هل يشوب البطلان امتحانات الشهادة الابتدائية هذا العام.. المفروض ان المجلس الأعلي للتعليم قبل الجامعي برئاسة الوزير قراراته نافذة من تاريخ صدورها وهو الذي قرر هذا العام منذ أيام عقد امتحانات الابتدائية علي مستوي الإدارات التعليمية في جميع أنحاء الجمهورية بعد أن كانت تعقد علي مستوي المديريات والمحافظات. المشكلة ان المحافظات وضعت بالفعل الامتحانات الخاصة بالتيرم الأول وكثير منها تم طباعته وتشكيل اللجان علي مستوي الإدارات والمديريات. المعلمون انتقدوا قرار المجلس والمديريات التعليمية قررت تأجيل تنفيذه للتيرم الثاني مؤكدين انه من القرارات العشوائية غير المدروسة حيث كان لابد أن يتخذ قبل الامتحانات بمدة كافية محذرين من الصراعات بين الموجهين الذين يفتقدون الخبرة وتسريب الامتحانات مشيرين إلي ان القرار يؤدي إلي ضياع هيبة الشهادة الابتدائية وبلادة التلاميذ وفرصة لمحترفي الدروس الخصوصية كما انه يعد إهدارا للمال العام بعد أن أعدت المديريات طباعة الامتحانات. قال مصطفي الأدهس مدرس بسوهاج ان التخبط في القرارات الوزارية سوف يؤدي إلي فشل منظومة التعليم مشيرا إلي ان هذا القرار من قمة القرارات الخاطئة لعدة أسباب أهمها ان الامتحان كان يقوم بوضعه الموجهون العموم والأوائل فعند وضع الامتحان بالإدارات سوف تكون هناك صراعات بين بعض الموجهين الذين يفتقدون إلي الخبرة والالمام بالمادة العلمية كما انه سوف يؤدي إلي تسريب الامتحانات والمجاملة بين واضعي الامتحانات فضلا عن افتقار الإدارات إلي المطابع التي تقوم بطباعة الكميات الهائلة من أوراق الأسئلة إلي جانب ان عددا كبيرا من الإدارات الموجودة في الأقاليم خاصة الصعيد لا توجد بها ماكينات طباعة وان وجدت فهي قديمة ومتهالكة وتحتاج إلي صيانة اضافة إلي عدم وجود الخامات اللازمة لطبع الامتحانات من ورق وأحبار طباعة. أوضح سعيد بلال مدرس لغة ألمانية بإدارة الدلنجات ان الطلاب أصبحوا فئران تجارب فكل مسئول يطرأ علي رأسه فكرة يصدر فورا قرارا بتنفيذها دون استشارة لأصحاب الفكر وذوي الخبرات. أوضح عبدالفتاح عامر مدرس بمركز التطوير التكنولوجي بكفر الشيخ انه كما تعودنا من الحكومة بإصدار أي قرار يستتبعه دائما سحب أو تأجيلات له وقرار الوزير جاء بالتزامن مع بدء موسم الامتحانات مما يؤدي لارتباك كبير داخل المديريات والمحافظات. قال عبدالحميد القرشي مدير مدرسة بإدارة مغاغة بالمنيا ان هذا ليس بجديد علي قيادات تصدر قرارات في أوقات صعبة غير مدروسة فقرار وضع الامتحانات علي مستوي الإدارات لم يأت بجديد خاصة بعد أن أعدت المديريات العدة لذلك من امتحانات طباعة فهل هو تعمد لإهدار المال العام؟ أضاف ان هذا القرار سيجعل الطالب وولي الأمر والمعلم لا يعطي اهتماما لهذا الامتحان وفرصة عظيمة لتسريبه ولمحترفي الدروس الخصوصية متسائلا هل اللجان ستكون من مدرسة أخري أم من نفس المدرسة. أوضح محمود صديق مدرس بإدارة مغاغة بالمنيا ان القرارات المتضاربة والعشوائية تضر بالعملية التعليمية مشيرا إلي ان كل دول العالم توحد سياسة التعليم فيها والامتحانات تجد نظاما محكما للعمل التعليمي وقرارات منظمة واستعدادات من قبل الدراسة بوقت كاف وتكون كل ما يحتاجه التعليم معدا مسبقا أما في مصر حدث ولا حرج. أشار محمود فرغل مدرس بالأقصر إلي انه اذا تم وضع الامتحانات وطباعتها فلابد من محاسبة المسئول عن القرار اما عن تخبط الوزارة بخصوص عقد امتحانات الابتدائية علي مستوي الإدارات فذلك يؤدي إلي ضياع هيبة الشهادة الابتدائية خاصة اننا علي أبواب الامتحانات وجعل الامتحان علي مسوي الإدارة يتسبب في بلادة التلاميذ وعدم اهتمامهم خاصة ان الامتحان علي مستوي الإدارة ويستطيع أي تلميذ الحصول عليه من خلال تسريبه كما ان وضعه من خلال الإدارة التعليمية يسد الطريق أمام تبادل الخبرات والتعرف علي نمط الأسئلة من خارج الإدارة. قال محمود جاد مدرس أول جغرافيا بالبحر الأحمر