رغم آلاف القرارات الإدارية بنقل الورش والانشطة الصناعية خارج الكتل السكنية وتعدد الكوارث والحرائق بسببها الا ان المناطق السكنية الشعبية تلد عشرات الورش الجديدة يوميا بينما رقابة الاحياء والمحليات غائبة وقد رصدت اخر الاحصائيات ان اكثر من 60% من النشاط الصناعي في مصر يقع في حيز محافظات القاهرةوالجيزة والقليوبية حتي بات الدخول والخروج من شوارع الاحياء مغامرة خاصة في حالات الطوارئ والحرائق فضلا عن المخلفات وتفشي الامراض الناتجة عن استنشاق الابخرة الضارة والمشاجرات التي تحدث بين اصحاب الورش والالفاظ البذيئة التي تخدش الحياء. محمد عباس من باب الشعرية يتساءل : لماذا لا يتم نقل الورش خارج الكتلة السكنية ولماذا لا يتم اجراء توسعات في المناطق الصناعية القائمة أو انشاء أخري جديدة لاستيعاب هذه الورش ونقلها اليها وأين كانت المحليات حينما تكاثرت هذه الورش بهذا الشكل دون ادني رقابة ويكفي ما حدث مؤخرا حين احترقت ورش الاحذية بالمنطقة مما اودي بحياة الكثير. مشروع التطوير ويضيف مدحت زكريا محام لا احد يعلم ما تم انجازه في مشروع نقل وتطوير الصناعات الحرفية والمسبوكات الذي اعلن عن تنفيذه في العديد من المحافظات بتمويل قدره 407 ملايين جنيه تتحمل جزءاً كبيراً منه وزارة التعاون الدولي بالاضافة الي مساهمة وزارتي البيئة والتنمية المحلية والمحافظات التي ينفذ بها المشروع وقد كان مقررا ايضا نقل المسابك والورش الحرفية من داخل الكتلة السكنية الي قرية الحرفيين بطريق القاهرةالفيوم وفي الاسماعيلية لكن التباطؤ شديد في التنفيذ. ويتضرر صبري محمود من وجود احدي ورش الموبيليا بجوار منزله وتلوث الهواء ببقايا النشارة وتعرض ابنائه لمختلف الامراض الصدرية مؤكدا ان الخطر الاكبر يكمن في تطاير البويات اثناء طلاء المصنوعات الخشبية بما لها من اضرار مطالبا بحظر التراخيص للورش التي تمارس نشاطها في المواقع القريبة من الاحياء السكنية او داخلها. مسئولية المواطن عزمي علي السيد رئيس حي الزاوية يقول: تعودنا علي الورش داخل الكتل السكنية لان صاحب النشاط يعتبر وجوده داخل منطقة سكنية يجلب له الدخل الذي يتمناه اكثر من المدن الصناعية واكد ان قانون 119 لسنة 2008 اعتبر ان الورش وسط الكتل السكنية من المخالفات الصارخة التي يجب ان تسعي المحليات للقضاء عليها ويحمل المواطنين مسئولية انتشارها لانه لو تم الابلاغ عن اي ورشة مخالفة يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لايقاف هذه المخالفة ويصحبها محضران احدهما اداري جنائي ويتم ارساله مباشرة للجهات القضائية. ويؤكد ذلك تيسير عبدالفتاح رئيس حي جنوبالجيزة فخطورة وجود الورش الصناعية داخل الكتل السكنية لما تمثله من ازعاج وكوارث وكذلك انبعاثات الالات المستخدمة ويقول ان هناك تعليمات بمنع منح اي ترخيص لاي ورشة داخل المنطقة السكنية وهذا يتطلب تنسيقا بين الوحدات المحلية والدفاع المدني والاجهزة المعنية لمتابعة الورش ونقلها كما يتطلب توفير اماكن خاصة بالورش وتوفير وسائل المواصلات لها والمواد الخام التي تحتاجها بسهولة مع توفير المسكن الملائم لاصحابها لتحفيزهم علي الانتقال. مخاطر صحية الدكتور حلمي عزيز استاذ السلامة والصحة المهنية باكاديمية الدراسات المتخصصة يري ان وجود هذه الورش داخل المناطق السكنية يتسبب في العديد من الامراض وتقلل كفاءة الانسان وتؤثر علي حالته النفسية والمعنوية وتؤدي الي تراجع انتاجه واضاف ان مخاطر الورش عديدة منها التلوث السمعي والبصري وتؤثر بشكل مباشر في الجهاز العصبي للانسان وتضعف من قدرته علي تحمل الضغوط وتجعله متوترا وعصبيا بشكل دائم مما يزيد من معدلات الجريمة وشدد علي ضرورة بذل جميع الجهود لنقل الورش المقلقة للراحة والمسببة للتلوث خارج المناطق السكنية. بينما يؤكد الدكتور سميح عبدالقادر خبير الاتحاد الدولي للسميات واستاذ المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومي للبحوث ان اضرار هذه الورش تتفاوت حسب نوع النشاط وان الابخرة المتصاعدة من تلك الورش مشبعة بالمعادن الثقيلة التي تخترق اجسامنا عن طريق الاستنشاق وتسبب فشلاً كلويا وكبديا وان الغبار الناتج من ورش صناعة الاخشاب يخترق الرئة والمواد المستخدمة مثل الفانليين والهيدروكربون والكوتين ويسبب سرطانات بمختلف اعضاء الجسم.