كنت اتوقع هزيمة منتخبنا الوطني من المنتخب القطري نظرا للظروف غير المناسبة وغير الطبيعية التي لعب فيها الفريق المباراة .. لكنني لم أتوقع أن تكون هذه الهزيمة الثقيلة بالثلاثة. لن نحاسب برادلي علي المباراة ونتيجتها برغم قسوتها فهو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب .. لأنه لم يكن يضعها في حساباته الفنية بشكل أساسي ولم تكن في برنامجه استعدادا لمباراة زيمبابوي المهمة والحاسمة يوم 26 مارس الجاري في تصفيات المونديال.. فقد لعبها بضغوط من اتحاد الكرة ومجاملة للاتحاد القطري عرفانا بجميله في المباراة الأولي التي خصص دخلها لصالح ضحايا مذبحة بورسعيد وقطار منفلوط والكل يعرف تماما أن برادلي وجهازه كان يركز علي بروفة افريقية مهمة وأساسية مع منتخب سوازيلاند يوم 22 مارس والتي سيلعبها بكامل قوته الضاربة من النجوم المحترفين وباقي لاعبي الزمالك والحرس والإسماعيلي الدوليين. صحيح كان منتخبنا الأفضل والأخطر في الشوط الأول وكان في مقدوره الخروج فائزا بأكثر من هدف وحسم نتيجة المباراة مبكرا مستغلين اندفاع وحماسة الوجوه الشابة الجديدة الذين استعان بهم برادلي في هذه المباراة وعلي رأسهم رامي ربيعة وطارق حامد وأحمد حمودي إلا أن خبرة ولياقة نجوم العنابي وذكاء فهد ثاني الذي استغل الموقف تماما وتعامل مع المباراة جيدا وخاصة في الشوط الثاني من خلال تغييراته الناجحة في التوقيتات والأماكن المناسبة والتي حسمت الموقف والنتيجة بينما لم يكن أمام برادلي علي دكة البدلاء الأسماء التي كان يمكن أن تصنع الفارق فكانت تغييراته متأخرة وعاني فريقه في الثلث الأخير من الشوط من هبوط كبير في اللياقة البدنية وتأثر الفريق بحالة الإرهاق البدني والمعنوي والذهني خاصة لثماني الأهلي بعد هزيمة حرس الحدود الثقيلة والمفاجئة في الدوري المحلي قبل أيام قليلة من مباراة قطر .. فتاه المنتخب واستحق الهزيمة الثقيلة. حقق العنابي كل ما يتمناه من التجربة المصرية فنيا ومعنويا وبدنيا واستعاد كثيرا من الثقة قبل مباراتيه المصيريتين أمام البحرين في تصفيات آسيا وأمام كوريا الجنوبية في تصفيات المونديال يومي 22 و26 مارس الجاري أما نحن فاستفادتنا كانت محدودة وان كانت هناك بعض الدروس المستفادة ومنها الأخطاء الدفاعية القاتلة التي غالبا ما تعاني منها الكرة المصرية خاصة في الكرات الثابتة التي جاء منها هدفا قطر الأول والثاني بضربتي رأس من ضربتين ركنيتين وسط حراسة المدافعين. عموما لا يجب أن نقف أكثرمن ذلك عند التجربة القطرية.. فأمامنا مباراة سوازيلاند البروفة الأخيرة لنصحح فيها أخطاءنا ونجرب فيها أنسب خطة وأفضل تشكيل لمباراة زيمبابوي التي لابديل فيها عن النقاط الثلاث. وتقع علي ضياء السيد وزكي عبد الفتاح بحكم قربهما من اللاعبين مسئولية كبيرة في إعداد الفريق نفسيا ومعنويا.. وعلي توميك المعد البدني والجهاز الطبي بقيادة طارق سليمان وحسام الإبراشي مسئولية كبيرة في تهيئة الفريق بدنيا وصحيا لهذه المواجهة المهمة. أما الزملاء النقاد فأطالبهم بدعم المنتخب وجهازه الفني في المرحلة المقبلة لنهييء الأجواء السليمة والمناخ الصحي لهم قبل مباراة زيمبابوي يوم 26 مارس لعل الفريق يرسم بسمة علي وجوهنا بالفوز ودعم حلم التأهل لمونديال البرازيل في ظل حالة الاكتئاب التي نعيشها حاليا بسبب الانفلات السياسي والأمني.