** تمتع القارئ.. رفيع المقام .. الشيخ مصطفي إسماعيل بقدرات صوتية تفوق الوصف. وعلي يديه أشهر الكثير من الناس إسلامهم في مختلف المعمورة. فقد جاب الشيخ العالم شرقه وغربه واستقبله بعض الحكام استقبال الملوك والرؤساء لعظيم مكانته في دولة التلاوة. ورأيي الشخصي أن صوت الشيخ مصطفي مثل ماء زمزم لا يمكن لصاحب قلم أن يصف طعمه وعذوبته بالكلمات. فلابد أن تتذوقه حتي تشعر بمدي حلاوته. وهكذا صوت الشيخ مصطفي لا يمكن أن تستمتع بحلاوته وطلاوته إلا إذا سمعت تسجيلاته الحية. فالشيخ ينفرد بأسلوب تلاوة لا مثيل له وعبر تلاوته نستطيع أن نفهم ونعي ونفرق بين آيات الترهيب والترغيب. وبين جحيم النار ونعيم الجنة. وفي تلاوته تشعر بالنفحات الربانية. فالشيخ يعيد الآية مرة تلو الأخري وفي كل مرة يأتي بجديد ويفاجئ المستمع بمزيد من أنواع المتعة الروحية. ولعل الآية الخامسة عشرة من سورة فاطر تجسد تلك المعني. وعلي موقع الفيديوهات الشهير "اليوتيوب" تسجيل لتلك الآية يتلوها الشيخ سبع مرات من سبع تلاوات مختلفة بمختلف النغمات الموسيقية. فاذا بموسيقي القرآن تكفيك عن كافة الألحان. وعبر حنجرة الشيخ مصطفي إسماعيل تجتمع كافة الأصوات العبقرية التي أسعدت الناطقين بلغة الضاد بامتداد القرن العشرين. وعندما أدعوك عزيزي القارئ إلي الاستماع بحلاوة وطلاوة آي الذكر الحكيم عبر عمنا الشيخ مصطفي إسماعيل. فإنها دعوة تجمع بين الثواب والمتعة الروحية في آن واحد.. استمع إلي قوله تعالي في الآية المذكورة أعلاه: "يأيها الناس أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني الحميد". ** وبالأمس شهدت دار الأوبرا المصرية احتفالية متميزة شهدها السميعة بشكل عام. ومريدو الشيخ مصطفي علي وجه الخصوص كعادتهم في الاحتفال السنوي بذكراه. والجدير بالذكر أن القارئ العبقري قد غادرنا في مثل هذه الأيام من عام 1978 في أعقاب مشاركته في افتتاح مسجد البحر بدمياط يوم الثاني والعشرين من ديسمبر.. يومها قرأ الشيخ 22 دقيقة مما تيسر من سورة الكهف أمام الرئيس السادات وعلي الرغم من ارتفاع ضغطه في ذلك اليوم إلي رقم مخيف فقد أدي الرجل كأروع ما يكون الأداء ثم أمر سائقه بالتوجه إلي منزله بالإسكندرية ودخل في غيبوبة استمرت ثلاثة أيام بعد إصابته بانفجار في المخ قبل أن تصعد روحه إلي بارئها. وعندما تحل ذكراه الرابعة والثلاثون هذا العام أسأل الله "عز وجل" أن يتم نعمته بالشفاء علي كبير السميعة وحامل تراث الشيخ مصطفي إسماعيل خبير الأصوات العالمي الصديق أحمد مصطفي كامل الصير في الذي أجري عملية جراحية خطيرة. فالرجل صاحب فضل في حفظ هذا الكنز القرآني النادر لتلاوات الشيخ ويستحق منا الدعاء له بكامل الشفاء وموفور الصحة. ولعله من المناسب في مثل هذه الذكري العطرة أن نناشد الزميل الصحفي الأستاذ صلاح عبد المقصود وزير الإعلام أن يسهم في تلبية رغبة السميعة في أرجاء العالم الإسلامي للاستمتاع بذلك الكنز القرآني وإذاعة تسجيلات الشيخ الحية بعد إعدادها الإعداد المناسب في ختام البرامج التليفزيونية يوميا لتكون بحق مسك الختام. ** آخر كلام: عاش مصطفي محمد المرسي إسماعيل الشهير باسم "الشيخ مصطفي إسماعيل" - 73 عاما منذ خروجه للحياة بقرية ميت غزال مركز السنطة بمحافظة الغربية صبحية يوم السابع عشر من يونيو عام 1905. وحتي وافته المنية يوم الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1978. وما بين مولده ورحيله أتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره. وصافح صوته آذان المستمعين لأول مرة عام 1943 خلال حفل رابطة القراء من المسجد الحسيني. وفي نفس العام شارك في احياء الذكري السابعة للملك فؤاد قبل أن يشارك في أحياء ليالي شهر رمضان المعظم من قصر رأس التين بالإسكندرية علي مدي ثلاثين يوما تربع بعدها علي عرش التلاوة وحظي بتكريم الملوك والرؤساء وكان يعتز أكثر ما يعتز بتكريم الرئيس التركي في أعقاب استقباله عام 1973 في القصر الجمهوري بأنقرة والمتمثل في مصحف شريف مكتوب بماء الذهب. والشيخ مصطفي إسماعيل أول قارئ للقرآن الكريم يتم تكريمه بوسام الدولة إبان الاحتفال بعيد العلم عام 1960 جنبا إلي جنب مع رموز العلم والأدب.