* يستحق عام 2012 أن نطلق عليه عام السينما والتليفزيون في مصر بامتياز برغم كل شيء. برغم المظاهرات والانتخابات الرئاسية. والأحداث الدامية وكل التضحيات التي قدمها الشعب المصري من أجل الحرية والعدالة والمساواة. وآخرها ذهابه إلي الاستفتاء علي دستور كتبه البعض من المصريين علي حساب البعض الآخر.. كل ما حدث في هذا العام سجلته كاميرات السينما وعدسات التليفزيون. لكن هناك فرق. فبينما سجلت كاميرات السينما ما حدث في كل مكان من خلال جيل جديد نشط من السينمائيين الذين صنعوا أفلامهم الوثائقية والقصيرة لتسجيل ما يحدث. بدون معرفة لموعد عرضها ومكانه فإن كاميرات التليفزيون سجلت ماحدث ويحدث وهي تعلم تماما موعد العرض ومكانه. وأن الفضائيات والأرضيات المصرية والعربية والدولية فيها متسع لأخبار وأحداث مصر المتتالية والتي تسجل حتي الآن هبة شعب من صمت طويل ووعيه المتزايد ومطالبته بحقوقه ممن يحكمون. سواء في العهد السابق. أو الحالي. وقد قدمت كاميرات التليفزيون والعاملين بها في هذا الأسبوع ونهاية الأسبوع الماضي عشرات اللقاءات والتسجيلات للاستفتاء الدستوري في كل مكان في مصر. ولقد أحصيت بنفسي كيف قسمت بعض القنوات المصرية الخاصة شاشاتها الي ستة كادرات و16 كادراً لتقدم لنا أحوال الناس في الاستفتاء وذهابهم الي اللجان في كل مكان بمصر. فقلت هذا قناة اون "16 كادراً" وسي.بي.سي "12 كادراً" والنهار "12 كادراً" والحياة ودريم والتحرير بالطبع كانت البرامج متصلة والتغطيات والضيوف والمداخلات في كل القنوات تقدم لنا زخما ومعلومات قادرة علي أن تطرح صورا متعددة. لا تقرأ بالحروف الأبجدية ولكن بتتبع كامل الصورة. ولم تتخلف القنوات الأخري. العربية والدولية عن الانتخابات المصرية وانما تسابقت في عمل جهد استثنائي لا فرق بين العربية والجزيرة والحرة والفرنسية وبالطبع كانت شاشة التليفزيون المصري متواجدة في هذه القنوات فيما يخص الصور والتصريحات الحصرية. وأيضا كانت ملامح أداء الاعلاميين أصحاب البرامج المهمة. صباحا ومساء. جزءاً مهما في هذه الصورة التي افتقدنا فيها ملمحاً من ملامح الأسبوع الماضي والذي قبله. وهو حصار أولاد أبواسماعيل لمدينة الانتاج الاعلامي والتدريبات الرياضية لهم وقضاء أوقاتهم علي النجيل الأخضر لسور المدينة الاعلامية وقد طالبوا بتطهير الاعلام فجأة انتهي الأمر قبل الجمعة الماضية ليظهر هؤلاء في الاسكندرية في هجوم طال الكورنيش ومحطة الرمل. لكن المدافعين عن مدينتهم لم يكونوا مثل الاعلاميين المطلوب رحيلهم.. ومن جديد لم تقصر عدسات التليفزيون في نقل الأمر. وزادت عليها صفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها إعلاميون من نوع جديد. لا يستطيع "أولاد أبواسماعيل" حصارهم بنفس الطريقة. قد يخترقون مواقعهم بكلماتهم. ولكن الصحفيون الهواة هم الأكثر الآن. هم القادرون علي قول ما لا يستطيع غيرهم من المحترفين قوله. هم القادرون علي التواصل إذا تم اغلاق صحيفة أو قناة.. في هذا العام الذي يذهب بعد أيام قليلة لن ينسي الذين آمنوا بالثورة دور الاعلام فيها. والاعلام المرئي تحديدا. لن ينسوا أن ميدان التحرير أصبح ضمن أكثر المواقع التي يبحث عنها المشاهد وهو يفتح جهازه المنزلي وأن المطالبين باستمرار الثورة. وبالعدالة وبدستور لكل المصريين والذين نزلوا للشوارع أو لم ينزلوا كانوا يستمدون من الاعلام كل العون في معرفة ما يجري حولهم. أما الذين ذهبوا إلي مهرجان السينما في مصر في هذا العام فلن ينسوا أيضا هذا الكم من الأفلام عن الثورة وأبطالها وشهدائها ومواقعها وخصومها. لن ينسوا ما سجلته عدساتها للتاريخ عن أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو كما لن ينسي أحد منا موقعة الجمل التي فضحها فيلم "بعد الموقعة" وموقعة الاتحادية التي من المؤكد أننا سنري أفلاما قريبة عنها. ليست العبرة في المكسب القريب. ولكن الرهان علي المستقبل وهذا ما يدركه جيدا صناع الصورة في مصر. في التليفزيون والسينما. ولذلك اتفقوا بدون اتفاق. أن يكونوا "إيد واحدة" و"ضمير حي" تجاه ما يحدث في وطننا الغالي.