دفع التجاهل للمطالب والسخرية من المتظاهرين إلي تأزم الوضع السياسي في العراق ورفع سقف الطلبات التي وصلت إلي المطالبة بإسقاط حكومة نوري المالكي. خرج عشرات الآلاف من العراقيين في مظاهرات "جمعة الصمود" بأنحاء البلاد مطالبين بإجراء اصلاحات شاملة في جميع المجالات حيث احتشد الآلاف في ساحة الأحرار بمدينة الموصل وأدوا صلاة الجمعة ثم انطلقوا في مظاهرات سلمية تدعو الي وحدة الصف ووحدة العراقيين ورفع المشاركون شعارات للمطالبة بإجراء اصلاحات شاملة واطلاق سراح المعتقلين والغاء القوانين التي تتهم الأبرياء بالإرهاب كما خرج آلاف من أهالي مدينة كركوك شمالي البلاد بعدما أدوا صلاة ظهر الجمعة بإحدي ساحات المدينة. وفي حي الأعظمية ببغداد تجمع مئات العراقيين أمام مسجد ابو حنيفة وسط الحي وقد رفعوا الاعلام العراقية وهم يرددون شعارات تطالب بالإصلاح. وفي مدينتي تكريت وسامراء تجمع المحتجون في مظاهرات حاشدة وسط اجراءات أمنية مشددة. كما خرج الآلاف من مدينة الأنبار في مظاهرات حاشدة غير مسبوقة للمطالبة بالإصلاحات وإطلاق سراح المعتقلين وتجمع المتظاهرون في ساحة الاعتصام قرب مدينة الرمادي مركز المدينة. من جانبهم نفي قادة كبار في القوات العراقية اطلاق نار أو اعتقال المتظاهرين في الموصل وأكدوا أنه لا صحة للأنباء التي تتحدث عن ذلك وأن المظاهرات كانت سلمية. وفيما يشبه سيناريوهات الربيع العربي كان مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء نوري المالكي قد حذر من وجود مجموعات ¢إرهابية¢ تخطط لاستهداف المتظاهرين في الأنبار بهدف إثارة الفوضي وجر القوات المسلحة للاصطدام معها واستغلال الأوضاع مؤكدا أن القوات المسلحة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين المتظاهرين. يذكر أن الاحتجاجات بدأت في العراق مع نهايات العام الماضي حيث طالب المتظاهرون بإطلاق سراح عشرات الآلاف من المعتقلين - خاصة النساء مع ما يتردد من تعرضهن للاغتصاب داخل السجون - وإيقاف عمليات الاعتقال وإلغاء قانون الإرهاب وإجراء تحقيقات مع المعتقلين وتقرير مصيرهم وفق القانون والدستور العراقي وإيقاف سياسة التهميش والإقصاء. وبالرغم من تلك المطالب التي نادي بها المحتجون إلا أنه لم يقابلها سوي التجاهل من الحكومة العراقية .. بل وازداد الأمر سوءا عندما وصف نوري المالكي المظاهرات ب "النتنة"!! وصف محللون سياسيون تصريحات المالكي بأنها "غباء سياسي" وقد تطيح بالنظام أسوة بما جري في ليبيا عندما وصف القذافي شعبه بأنهم ¢جرذان¢ وأملا أن يحدث في سوريا بعد وصف بشار الاسد شعبه بأنهم "جراثيم"!! وفي اطار المحاولات السياسية للخروج من الأزمة أكد نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلق انه يؤيد فكرة اجراء انتخابات مبكرة في العراق داعيا إلي استقالة الحكومة واقترح تشكيل حكومة انتقالية جديدة لا تترشح في الانتخابات ولكن تشرف عليها فقط موضحا انه لا يضمن نزاهة الانتخابات في ظل حكومة المالكي وأكد نائب رئيس الوزراء العراقي أنه لن يتراجع عن وصف نوري المالكي ب "الديكتاتور".