر المستشفي لتجد ان معظم العنابر خالية ولا تتعدي نسبة الاشغالات فيها 20% فقط اي حوالي 100سرير من اجمالي 450 سريرا بسبب ارتفاع نفقات العلاج والعنابر المشغولة في الدور الاول والثاني فقط اما الدور الثالث فقد تحول الي مخازن والدور الرابع تعيش فيه الحشرات مع مخلفات المستشفي. قال احمد السعيد بدوي وسعد كامل وجيهان محمود.. ان سعر العلاج بالأجر داخل المستشفي مرتفع جدا. وخاصة الاشعة والعمليات الجراحية. وتؤكد هناء سعيد حسن منذ ستة اشهر كاملة اعاني الامرين داخل المستشفي. حيث يحتاج زوجي لعملية غضروف بصورة ملحة وتكلفتها عالية جدا. وزوجي نقاش. ونحصل علي قوت يومنا بصعوبة شديدة. وقد توقف عن العمل. ولا تريد المستشفي اجراء العملية له بالقسم المجاني. بحجة عدم توافر الاعتمادات المالية. اما ملكة حسين. فتشير إلي ان العلاج الذي تتسلمه من المستشفي لا يكفي حاجتها. فهي تعاني من تليف بالكبد وحصوات بالمرارة محتبسة تحت الجلد واضطراب في ضغط الدم. وتحصل علي جزء من الدواء من المستشفي وتشتري الباقي من خارجها. واحيانا لا تشتريه لعدم توافر المال. يقول محمد.س اتلقي العلاج من فيرس سي داخل المستشفي منذ اكثر من عام كامل. وأعاني الامرين سواء من سوء المعاملة الشديدة جدا او من كل العاملين بالمستشفي "امن - تمريض - اطباء" او من المواعيد المقررة للعلاج فالقسم لا يبدأ عمله إلا بعد الساعة الثانية عصرا ويستمر في العمل لعدة ساعات وهو ما يرهقني بشدة ولكني اتحمل منتظرا العلاج فلا يوجد حل آخر امامي سوي الشكوي لله. فالشكوي لغيره مذلة. ويوافقه الرأي صبري محمود. متحسرا علي حاله مشيرا لانه يحصل علي علاج فيروس سي منذ اربعة اشهر كاملة. بحجة عدم استيفاء الاوراق المطلوبة. بل وان احد مسئولي المستشفي طلب منه شراء الدواء من الخارج توفيرا لجهده.