يوم الخميس الماضي احتفلت مصر بذكري تحرير سيناء. وفي هذه الذكري أكد الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة. أن سيناء علي أعتاب مستقبل مشرق وأهلها هم خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري. مؤكداً أن ذكري تحرير سيناء ستظل رمزاً لعظمة مصر وشعبها. وقوة الإرادة لجيشها الذي لم يقبل بديلاً عن تحرير الأرض واستعادة عزة الوطن وكبريائه. وأعلن أن سيناء ستشهد طفرة كبيرة في مجالات التنمية والعمران خلال المرحلة القادمة. في الأشهر الأخيرة احتلت سيناء مساحات كبيرة من اهتمامات الرأي العام في مصر بعد وقوع عدد من الحوادث المتفرقة في كل أنحاء شبه الجزيرة. وفي الأيام الأخيرة عقدت لقاءات بين مسئولين كبار ومشايخ قبائل سيناء من أجل إزالة التوتر وفك الاشتباك بين أبناء سيناء وقوات الأمن مما جعل كبار المسئولين يهتمون بما يجري في سيناء من أحداث متكررة سقط فيها شهداء من جانب قوات الأمن. وبعض أفراد من الخارجين علي القانون من أبناء سيناء. خلال الأشهر الأخيرة تم عقد لقاءات بين المسئولين في محافظتي شمال وجنوب سيناء ومشايخ القبائل في محاولات لإزالة التوتر وفك الاشتباكات بين القبائل وقوات الأمن. رغم اللقاءات المتعددة بين الأمن ورؤساء القبائل لم نر شيئاً أو نشعر بشيء من إزالة التوتر في سيناء لأن الأسباب التي تؤدي إلي الاحتقان بين قوات الأمن وأبناء سيناء الآن بعيدة كل البعد عن المصادمات بين الشرطة ومن يسمونهم بالمهربين من أبناء سيناء ولأن أسباب التوتر والاحتقان أكثر من ذلك وآثارها يمكن أن تتسبب في كوارث حقيقية تهدد أمن مصر واستقرارها. لأن هناك قضايا أساسية هي التي تسبب ذلك الاحتقان وتلك المواجهات التي تؤدي إلي وقف محاولات التنمية وتجميد المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء الذي نتحدث عنه جميعاً. ولكننا لا نسعي لكي نتعرف علي رؤية أبناء سيناء لهذا المشروع. السبب الرئيسي في هذا الاحتقان السائد بين أبناء سيناء هو توقف مشاريع التنمية وتجميد المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء. فأبناء سيناء يشعرون بأنهم مهمشون ومستعدون للمشاركة في أي جهد حقيقي لتنمية وتعمير شبه الجزيرة. إن الاحتفال بذكري تحرير سيناء لابد أن يرتبط بالاهتمام بسيناء وتعميرها.. لابد أن نتذكر المشروع القومي لتعمير وتنمية سيناء الذي كان محدداً له نقل أربعة ملايين مواطن مصري من أبناء الوادي لسد الفراغ السكاني الهائل في سيناء وذلك الفراغ الذي يغري أعداءنا علي الجانب الآخر من الحدود لتحقيق أحلامهم في التوسع علي حساب الأرض المصرية. أطماع إسرائيل في أرض سيناء بدأت منذ بداية المشروع الصهيوني وهم يذكرون أنفسهم بهذا الهدف من خلال تدريسه في المدارس وتذكير الإسرائيليين به في كافة المناسبات بأن أملهم هو احتلال سيناء. إن المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء جاء من أجل تعمير أراضي سيناء بزراعة البشر قبل زراعة الشجر.. لذلك كان هدف المشروع القومي نقل أربعة ملايين إلي وسط سيناء. حيث تتواجد الأراضي القابلة للاستزراع. من ناحية أخري فإننا لم نتوقف عن الكتابة عن مشروع تنمية وتعمير سيناء لأن الجانب الآخر في إسرائيل لم يتوقف أيضاً عن الحلم بجلب