من كان يتصور نهاية "حسني مبارك" القائد العسكري والرئيس وقد نالت منه الإهانة قبل حكم السجن؟ .. ومن الذي نصحه بأن يدخل القفص أثناء المحاكمة نائما علي سرير. لعله يستعطف الجماهير فتخرج مطالبة بعودته إلي القصر؟.. ثم أصابه المرض والشيخوخة الذي جعل البعض يتعاطفون معه متناسين سنواته الأخيرة ولكنه في كل الأحوال أصبح نسيا منسيا. قبله قتل أنور السادات وسط أبنائه الضباط والجنود في حفل عُرس اكتوبر يوم النصر الذي تحقق تحت قيادته.. كان مطمئنا واثقا عندما أطلقوا عليه الرصاص.. وكان قد أصدر أوامر اعتقال نخبة المصريين من مختلف الاتجاهات السياسية. هناك من قال مبارك دبر قتله أو علي الأقل تستر علي الجريمة ولم يمنعها وهو نائب الرئيس! أما جمال عبدالناصر الذي قتله الارهاق والمرض فقد تسربت شكوك حول وضع السم في فنجان قهوته. مات فجأة وهو في قمة طموحه وجبروته.. وهناك من قال بأن السادات دبر الجريمة وربما نفذها! بنفس التكهنات انتشرت حكاية عن وفاة الملك فاروق بالسم في منفاه بالعاصمة الايطالية بعد وجبة عشاء فاخرة.. كان قد خرج من مصر سالما علي ظهر الباخرة المحروسة من مرسي قصر رأس التين بعد قيام ثورة يوليو بثلاثة أيام.. كان هناك من يطالب بإعدامه.. ولقد سرت شائعات لم يتحمس أحد لتكذيبها عن تدبير جريمة قتل الملك السابق علي يد أحد ضباط الصف الثاني لمجلس قيادة الثورة وقد شغل منصب محافظ القاهرة. أول رئيس عسكري لمصر محمد نجيب انتهي مثل آخر رئيس عسكري حسني مبارك مهانا معتقلا في قصر زينب الوكيل بالزيتون سنوات طويلة. مؤسس الأسرة الملكية في مصر محمد علي مات في آخر أيامه مجنونا بعد أن تمكن منه الشك في كل من حوله حتي ابنه وقائد جيوشه ابراهيم الذي أنقذه المرض والموت من بطش ابيه مع انه عينه حاكما في حياته. تولي الأمير عباس الحكم من بعده فلم يبق طويلا إذ وجد مقتولا في قصره بمدينة بنها.. قالوا انهم بقايا المماليك والأرجح انها مؤامرات القصور. أما سعيد باشا فقد قتله عشق الطعام والتخمة وحب المكرونة التي كان يغريه بأصنافها "فردناد ديلسبس" وهو يسعي للحصول علي امتياز حق قناة السويس. كان المفروض أن يرث ملك مصر الأمير أحمد بن ابراهيم باشا الحكم لولا انه مات في حادث قطار عند كفر الزيات.. قيل ان أخاه الأصغر اسماعيل هو الذي دبره ليصل هو إلي الحكم. أصبح الخديو اسماعيل أشهر ولاة مصر في العصر الحديث وأكثر من استدان أموالا صرفها ببذخ علي حلم أن تصبح القاهرة مثل باريس بعمارات وسط البلد وبناء دار الأوبرا واسراف يتبعه فساد ثم افلاس انتهي بعزله بتدبير من أكبر الدائنين بريطانيا وفرنسا بتخطيط من رئيس وزرائه "نوبار باشا" وقد نفي إلي الأستانة حتي مات بعد أن لقي من الجحود كثيرا. لم يترك خليفته توفيق باشا وراءه خيرا أو شرا ليتولي عباس حلمي الثاني وكان منفتحا علي الحركة الوطنية المصرية. يشد من أزر أبرز زعمائها مصطفي كامل.. ويعادي الاستعمار صاحب السلطة والنفوذ.. فلما قامت الحرب العالمية الأولي وهو نصير الألمان أعداء الانجليز. كان خارج مصر فتم عزله ليعيش منفيا في سويسرا حتي آخر العمر.. ولم يبق منه سوي قصر وحدائق المنتزه بالإسكندرية. السلطان "حسين كامل" حكم سنتين وجاء بعده ملك الصدفة "أحمد فؤاد" ثم آخر العنقود فاروق.. لنبدأ مشوار رؤساء حتي الموت آخرهم بقي ثلاثين عاما.. استرها يا رب!