أثار قرار وزارة التربية والتعليم بشأن منع المدرسين الأوائل من وضع امتحانات النقل لمنتصف ونهاية العام الدراسي واسناد الأمر للموجهين بالإدارات التعليمية جدلا واسعا في الأوساط التعليمية التي رفضت إلي حد كبير تطبيقه لما له من آثار سلبية علي التلميذ والعملية التعليمية مقترحين حلولا تقضي بوضع المعلمين الأوائل للامتحانات مع استشارة الموجهين كخبراء في المادة. قال سيد سويلم وكيل وزارة التربية والتعليم لشئون الإدارات بالقاهرة إن القرار وصل بالفعل للمديرية وتم ارسال نسخة منه لمختلف الإدارات التعليمية التابعة للمحافظة موضحا انه جاري التنسيق مع كافة الموجهين علي مستوي الإدارات والاجتماع بهم للتعرف علي وجهة نظرهم تجاه القرار ورؤية امكانية تنفيذه علي ارض الواقع مشيرا إلي ان كل ادارة تعليمية بالقاهرة تضم 10 موجهين علي الأقل من المقرر ان يختص كل منهم بوضع امتحان لعدد 5 أو 6 مدارس علي ان يختلف كل امتحان عن الاخر مضيفا ان السبب الرئيسي وراء القرار منع احتمال تسريب الامتحان او تحكم المدرسين في جذب التلاميذ للدروس الخصوصية من خلال وضع الامتحان. يري ثروت رشاد وكيل إدارة حدائق القبة التعليمية ان هذا القرار يحتوي علي عدة سلبيات أولها ان الموجه بعيد عن فكر التلاميذ ومدي استيعابهم ومستواهم العلمي وحقل العمل الأكاديمي داخل الفصل الدراسي وبالتالي لن يستطيع ان يضع الامتحان المناسب لهم كما انه غالبا لن يكون علي دراية تامة بما تم انجازه من المناهج وان المسئول عن تسريب الامتحان من عدمه هو مدير المدرسة وليس المدرس الأول الذي يضعه خاصة انه دائما ما يكون هناك امتحان آخر احتياطي وبالتالي ابتعاد احتمالية التسريب من خلال المدرس واضع الامتحان. حذر من فكرة استغلال بعض الموجهين لسلطتهم في وضع المناهج وفق علاقتهم بمدرسة ما عن غيرها سواء خاصة أو حكومية. رفض محمد عبدالهادي مدير عام إدارة وسط القاهرة القرار واصفا اياه بالمتخبط حيث ان الإدارات تعاني في الأساس من عدم كفاية الموجهين بها لمتابعة المدرسين في مختلف المواد فكيف يتم تعطيلهم عن الدور الاشرافي الأساسي لهم علي عمل المدرس واستبداله بدور واضع الامتحان لعدد ضخم من المدارس مما سيمثل عبئا حقيقيا علي منظومة العمل ككل داخل الإدارات التعليمية وتحمل نفقات طبع الامتحان وتوزيعه علي المدارس. قال إن الادارة تضم 75 مدرسة في حين ان عدد الموجهين بها هم 3 فقط لمادة الرياضيات مثلا فهل سيتكفل كل موجه بوضع 25 امتحانا مختلفا لكل مدرسة علي حدة مؤكدا ان الأمر ليس بالسهولة التي يتخيلها المسئولون حيث تضطر الإدارة لسد العجز في الموجهين بتصعيد المدرسين الأوائل ذوي الخبرة للعمل يومين اسبوعيا في التوجيه وتغطية العجز الموجود بالفعل موضحا ان القرار لن يمنع من مسألة تسريب الامتحان لأن ما سيحدث هو نزع السلطة من المعلم لصالح الموجه. اضاف صبري كامل ان المدرس الأول هو بمثابة موجه مقيم بالمدرسة يتابع زملاءه الاقل خبرة ويوجههم للافضل اما موجهو الادارة فلا تعامل مباشرة لهم مع التلاميذ داخل الفصول ولا يعرفون أسس وضع امتحانات النقل ولم يتمرنوا عليها ومن هنا يجب أن نجد حلا وسطا لهذه الإشكالية من خلال التنسيق بين الموجه والمدرس الأول ومدير المدرسة في وضع وتأمين الامتحان وتصحيحه بوجود لجنة رباعية والاشراف علي عمليات الرصد والتجميع واللجوء للموجه لوضع الامتحان في حالة عدم وجود مدرس كفء داخل المدرسة وبذلك نكون قد حققنا المعادلة الصحيحة التي ستصب مباشرة في مصلحة التلميذ وهذا ما تهدف إليه كافة اطراف العملية التعليمية.. مشيرا إلي انه سينفذ القرار ولن يعارضه حتي لا تحدث أزمة بين الإدارات التعليمية والوزارة!! عارض جمال عويس مدير عام إدارة الزيتون التعليمية القرار بشدة بسبب العجز الرهيب في اعداد موجهي بعض المواد مثل اللغة الألمانية والفلسفة وعلم النفس حيث يوجد لهذه المواد موجه واحد فقط داخل الادارة وهو ما يعني رفع العبء عليه ليضع امتحاناً مستقلاً لكل مجموعة طلاب علي حدة بالصف الأول الثانوي علي وجه التحديد وهو ما يعد ازمة حقيقية اما إذا تم تعديل القرار وجعل الامتحانات موحدة علي مستوي صفوف النقل فإن الأمر سيكون افضل إلي حد كبير مشيرا إلي ان تخوين المعلم وعدم انتمائه علي وضع امتحان لصفوف النقل اهانة خاصة لأنه من شروط اختيار المعلم الذي يضع الامتحان هو الا يكون من مدرسي الصف الذي يضع له الامتحان فكيف سيقوم بتسريبه بطريقة أو بأخري؟! اجتمع هاني ألفي مدير عام ادارة المرج بموجهي مختلف المواد بالادارة لمناقشة القرار والوقوف علي مدي امكانية تطبيقه حيث انتهي الأمر إلي أن المدرس هو الاعلم بالمحتوي التعليمي للتلاميذ في ظل توجيهات الموجهين لذا يجب أن يقوم المعلم الأول بوضع الامتحان بعد مشاورة الموجه المختص في المادة وفي حالة عدم وجود معلم كفء يمكنه وضع الامتحان يطلب مدير المدرسة من الموجه ان يضع الامتحان وفي هذه الحالة نكون قد خلقنا نوعا من الحوار وتفادي الوقوع في ازمات وتكتل الأعباء علي الموجهين وحدهم وإلا تم توحيد امتحانات صفوف النقل علي مستوي الإدارة ككل. في حين تري سناء الشريف مدير عام ادارة الزاوية انه من حق مدير الادارة تسيير العمل وفق ما يتراي له وفقا لظروف الإدارة الداخلية ولمصلحة التلاميذ في المقام الأول مؤكدة انه يمكن فتح الحوار بين المعلمين والموجهين ليستفيد كل منهم بخبرة الآخر في مجاله ونخرج بأقصي استفادة ممكنة لمصلحة الطالب أولاً.