رصدت غرفة عمليات "139 جمهورية" ظاهرة خطيرة علي مدار الشهر الماضي من خلال استغاثات المواطنين الذين اشتكوا من تحول كثير من مستوصفات الولادة والعيادات الصغيرة والتي تتكون من طابق واحد أو اثنين داخل العمارات السكنية إلي مستشفايت تسمي نفسها بالخاصة تعتمد علي تأجير غرف العناية المركزة والعمليات دون وجود أطباء معتمدين حيث يتم التعاقد معهم حسب الحالة ولمدة تواجدها بالعناية. أين الرقابة؟؟ عبدالحليم محمد يصرخ من عدم وجود رقابة علي هذه المستشفيات فوالده المتوفي كان يعاني من بعض أمراض الكبد نقله لمستشفي حكومي فلم يجد اهتماما فنصحه الأطباء بنقله لأحد المستشفيات الخاصة حيث انه يحتاج إلي غرفة عناية مركزة فاتصل بسيارة الإسعاف وطلب من المسعف التوجه إلي مستشفي معين فنصحه المسعف بالتوجه إلي مستشفي آخر لأنه أفضل من حيث السعر والخدمة الطبية فوافق علي الفور وكانت بداية المفاجآت ان هذا المستشفي عبارة عن دورين في إحدي العمارات السكنية بمنطقة حدائق القبة بها غرفة عناية مركزة تحتوي علي عدة أجهزة بعضها معطل ولا يوجد بها أي حالات مرضية ونظراً لحالة والده وافق وتم حجزه وطالبوه بشراء أدوية فوراً وأخبروه بوجودها بالمستشفي بنفس سعرها في الصيدليات مع إضافة 10% علي الفاتورة وعندما طلب التحدث مع طبيب الرعاية وجده شاباً حديث التخرج فسأل عن الاستشاري ولم يجده وعند حضوره اكتشف انه طبيب غير معروف ويتقاضي أجره بالقطعة والمستشفي يستأجر استشارياً حسب الحالة الموجودة تنتهي مهمته بانتهاء الحالة فأيقن انه لا فرق بين الخاص والعام نفس الإهمال فطاقم التمريض يتكون من ممرضتين فقط علاوة علي ارتفاع تكلفة الرعاية فلقد طالبوه بمبلغ 13 ألف جنيه في ثلاثة أيام فقط وعندما طلب فاتورة تفصيلية اكتشف ان المستشفي يحاسبه علي إيجار أجهزة الرعاية المعطلة وبعد كل ذلك توفي والده. بدون أجهزة ويضيف عصام عبدالعزيز: والدي يعاني من بعض الاضطرابات بالجهاز الهضمي ذهبنا به إلي الطبيب والذي أكد انه يعاني من قرحة بالمعدة تسببت في نزيف وأوصي بنقله للمستشفي وبالفعل توجهنا لأحد المستشفيات الخاصة بمنطقة الخانكة والذي تبلغ تكلفة اليوم الواحد به ألف جنيه وتم إيداعه بغرفة العناية المركزة وطلبوا عمل أشعات علي المخ فوافقنا ولكننا فوجئنا بعدم وجود أجهزة أشعة بالمستشفي فلابد من خروج المريض لعمل أشعة فطلبنا منهم تجهيز سيارة إسعاف لنقله فكان ردهم: ليس لدينا سيارة اسعاف اطلبوا سيارة علي نفقتكم الخاصة!! تقارير "مضروبة" سعد علي يشتكي من انعدام الضمير بهذه المستشفيات قائلاً: تعرضت لحادث وأصيبت قدمي بتجمع دموي فذهبت لأحد المستشفيات الخاصة بمصر الجديدة وأكد الطبيب حاجتي إلي تدخل جراحي تحت مخدر كلي أو نصفي وطالبوني بدفع ألف جنيه تحت حساب العملية وبسبب ارتفاع التكاليف ذهبت إلي مركز طبي آخر وفور دخولي قام الاستشاري بإجراء الجراحة بعملية بسيطة وبمخدر موضعي وبتكلفة أقل بكثير فهذه المستشفيات تتحايل علي المرضي