عندما يأتي اسم الطفلة نجود علي ضمن قائمة أشهر "نساء" العالم.. فالأمر يبدو غريباً.. لكن الأغرب أنها حصلت أيضاً علي لقب أصغر "مطلقة" في العالم بعد طلاقها قبل خمس سنوات عندما كانت في التاسعة!!.. وطفت قصتها للسطح بعد اعتزام والدها تكرار مأساتها مع شقيقتها الصغري. نجود علي هي طفلة يمنية تبلغ حالياً 14 عاماً تجسد قصتها كل معاني انتهاك حقوق الأطفال وهي ضحية لأسرة مازالت تجهل أن كنز الابناء في حسن تربيتهم وليس استغلالهم حتي ولو ضاقت عليهم الدنيا. اشتهرت نجود عالمياً باسم أصغر مطلقة في العالم وكانت أول طفلة تتحدي تقاليد المجتمع اليمني وتهرب من بيت الرجل الذي تزوجها مقابل مهر قدره 750 دولاراً وهي في التاسعة من عمرها لتحصل علي حكم قضائي بالطلاق. في البداية قال العريس انه لن يقرب نجود إلي ان تبلغ.. لكن سرعان ما تبين لها الواقع مختلفاً حيث تعرضت لشتي أنواع التعذيب الجسدي الذي بدأ في ليلة زفافها.. فهربت من زوجها ولجأت إلي المحكمة طالبة الطلاق وفازت به. بعد تجربتها الأليمة مع الزواج القسري قررت نجود كتابة رواية تحكي فيها قصة حياتها ومعاناتها تحت عنوان "أنا نجود" وقررت ان تخصص عائد مبيعات الرواية التي ترجمت إلي 16 لغة لتأمين مستقبل أفضل لها ولدفع تكاليف دراستها حتي تحقق حلمها وتصبح محامية وذلك وفقاً لما تم الاتفاق عليه مع دار "ميشيل لافون" الفرنسية للنشر التي تمتلك حقوق نشر روايتها. كان للرواية صدي كبير حيث تحولت نجود إلي رمز للعديد من اليمنيات اللواتي يرغمن علي الزواج في سن صغيرة.. ولكن مأساة الطفلة لم تنته عند الطلاق.. فقد أكدت في مقابلة مع صحيفة "جارديان" البريطانية ان والدها انفق جميع أموالها ليتزوج مرتين وأرغمها علي مغادرة المنزل - الذي قدمته لها دار النشر الفرنسية - وأجبرها علي العيش مع أخيها في منزله المتهالك كما أنه أجر الطابق الأول من المنزل وسكن مع زوجته الثانية في الطابق الثاني. بالرغم من ان قصة نجود سابقة من نوعها ورأي العديد من النشطاء أنها ستكون بداية المسيرة لوضع قانون يمنع مثل هذه الزيجات وينص علي الحد الأدني لسن الزواج إلا ان شيئاً من ذلك لم يحصل.. فعلماء الدين والأحزاب وقفوا ضد سن مثل هذا القانون.. فحتي اليوم يحقق للآباء تزويج بناتهم بسن الثامنة أو التاسعة. أما الأسوأ من ذلك كله فهو ان والد نجود يريد تزويج اختها الصغري من رجل يبلغ ثلاثة أضعاف سنها! نجود لم تعد طفلة فقد جردتها قسوة الأب والعادات القبلية من أحلامها وحولتها إلي ناشطة اجتماعية تتحدي الواقع المأساوي وأعلنت أنها ستحاول تصحيح الأوضاع بمنع زواج اختها الذي وصفته أنه غير قانوني. بالرغم من سوداوية الواقع تصر نجود علي التمسك بالأمل وعلي ان تكون محامية.. وتقول إنه "بالمقارنة مع الأحلام الواقع يمكن ان يكون قاسياً لكن الأيام قد تحمل مفاجآت جميلة".