قد يرث الابن مهنة والده أو والدته ويبرع فيها وهذا طبيعي ما دامت لديه الموهبة حيث يتفوق فيها ويضيف إليها وتوريث المهنة لا يمكن أن يتم بالقوة وإلا خسر الابن والأب في نفس الوقت المستقبل في عمل لن ينجح فيه وإذا كان هذا يحدث في كل المهن فما بالنا بالفن الذي له خصوصية خاصة والذي لا يحتاج موهبة فقط ولكن إلي قبول جماهيري وحماس من المشاهدين له وإلا ظل طوال عمره محروماً من النجومية. وفي هذه السطور نسوق نماذج كثيرة لأسماء فنانين يحاولون توريث مهنتهم لأبنائهم أو أن أبناءهم يحاولون ذلك وربما نجح بعضهم وبدأ نجمه يلمع ولكن البعض الآخر قابع مكانه وقد امتنعت عنه الأضواء والأبناء الفنانون كثر منهم. علي سبيل المثل لا الحصر محمد عادل إمام وأحمد صلاح السعدني وأحمد فاروق فلوكس ودنيا سمير غانم وإيمي سمير غانم وكريم محمود عبدالعزيز ومي نور الشريف ويضم الوسط العديد من الأشقاء مثل ميس حمدان ومي سليم ولحقت بهما دانا حمدان وفي الطريق عمرو رجب شقيق محمد رجب ومحمود رمضان شقيق محمد رمضان. يقول الفنان ثناء شافع أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية حول ظاهرة عمل أبناء الفنانين: إن الموهبة هي تراكم لثقافة ودراسة الفنان ومدي إدراكه للتغيرات التي تحدث من حوله اقتصادياً واجتماعياً وليست ورثا يرثه الإنسان عن أبيه أو أمه ومثلاً لو هناك صاحب محل وورثه ابنه عنه لو لم يكن يملك خبرة ودراية بتجارة والده حتماً سيخسر. نفس الأمر بالنسبة لابن الفنان لو لم يكن يمتلك الموهبة لن يستطيع أن يخدع الجمهور وبصراحة أغلبهم "مينفعوش" ولا يصلحون ويتواجدون "بالذوق" من آبائهم لكن هناك أيضاً نماذج ناجحة جداً مثل شادي الفخراني الذي استطاع لفت الأنظار له عندما أخرج العام الماضي مسلسل "الخواجة عبدالقادر" وأتذكر أنني اتصلت بيحيي الفخراني ليس لأبارك له علي دوره الجميل في المسلسل ولكن من أجل الإشادة بابنه شادي وعن الطلاب تلاميذه في معهد فنون مسرحية يقول إنهم أفضل بكثير من أبناء الفنانين علي مستوي الموهبة والثقافة.