أهالي قرية المنصورية التابعة لمركز منشاة القناطر بالجيزة يعيشون مأساة حقيقية بسبب تلوث مياه الشرب ووجود أربعة مصارف تحاصر القرية ولا يجدون أي رعاية بسبب الإهمال بمستشفي المنصورية التابع للقطاع الصحي الحكومي. في البداية يقول إسلام محمود "طالب" والمعاناة ظاهرة علي وجهه أنه يتوجه للقاهرة يومياً بداخل سيارة نصف نقل غير آدمية تستخدم لنقل البضائع والركاب علي حد السواء مكتظة بعدد كبير من الركاب لأنهم لا يجدون وسيلة نقل أخري غيرها رغم أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي للمسئولين. يؤكد ذلك أحمد إبراهيم فلاح قائلاً إن كل خدمات القرية بالجهود الذاتية والمسئولون يردون بكلمة واحدة لا يغيرونها "ربنا يسهل" الخطة القادمة وأكثر حالات الوفاة بالقرية نتيجة تلوث مياه الشرب الناتج من اختلاطها بالصرف الصحي نظراً لوجود أكثر من مصرف مما سبب إصابة الأهالي بفيروس سي والكبد الوبائي ولذلك يتم شراء المياه عن طريق فلاتر كبيرة للمياه يتم تعبئة الجركن ب 2ج وكل منزل يحتاج علي الأقل لثلاثة جراكن يومياً وهذه مصروفات زائدة علي الأسر. ويتحدث محمد فتحي فلاح عن مشكلة الري بالمنصورية مؤكداً أنها قائمة منذ فترة طويلة لذلك نعتمد علي المياه الجوفية في الري وهناك عدد من الفلاحين يقومون بالزراعة بجوار المصارف الرئيسية ويعتمدون عليها لري أراضيهم مما تسبب في انتشار فيروس "سي" بصورة كبيرة. المستشفي خرابة سلامة محمد سائق يؤكد أن تعداد القرية يتجاوز 200 ألف نسمة ورغم ذلك لا يوجد بها إلا مستشفي المنصورية العام والذي كان يخدم قري برقاش ومنشية رضوان والصليبه وتحول منذ ثلاث سنوات إلي "خرابة" ومرتع للحيوانات الضالة ومأوي للبلطجية واللصوص وأصبحنا نعتمد علي العيادات الخاصة التي تكبدنا مبالغ مالية فوق طاقتنا علاوة علي قيام أهل الخير بإقامة مستوصفات ومراكز غسيل كلوي لازدياد حالات مرضي الفشل الكلوي بسبب مشكلة المياه بالقرية ولكن هذه المستوصفات لا تضم كافة التخصصات مما يضطرنا للتوجه لأقرب مستشفي مركزي في أوسيم أو القاهرة. كارثة بيئية جميل فتحي موظف يقول إنهم يعيشون في بؤرة تلوث فالقرية محاصرة بأربعة مصارف رئيسية كبيرة وينتج عنهما كميات كبيرة من الباعوض والذباب وعملية المكافحة لا تجدي لأنهم لا يستخدمون المبيدات المناسبة ويكتفون بإضافة الكيروسين إلي الماء لذا نناشد المسئولين بتغطية هذه المصارف. فاطمة عبدالرازق ربة منزل نسمع عن وقوع حوادث متكررة بالطريق السريع الذي يربط المنصورية بالقري المجاورة لها ويمتد حتي ترعة المريوطية بسبب أن الطريق فردي آخرها حادثة سقوط سيارة محملة بأسطوانات البوتاجاز بداخل المصرف ووفاة السائق. ويشير محمد عبدالله تاجر إلي أن القرية تعاني من عدم وجود مدرسة ثانوية والمعهد الأزهري الوحيد بالقرية صادر له قرار إزالة بسبب خطأ هندسي في تصميمه وخوفاً علي أرواح الأطفال تم نقلهم إلي معاهد أخري تبعد عن القرية مسافات طويلة. كبر دماغك وبسؤال عبدالله أبورضا رئيس لجنة الزكاة بالقرية قال إن المنصورية بلا خدمات وبها حالات فشل كلوي كثيرة جداً تتعدي 200 حالة وتم عمل وحدة غسيل بلجنة الزكاة وتبرعات أهل الخير لعدم اهتمام المسئولين وأكثر من 30% من الأهالي مصابون بالفيروس الكبدي لري الأراضي الزراعية بالصرف الصحي وقد قامت السيدة هدي عبداللطيف جميل بالتبرع بمبلغ 3 ملايين جنيه لإعادة بناء المستشفي منذ ثلاث سنوات وتم تسليمها لوزارة الصحة ثم فوجئنا بأن اللجنة الهندسية من وزارة الصحة تخطرنا بأن المبني غير مطابق للمواصفات وذهبنا إلي المسئولين بوزارة الصحة وقاموا بإسنادها إلي شركة وادي النيل للمقاولات لتطويره وللأسف تطور الوضع للأسوأ حيث تم سرقة كافة المعدات الطبية وأجهزة التبريد والأبواب والشبابيك وأصبح المستشفي بيتاً للأشباح وقد قمنا بإعادة بناء 4 مساجد متهالكة في القرية من تبرعات أهل الخير بعد صدور قرار إزالة لها ودون اللجوء لوزارة الأوقاف.