يبدو ان الأزمة السورية بدأت تجد طريقها للحل المنشود قريباً في حالة نجاح الجيش السوري الحر المعارض في الاستيلاء علي العاصمة السورية دمشق التي يحاصرها منذ أيام اضافة إلي حصار المطار الدولي. وبسقوط دمشق والمطار في يد المعارضة السورية يسقط نظام الأسد وفقاً للتوقعات الدولية. يعزز من هذه التوقعات تصريح لمسئول في المعارضة بأنها لم تعد بحاجة لدعم عسكري خارجي ويرجع ذلك إلي ما حصلت عليه المعارضة المسلحة من مدافع ثقيلة وصواريخ ودبابات من القواعد العسكرية التي استولت عليها. مما عزز من قدراتها القتالية. وبالرغم من ان الشواهد تشير إلي ان نهاية الأسد باتت قريبة حتي ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها مما يسمي "بأصدقاء سوريا" قد بدأت منذ فترة الاستعداد لمرحلة ما بعد بشار الأسد في سوريا من خلال اعادة تنظيم المعارضة بما يعرف الائتلاف الوطني السوري "برئاسة معاذ الخطيب وإعلان الاعتراف بهذا الائتلاف في الاجتماع الأخير لاصدقاء سوريا بالمغرب منذ أيام كممثل شرعي وحيد للشعب السوري وأيضاً الحفاظ علي مؤسسات الدولة السورية كالجيش والحكومة وأجهزة الأمن وذلك حتي لا تتكرر تجربة العراق حيث تدخلت إيران والقاعدة لملء الفراغ.. أيضاً حرصت الولاياتالمتحدة علي استبعاد ما يسمي بالتنظيمات الجهادية المسلحة التابعة للقاعدة مثل "جبهة النصرة" التي تم إدراجها علي لائحة المنظمات الإرهابية بحيث لا تصبح شريكاً في الحكم كي لا يتكرر نموذج ليبيا رغم ان هذه المنظمة تشارك حالياً في القتال داخل سوريا ضد النظام.. الا ان كل هذه الاستعدادات لملء فراغ الحكم يقابلها استعدادات عسكرية أمريكية تركية اردنية للتدخل العسكري في حالة استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد المعارضة. اضافة إلي ما يتردد في أروقة الأممالمتحدة من امكانية إرسال قوة حفظ سلام إلي سوريا قوامها من أربعة إلي عشرة آلاف جندي. وبالرغم من ذلك يمكن القول ان كل هذه الترتيبات لا تعني بالضرورة أو لن تنجح في تجنيب سوريا مصير كل من العراق وليبيا. فالمتابع للأزمة السورية منذ بدايتها يدرك ان هناك خلافا كبيرا بين معارضة الداخل التي تحملت عبء الصراع ضد النظام ومعارضة الخارج بكل ما عليها من تحفظات كثيرة سواء داخل سوريا أو حتي من القوي الداعمة لها. وإذا اضفنا التنظيمات الجهادية التي تم أو سيتم استبعادها من اللعبة وما يكن ان تحدثه من فوضي خاصة إذا كانت مدعومة من قوي خارجية فإن سوريا مهيأة للانفجار من الداخل خاصة إذا علمنا ان جبهة النصرة كانت قد أعلنت منذ فترة مدينة حلب أحد أكبر المدن السورية "إمارة إسلامية".. ويبدو ان رحيل النظام السوري هو بداية كارثة جديدة للمنطقة ككل نرجو الله ألا تحدث.