هذه حقيقة لا خلاف عليها بين كل المصريين.. قد نختلف في توصيف حجم هذه الأزمة وأسبابها وسبل علاجها.. ولكن الذي لا خلاف عليه ان هناك أزمة ومحنة تدفع مصر ثمنها وتنعكس بشكل واضح علي حياة المصريين. و"الجمهورية" تفتح صفحاتها لكل رموز العمل الوطني لابداء الرأي والرؤية في كيفية الخروج من هذه الأزمة الطاحنة التي باتت تطول الناس في أمنهم واستقرارهم وحقوقهم المعيشية. ونبدأ اليوم برئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور عصمت السادات الذي حضر لقاء جون كيري وزير خارجية الولاياتالمتحدة مع رموز المعارضة. * في البداية كيف تري الطريق للخروج من هذه الأزمة؟ ** الكل يتحمل مسئولية الحالة المتردية التي نمر بها.. ولكن طبعاً الجزء الأكبر هو مسئولية من يحكم.. فمؤسسة الرئاسة وجماعتها وحزبها عليهم الدور الأكبر في اعطاء رسائل طمأنينة وأفعال. * قلت مقاطعاً: وما هو محتوي تلك الرسائل من وجهة نظرك؟ ** قال أنا شايف ان أول حاجة المشاركة الوطنية.. لابد ان يُدعي كل من هو علي كفاءة وخبرة وان يكون له دور وسيشارك في حل المشاكل التي نعيشها وهذا لا يقلل من شأن أحد.. ان ندعو الجميع بمن فيهم الشباب الثائر الغاضب وهؤلاء بحاجة ان يشعروا بأنهم شركاء ولهم دور وان هناك أملاً.. وأنا أري ان المشاركة الوطنية هي الحل. * هل تقصد التعديل الوزاري مثلاً؟ ** قال محمد السادات: بجانب المشاركة الوطنية أقصد انه تجب الاستجابة لبعض الطلبات التي طرحت ومنها علي سبيل المثال موضوع الحكومة.. وليس بالضرورة تغيير الحكومة بالكامل أو رئيس الحكومة.. من الممكن ان نغير 3-4 وزراء ممن توجد عليهم علامات استفهام نتيجة انتمائهم السياسي.. يمكن ببساطة طرح مجموعة أسماء عن طريق المجلس الأعلي للقضاء للنائب العام وأيضاً يمكن ان نكلف بعضاً من القوي الوطنية وأحزاب المعارضة بأن تشكل لجنة مستقلة لاعداد تصور بالمواد المطلوب تعديلها في الدستور.. وهذه كلها أمور.. إذا كانت هناك ارادة سياسية بحق يستطيع الرئيس ان يتخذ قراراً فيها.. وهذا سيكون سبباً يشجع كل من أعلن مقاطعته للانتخابات ان يعيد النظر.. وندخل انتخابات بها فرحة ولها طعم ومعني.. انما الآن بهذا الشكل.. الكل متردد في دخول الانتخابات.. هناك من قاطع لأن المناخ لا يساعد. * وهل تعتقد ان الأطراف السياسية جادة ولديها الرغبة الحقيقية للوصول إلي حل؟ ** قال محمد أنور السادات: دعنا نتكلم بصراحة.. الخطوة الأولي يجب ان تأتي من مؤسسة الرئاسة.. لابد ان يشعر الجميع ان هناك جدية في لم الشمل والمصالحة الوطنية وهذا يتحقق بالدعوة لمشاركة وطنية واتخاذ قرارات والموافقة علي بعض المقترحات التي لا تضر النظام ولا تضر هيبته ولا كيانه بدلاً من حالة الانقسام والغضب الشعبي التي لا يقبلها أي عاقل.. خصوصاً أننا داخلون في منحني خطير في الأزمة الاقتصادية وتلك مسألة سنتحمل وندفع ثمنها جميعاً. زيارة كيري * بمناسبة زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري لمصر ولقائه العديد من الاطراف.. وأنت كنت واحداً ممن حضروا هذا اللقاء.. تثور أربعة تساؤلات.. الأول: لماذا جاء؟ ** قال محمد السادات: الرجل تولي منصبه كوزير خارجية بلاده وجاء في زيارة لمصر وحوالي 9 دول أخري للتشاور وتلك مسألة طبيعية تحدث دائماً. * السؤال الثاني: هل قام بالضغط علي جبهة الإنقاذ؟ ** لم يحدث طبعاً ولن يقبل أحد ضغطاً ولكن كان هناك تشاور في أمور كثيرة متعلقة بالاقتصاد والسياسة واستقرار الأوضاع والتعاون. * السؤال الثالث: وهل مارس ضغطاً علي مؤسسة الرئاسة؟ ** أنا لا أعلم ماذا دار ولكن من المتوقع ان نفس ما دار معنا من مناقشات بالتأكيد انه التقي مؤسسة الرئاسة ليتحدث ويستمع إليهم وينقل وجهة نظره. * السؤال الرابع: وما تقييمك لزيارة كيري.. وهل نجحت أم فشلت؟ ** لا.. المسألة بالنسبة له بحكم منصبه.. زيارة استكشافية.. استطلاع آراء وأيضاً ونحن في حوارنا معه كان تركيزنا علي الدعم والمساعدة الاقتصادية.. ونقول للأمريكان ساعدونا من خلال شركائكم الأوروبيين وساعدونا بما لكم من خطوة لدي المؤسسات الدولية صندوق النقد والبنك الدولي وغيره.. وتلك مسألة مهمة جداً.. ودعني أقول لك ما هو أهم من ذلك.. نحن لا يجب ان نخاف.. لا أمريكا ولا روسيا ولا أوروبا.. نحن يجب ان نعرف أننا لا نعيش وحدنا في هذا العالم.. من الطبيعي ان نلتف ونتحاور.. وهذا الكلام قلناه أيضاً عندما حدث تقارب مع إيران.. لا توجد مشكلة.. إيران دولة إسلامية كبيرة.. المطلوب ان نعرف ما أجندتنا الوطنية.. وإذا خفنا لن نعمل ولن نستطيع التعاون مع أحد.. والكلام عن الأمريكان والتدخل.. هذا كلام عفا عليه الزمن كان يمشي في زمن الستينيات. الانتخابات البرلمانية * ماذا لو كانت الانتخابات البرلمانية قد أجريت.. هل تعتقد اننا كنا سنحصل علي برلمان يمكن ان يعيش؟ ** محمد أنور السادات: لا.. وأقول إنه إذا لم يحسم الرئيس أمره بسرعة ويعيد الثقة في العملية الانتخابية من خلال تهيئة المناخ ليساعد الناس علي المشاركة وتكون لدينا فرحة وعُرس ديمقراطي حقيقي.. فإنه للأسف سيكون دائماً برلمانا مشكوكا في شرعيته.. برلمانا تسهل مهاجمته.. وربما تري برلمانا موازيا وحكومة موازية ودستور موازي.. وسندخل في دوامة نحن في غني عنها.. ويستطيع الرئيس ان ينقذ البلاد بقرارات لن تكلفه أي شيء ولا هو نوع من التنازل ولا هو قبول بشروط مفروضة بالعكس نحن نري ان الوطن في محنة.. فلا يفيد الرئيس أبداً ان يكلف واحدا زي البرادعي بما هو معروف عنه انه دارس للقانون ومتخصص فيه أن يتولي ملف الإصلاح القضائي والقانوني والتشريعات ولا يفيده أبداً ان يكلف واحد زي حمدين صباحي فيما يخص ملف العدالة الاجتماعية.. واحدا زي عمرو موسي خبير في الشئون الخارجية والتعاون الدولي فنحن اليوم في محنة.. الدولة تتساقط ان لم تكن قد سقطت.. فلابد ان نسرع بتلك الاجراءات وإلا الثمن سيكون غالياً جداً.. ونحن نري الناس بدأت تنادي علي القوات المسلحة وتطلب منها التدخل.. احمينا وانقذينا. * وهل تتوقع ان يحصد الإسلاميون أغلبية في البرلمان القادم حال اجراء الانتخابات؟ ** قال محمد أنور السادات: في الوضع الحالي لو الناس مقاطعة ستكون فرصتهم كبيرة طبعاً.. أما لو شارك الكل فلن تزيد نسبتهم بأي حال علي 50% من البرلمان وإذا استمرت مقاطعة الانتخابات فمن الممكن ان يصلوا إلي 70%. توكيلات الجيش * وما رأيك في ظاهرة توكيلات المواطنين للجيش والتي بدأت في بورسعيد وتنتشر في المحافظات؟ ** قال: أولاً هي تعبير عن الرفض والغضب الشعبي لإدارة الدولة في الوقت الحالي.. وأيضاً أراها نوعاً من رد الاعتبار للجيش لأنه للاسف نحن أهانا الجيش دونما نشعر.. وربما البعض كان يشعر.. وأسأنا للقوات المسلحة.. كما اننا مازلنا نهينه ونسيء إلي وزارة الداخلية والشرطة رغم الممارسات الخاطئة التي يمكن ان تحدث من بعض من قياداتها أو ضباطها الذين تجب محاسبتهم عليها.. إنما جهاز الشرطة نفسه يجب ان نساعده لكي يستعيد عافيته مرة أخري لاننا لا يمكن ان نعيش بدون أمن.. ولذلك أري ان توكيلات القوات المسلحة تعد نوعاً من تأكيد الشعب لثقته في القوات المسلحة. * وهل يمكن ان يكون لهذه التوكيلات أثر قانوني أو دستوري؟ ** محمد أنور السادات: لا طبعاً لاننا يحكمنا دستور ويحكمنا رئيس منتخب انتخاباً سليماً.. وإنما هي تعطينا مؤشر. * وهل تعتقد ان هذه التوكيلات يمكن ان تعود بالجيش للسلطة مرة أخري؟ ** لا.. ليس بالتوكيلات ولا بالدعوات.. الجيش عليه مسئولية.. وإذا تعرض الوطن إلي خطر حقيقي سواء من الداخل أو الخارج عليه عليه ان يتحمل المسئولية طبعاً.. انما ليس بالدعوات أو التوكيلات.. هذا أمر يقرره قادة القوات المسلحة إذا تعرض الوطن لحرب أهلية.. ماذا ينتظرون؟ انها مسئوليتهم أمام الله وأمام التاريخ. العصيان المدني * وما رأيك في ظاهرة العصيان المدني.. وهل يكسر حالة الجمود السياسي الموجودة بمصر حالياً؟ ** أتمني ان يحرك في أول الأمر القائمين علي الحكم بالاحساس بأن الأوضاع لا تحتمل.. نؤكد اننا ضد التخريب والعنف وضد أي شخص يمارس ذلك.. ولكن في النهاية الشعب أصبح في وضع يستلزم تحركاً من جميع القوي السياسية وعلي رأسهم من في يده السلطة. * أين يقف حزب الإصلاح والتنمية من الخريطة السياسية؟ ** محمد أنور السادات: أنا أتبني أحياناً كثيرة بعض من القرارات وبعض ما تنتهي إليه جبهة الإنقاذ.. لكن لست بالضرورة اتفق مع كل ما يقولون به.. لكن اتبني كثير من مواقفهم.. وعلي سبيل المثال في الجمعية التأسيسية للدستور عندما قرروا الانسحاب أنا رأيت أنه قرار مناسب لانه لم تتح لنا الفرصة في نهاية بعض المواد لتخرج بالشكل السليم فانسحبت معهم.. ولما قلنا سنأخذ قراراً بأن نقول لا للدستور اتفقنا معهم علي ذلك.. وفي الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس.. هم أيضاً في جبهة الانقاذ وآخرين قالوا: لا لن نشارك.. لكن بمجرد ان حصل استفتاء علي الدستور.. وافق عليه الشعب.. كلنا: لا.. لابد ان نجلس.. وهنا قررت المشاركة في الحوار علي أساس أن نحاول.. وقلت نروح ونجرب.. ونتكلم ونطرح أفكارنا.. وإننا للأسف نتحدث كثيراً وهناك وعود كثيرة.. ثم ولا يُنفذ شيئاً. * هل تنسقون مع فصيل سياسي معين؟ ** قال: التنسيق كان مع جبهة الإنقاذ.. باعتباراتها نفس الفكر والتوجهات.. ولكن طبعاً الآن هم قاطعوا ونحن أيضاً بصدد أن نقاطع.. أنا عملت استطلاع رأي لأهل دائرتي وطلبت منهم رأيهم.. كما طلبت من كل المرشحين لدينا أن يستشيروا رأي ناخبيهم.. لاننا علينا مسئولية أمام الناس الذين ينتخبون في دوائرنا.. هؤلاء يريدون من يرعي مصالحهم وخدماتهم ومشاكلهم.. ولذلك نزلنا لهم. أقول لهؤلاء * ماذا نقول لهؤلاء؟ * الرئيس محمد مرسي؟ ** أقول له مازالت الفرصة مواتية أرجو ان تتخذ قرارات سريعة لتوفير انتخابات بطعم الفرح والسعادة للمصريين. د. هشام قنديل؟ ** أقول له اسألك الرحيل. * د. محمد بديع؟ ** يا فضيلة المرشد.. يا ريت تأخذوا خطوات بعيداً عن مؤسسة الرئاسة.. اتركوا الرئيس يعمل بفكره ويكون لديه حرية الاستعانة بمن يراه مناسباً وليس بالضرورة بمن ينتمي إلي تيار أو اتجاه معين. * د. عصام العريان؟ ** د. عصام العريان ليس هو د. عصام العريان الذي كنت أعرفه قبل الثورة.. باسمع منه كلام وتصريحات وأصبح شخصاً مختلفاً تماماً. * عمرو موسي؟ ** مازلت أنت رجل دولة وواجهة مشرفة لمصر.