ألم يحن الوقت بعد لنهدأ ونلتقط أنفاسنا؟ أما آن الأوان لنفكر بهدوء في اقتصادنا الذي ينهار؟ ومؤسسات الدولة التي تتساقط القطعة تلو الأخري؟ ومتي نفكر للمواطن البسيط الذي أعيته الحيل في ظروف معيشية قاسية بعد ماراثون طويل من الخلاف والصدام والدماء وحالة القلق والرعب التي عاشها علي مدي عامين تقريباً بعد ثورة قام بها ليهنأ بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية فإذا به يدخل في دوامة من صراع النخبة والمصالح؟! .. هل نقبل بدستور أقره المصريون بأغلبية ولو بنسبة خمسين في المائة زائد واحد وتحترم إرادة هذا الشعب ونقدر حلمه في الاستقرار والعمل والعيش حياة هانئة كريمة؟ أليست الصناديق الانتخابية هي آلية للديمقراطية كما يعرفها العالم أجمع؟ أم أن الجبهة إياها تريد أن تبتدع آليات جديدة للديمقراطية خاصة بها هي فقط؟ والتي متي ستظل تلك النخبة تشكك في بعضها البعض وفي قدرة هذا الشعب علي ممارسة الديمقراطية؟ إن الشعب المصري علي مدي مرحلتي الاستفتاء وجه عدة رسائل بالغة الأهمية لنخبة بل وللعالم أجمع. وأثبت أنه يمتلك وعياً قومياً وإحساساً بالمسئولية لا تمتلكه تلك للنخبة التي فشلت في التواصل معه بل وعجزت عن فهم عبقرية هذا الشعب الذي فاجأ العالم بطوابير الاستفتاء كما فاجأه من قبل بثورة 25 يناير.. دعته النخبة إلي المقاطعة والإحجام عن التصويت علي الاستفتاء فرفض وخرج بالملايين في المرحلة الأولي السبت قبل الماضي ليقول كلمته وعندما جاءت النتيجة علي غير ما يرجون. شككوا في نزاهة الاستفتاء وأخذوا يكيلون الخروقات والتجاوزات والانتهاكات لعملية التصويت. ولأنه شعب واع يدرك جيداً ما يدور في الخفاء ضد الوطن. لم يعبأ بتلك الاتهامات وجاءت طوابير المرحلة الثانية أمس الأول لتصدمهم جميعاً. وها هو الشعب قد قال كلمته فاسمعوها.