اجتمع مجلس تحرير "الجمهورية" لبحث اختيار رجل عام 2012 في تقليد جديد. نحاول معه أن نقول لكل من خدم مصر. لكل من أخلص لهذا الوطن وأحبه. لكل من بذل جهدا بعيدا عن المصالح الشخصية والأجندات الخاصة.. نقول لهم شكرا.. أديتم الواجب.. وتستحقون الثناء. وكان هناك اجماع علي أن الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق هو رجل العام. كان الرجل ومازال يتحدث قليلا ويعمل كثيرا.. رجل لم يحب مصر غناء أو شعراً أو هتافا أو صراخا ولكنه أحبها بأفعاله وانجازاته وتحمله فوق ما يمكن أن يتحمله بشر.. ولو أراد الجنزوري أن يكون نجم الكلام والأضواء فإن عنده من الاقوال والأسرار ما لا يمتلكه أحد.. كان الجنزوري يعمل في منتهي الهدوء والدأب والجلد وسط الزحام والصخب والضوضاء.. وصراع الآلاف من حوله علي خطف الكاميرا. في نوفمبر عام 2011 كان د.كمال الجنزوري علي موعد مع تحد ضخم وجديد حيث تم تكليفه برئاسة الحكومة وسط مشهد سياسي مضطرب بعد مرور أقل من عام علي أندلاع ثورة 25 يناير.. الجنزوري يقود الحكومة وسط أمواج متلاطمة وحالة استقطاب عنيفة ومقر مجلس وزراء محاصر وانفلات أمني وفوضي بلا سقف.. واعتصامات ومظاهرات فئوية في كل مكان وكل دقيقة.. وحالة اقتصادية غاية في الصعوبة. الجنزوري تسلم المهمة وقبل التحدي ولم يتخل لحظة واحدة عن هدوئه ورباطة جأشه.. تعرض للهجوم والنقد من كل اتجاه ومن كل الأطياف السياسية.. ومضي د.الجنزوري في مهمته المستحيلة واستطاع رغم كل العقبات أن يحقق انجازات ملموسة علي الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. استطاع أن يحظي بحب رجل الشارع البسيط.. الفقراء في هذا الوطن هم الأكثر حبا للجنزوري سواء في حكومته الأولي التي تولاها عام 1996 أو في حكومته الثانية التي قادها بعد الثورة. كمال الجنزوري الذي اختارته الجمهورية شخصية العام 2012 من مواليد مركز الباجور بالمنوفية عام 1933 وهو حاصل علي الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميتشيجان الأمريكية وتولي وزارة التخطيط عام 1982 ثم اصبح نائبا لرئيس الوزراء عام 1986 ثم رئيسا للوزراء عام .1996 تولي الجنزوري رئاسة الحكومة الثانية في نوفمبر عام 2011 وظل يقود هذه الحكومة لمدة 180 يوما هي الأصعب والأكثر تعقيدا في تاريخ مصر.. وعقدت هذه الحكومة مائة وخمسين اجتماعا بواقع اجتماع يومي تقريبا.. كانت اجتماعات متواصلة للدكتور الجنزوري مع الوزراء والمحافظين واللجان الوزارية وشباب الثورة والقوي السياسية.. وأصدر د.الجنزوري طوال هذه الفترة 120 قرارا واستكمل قيمة تعويضات شهداء الثورة الي مائة ألف جنيه لأسرة الشهيد وصرفت التعويضات لاسر 75 شهيدا و5932 مصابا. كانت حكومة الجنزوري بحق حكومة الانقاذ الوطني فقد خفضت الديون الخارجية في احلك الظروف من 35 مليار والي 33 مليار وزادت الاحتياطي النقدي من 1.15 مليار الي 5.15 مليار وزادت الايرادات من 143 مليارا الي 178 مليار جنيه وخفضت الانفاق الحكومة 25 مليار جنيه واستردت ملياري جنيه لدي المستثمرين المتعثرين وسحبت 21 مليون متر مربع من المستثمرين غير الجادين.