لاستنزاف أموالهم. جمال سيد محاسب يروي لنا عن شكل آخر من أشكال النصب علي المرضي قائلاً: أصيب والدي بانسداد معوي وكان يحتاج عناية مركزة وبعد معاناة طويلة بالمستشفيات الحكومية اضطررنا لإدخاله أحد المستشفيات الاستثمارية بمدينة نصر ولارتفاع تكلفة الرعاية المركزة طلبنا عمل تقرير للبحث عن غرفة عناية في مكان آخر فكتبوا بالتقرير انه يعاني من التهاب بالنخاع الشوكي وبدأنا رحلة البحث التي انتهت بالفشل بسبب هذا التقرير حيث رفضت مستشفيات كثيرة قبوله لصعوبة الحالة فاضطررنا لدفع 16 ألف جنيه في يومين فقط وقمنا بإحضار استشاري من خارج المستشفي علي نفقتنا الخاصة لفحص الحالة فكانت المفاجأة ان المريض لا يعاني من التهاب النخاع الشوكي بل مجرد انسداد معوي فقط وضعف حركي بالرجل. سيد البدري محاسب سابق بأحد مستشفيات بير السلم بمنطقة شبرا يكشف عن طريق اصطياد المرضي ويقول: هناك اتفاق بين إدارة المستشفي وبعض المسعفين علي قيامهم بإحضار الحالات لهم نظير مبلغ مالي عن كل حالة وبذلك تضمن المستشفي توافد الحالات فلم أر خلال فترة عملي بهذا المستشفي أي مريض جاء وخرج علي قدميه فالخدمة الطبية متدنية وغرف الرعاية غير معقمة. المريض.. "سبوبة" الدكتور عبده عبدالرحيم استشاري أمراض نساء يضيف: ان حياة المواطنين أصبحت سبوبة للربح فهناك بعض الأطباء يقومون بتحويل عياداتهم إلي مستشفيات صغيرة وشراء بعض الأجهزة المستعملة وعمل غرف عناية واستقبال الحالات التي تحتاج لرعاية طبية فائقة لا تتوفر بتلك العيادات الصغيرة فطاقم التمريض غير مؤهلين وغالباً ما يكونون من خريجي مدارس فنية لذا دائما ما أنصح المرضي بالذهاب إلي المستشفيات الكبري لتوافر الرعاية الطبية والأجهزة والأهم وجود رقابة دائمة ومستمرة من وزارة الصحة. أما الدكتور محمد شوقي مدير مستشفي المنيرة- فيشير إلي أن وجود رعاية مركزة بأي مستشفي يتطلب معايير خاصة مثل وجود شبكة غازات كاملة وجهاز صدمات وجهاز تنفس صناعي ويجب أن يتواجد بها أخصائي وطبيب مقيم علي مدار اليوم ولكن معظم المستشفيات لا تلتزم بهذه الشروط حيث تتعاقد مع طبيب تحت التدريب ولا يستطيع تحمل نتيجة أي قرار طبي. الصحة تعترف الدكتور صابر غنيم- رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات الطبية غير الحكومية- يؤكد ان هناك معايير يجب توافرها بالمستشفيات الخاصة والتي يوجد بها غرف عناية مركزة بشكل خاص من حيث التجهيزات الفنية والكوادر الطبية فالوزارة لا تعطي التراخيص لهذه المستشفيات إلا بعد تشكيل لجنة للتأكد من التجهيزات وصلاحية الأجهزة علاوة علي التعاقد مع استشاري في غير أوقات العمل الرسمية لمتابعة الحالات وإلزام المستشفي بتوضيح أسعار خدماتها للمرضي ووضعها في مكان ظاهر وابلاغ وزارة الصحة بقوائم هذه الأسعار ولا ننكر ان هناك بعض المخالفات تقوم بها هذه المستشفيات ونتصدي لها بعمل حملات مستمرة لضبط المخالفات واغلاق المنشآت الطبية غير المطابقة للمواصفات.