المهاجرين من اليهود الجدد والقادمين من كل بقاع الأرض.. وتسعي إسرائيل إلي توطينهم علي الجانب الشرقي للحدود المصرية. العدو الإسرائيلي المتربص علي حدودنا الشرقية بدأ يعلن عن نواياه بشكل كبير وبجرأة كبيرة.. فقد عقد في عام 2004 مؤتمراً للإسرائيليين في "هرتزيلية" طالبوا خلاله باقتطاع مساحة من أرض سيناء في إطار ما أسموه بترتيب الأوضاع الجغرافية في المنطقة. وفي بجاحة طلبت إسرائيل علناً حقها في أرض سيناء وأراضي الضفة الغربية.. إذن فالأطماع الإسرائيلية موجودة ومتربصة حتي تسنح لها الفرصة. إسرائيل تستغل حالة الفراغ السكاني في سيناء وتراجع عمليات التنمية لتحقق مخططاتها التي سبق ونجحت في احتلال الأراضي الفلسطينية لتقيم الدولة اليهودية عليها. أطماع إسرائيلية حقيقية ومشروعات درست في مراكز إسرائيلية وأمريكية ودعمتها بخرائط تفصيلية لجميع مناطق سيناء. أطماع إسرائيل خرجت من السر إلي العلن من خلال مطالبات المتعصبين من اليهود الذين يروجون لحقهم في الأراضي التي بدأ موسي دعوته عليها. نحن نتوجه إلي كل المسئولين في مصر من أجل الاهتمام بسيناء وبأبناء سيناء لأنهم خط الدفاع الأول عن مصر.. إن ما يحدث خلال الأشهر الماضية من أحداث واعتداءات علي قوات الأمن والقوات المسلحة من جانب بعض أبناء سيناء يجب أن يواجه بقوة ولابد من وقف تهريب السلاح إلي سيناء ولابد من التعاون مع مشايخ القبائل لتهدئة الوضع. ففي كل مرة نقرأ عن هجوم بعض المسلحين علي قوات الأمن وعلي الأكمنة المتواجدة علي الطرق. لابد من اتخاذ إجراءات صريحة بالتعاون مع أبناء سيناء الذين يحرقون كل شبر من أرض سيناء. الاحتقان الموجود بين سيناء قديم وليس مرتبطاً ببعض الأحداث العابرة. فأبناء سيناء يشعرون دائماً بأنهم مهمشون ومتهمون من جانب الأجهزة الأمنية. فبعض هؤلاء يعتقدون أن كل أبناء سيناء من المهربين وتجار المخدرات. ظلت أجهزة الدولة تتعامل مع أبناء سيناء وكأنهم مواطنون درجة ثانية في إطار ذلك الفكر ظل دخول شباب سيناء للكليات العسكرية محدوداً إلي أن تغير الوضع خلال السنوات القليلة الماضية. هناك أمور كثيرة في نفوس أبناء سيناء يجب أن نبحث عنها لإيجاد حلول فورية لها. أبناء سيناء يعرفون أنهم ساهموا في تحقيق نصر أكتوبر بما قدموه من مساعدة للجيش المصري بما قاموا به من عمليات عسكرية أربكت الإسرائيليين. بكل صراحة أبناء سيناء يشعرون بأنهم قدموا لمصر الكثير وهذا حق نعرفه جميعاً. لقد أحبط أبناء سيناء مخطط إسرائيل لتدويل سيناء خلال فترة احتلالهم لشبه الجزيرة عندما دعي ديان إلي مؤتمر عالمي في سيناء لتحقيق هذا المطلب الإسرائيلي ولكن مشايخ قبائل سيناء رفضوا هذا المخطط وأفشلوه أمام العالم كله. مما جعل إسرائيل تنتقم من أحد مشايخ سيناء الذي ألقي كلمة سيناء أمام المتواجدين ورفض مخطط ديان وأكد أن سيناء مصرية. ولن يستطيع أحد أن يغير من هويتها.. وكان هذا الرجل ممثلاً لبطولة أبناء سيناء ما دفع بديان للانتقام منه وإسقاطه من طائرة مروحية.. وفي هذا الاحتفال السنوي. إن أبناء سيناء الذين ظلوا حصناً حصيناً للدفاع عن مصر علي مر العصور من حقهم المطالبة بتحريك مشروع تنمية وتعمير سيناء ولابد أن يكون لهم النصيب الأكبر من أرضهم التي حموها ودافعوا عنها خلال كل العصور.