لاتعرف الديمقراطيات في العالم كله إلا من خلال حرية إعلامها الذي يمارس حريته بكل مصداقية في نشر الحقائق دون قصف لقلم أو تكميم للأفواه أو غلق لقناة أو وقف لصحيفة أو اقصاء لإعلامي. لاشك ان الاعلام الحر هو ضمير الأمم وهو المرآة الصافية التي يري المجتمع فيها نفسه إذا كان ينقل الحقائق بصدق وموضوعية لأن رسالة الاعلام سامية تعمل من اجل التنوير والتبصير والعمل علي تقويم سلوكيات المجتمع. الاعلامي والقاضي وجهان لعملة واحدة لأن كلا منهما يجب الا يقول الا الصدق وأن يتحررا من الميل أو الهوي أو المحاباة أو المجاملات التي تؤدي الي تزييف الحقائق لاينبغي لأي إعلامي يعمل بصحيفة قومية أو حزبية أو خاصة أن يحيد عن ضميره من أجل سياسة صحيفته ولكن عليه ان يعمل بحياد ومصداقية ومراقبة سلطان ضميره. ما نراه الان علي الساحة في بلدنا مصر بعد ثورة 25 يناير وذلك بعدما امتلأت الساحة بالصحف والفضائيات التابعة للاحزاب ورجال الاعمال بكل توجهاتها من ضوضاء وغوغاء وصداع مزمن بسبب سياسات الاحزاب المعارضة علي طول الخط والمعادية ماهو الا ظهور علي من في الشارع حتي ولو علي حساب المواطن البسيط وسقوط الدولة. المريب في الاعلام ككل ان عددا كبيرا من الصحف تنشر أمورا مزيفة بعيدة عن الحقائق ونشر صورة لاتتسم بالموضوعية ولكن من أجل جلب الاعلانات من ناحية وصناعة مجد من ناحية وارتفاع نسبة التوزيع لكن مصلحة الوطن فلا حاجة لهم بها. اتصلت بأحد العلماء لأخذ رأيه في قضية معينة مطروحة علي الساحة ولكن قال لي أنا لا اتعامل مع الاعلام بكل اشكاله بعد اليوم فقلت له لماذا؟ قال لان احد الصحفيين بصحيفة حزبية كبيرة اخذ رأيي وقلبه عن الحقيقة فأين الصدق والموضوعية؟.. ومثال اخر صحيفة مستقلة كبيرة قامت بفصل أحد مراسليها لانه يتناول الرأي والرأي الاخر واذا برئيس التحرير يقول له انت مفصول لان مهمتنا المعارضة فقط.