منذ أن عرفنا معني كلمة شهادة ابتدائية وهي علي مستوي المديريات في المحافظات مشيرا إلي ان توزيع المسئوليات والامتحانات لأكثر من جهة سوف يحدث حالة من التشتت خاصة ان كل إدارة سيكون لها كنترولها الخاص ونفقاتها المهدرة وان كان هذا القرار مدروسا مسبقا فلماذا لم يتم الإعلان عنه قبل بدء أعمال الكنترول في كافة محافظات الجمهورية بل وتكليف الموجهين العموم بوضع الامتحانات موضحا ان قرار تكليف الموجهين السابق بوضع الامتحانات للمدارس كان وهميا لأن من يضع الامتحانات المدرسون الأوائل من الباطن والموجه بعيد تماما عن المناهج ويتم تكليف المدرس الأول من الباطن. أكد هاني مهني مدرس بإدارة العدوة التعليمية بالمنيا ان ما يصدر من قرارات فجائية وفورية من وزارة التربية والتعليم ما هو إلا جزء من القرارات غير المدروسة ومن حالة التخبط والارتباك التي تشمل الحكومة كلها بشكل عام. مشيرا إلي أن أي قرار بتعديل نظام امتحانات الشهادة الابتدائية كان من المفروض أن يتم قبل الامتحانات بمدة كافية ويعرف للجميع قبل أو في بداية الفصل الدراسي الأول. أضاف ان هذا القرار بصورته المفاجئة له سلبياته الكثيرة ومنها ان الإدارات التعليمية غير مؤهلة لوضع الامتحانات للشهادات العامة سواء من حيث المطابع أو من حيث الموضوعية في عمل امتحان فهناك من سيتكالب علي وضع الامتحان ولا يخفي علي أحد صراع الدروس الخصوصية فضلا عن عدم إلمام بعض الموجهين في الإدارات التعليمية بالمنهج الدراسي نظرا لبعدهم عن التدريس علي أرض الواقع داخل الفصول. كما انه لن يكون هناك تكافؤ للفرص بين الإدارات المختلفة داخل المحافظة فيما يتعلق بمستوي صعوبة الامتحانات فسنجد امتحانا ما في إدارة معينة مغايرا للأخري وقد تخضع الامتحانات للميول والأهواء الشخصية. أشار إلي انه من السلبيات أيضا سهولة تسريب الامتحانات فأغلب العاملين بالإدارات يعرف بعضهم الآخر وبالتالي قد يحدث بعض المجاملات من قبل قلة بسيطة قد لا تراعي النزاهة والانضباط فيما يخص سرية الامتحان فضلا عن ان القرار جاء كالصاعقة علي الإدارات التعليمية والتي ليس لديها خبرة في التعامل مع وضع امتحانات الشهادات العامة البالغة الأهمية مثل الشهادة الابتدائية. أشار تامر الخولي إلي ان القرار ينم عن افلاس خطط ورؤية المنظومة التعليمية لأن الوزير حتي الآن لم يتعرض لأي مشكلة من مشاكل التعليم ولم يقدم أي حلول حيث لا توجد رؤية واضحة. قال سليمان فتحي ان هذا القرار سيؤثر في إهدار المال العام وفرصة لتقليص دور مديريات التربية والتعليم والاعتماد بعد ذلك علي الإدارات فقط في إدارة شئون الامتحانات. وصف أحمد سيد القرار بأنه تخريب متعمد وممنهج للتعليم ولابد من الرجوع فيه لأنه يؤثر بالسلب علي العملية التعليمية. قالت أسماء علي ان القائمين علي العملية التعليمية بمصر متخبطون في القرارات مما يدل علي سوء فهم للعملية التعليمية وسوء تقدير للقرارات مشيرة إلي انه منذ حوالي شهر طلب الكنترول الرئيسي للصف السادس علي مستوي الإدارة أعمال الصف السادس لكل مدرسة وبالفعل سلمناها والآن الوزير يحددها علي مستوي الإدارة فهل هذا معناه انه يوجد كنترول رئيسي خارج المدرسة ام ان الصف السادس أصبح سنة نقل عادية؟!! قال شعبان حمزة انه من الممكن أن يتخذ قرار ويكون الامتحان الغد وبعد ساعات فهذا هو المنتظر من القرارات التي انتظرناها أن تأتي بنتائج جميلة تجعل من التعليم تعليما مستقرا ومنها قرار اليوم الكامل وما تبعه من انفلات وتصارع بين ولي الأمر والمدرسة وامتناع ولي الأمر أن يحضر ابنه إلي المدرسة في هذا اليوم خوفا من تشاحنات التلاميذ وخصوصا في المدارس ذات الأعداد الكبيرة ووضع ميزانية التعليم في يد المحافظ وجعل كل محافظ هو من يتحكم في الإدارات والمدارس عن طريق اللا مركزية وحرمان الإداريين والمشرفين والمتعاقدين والعمال من ال 50% مما أدي إلي نشوب فتن وتصارعات بين الفئات في المدرسة الواحدة.