ألم يأن للشعب المصري بكل فئاته وطوائفه أن يعتصم ويتحد حول كلمة واحدة لاستقرار الحالة السياسية والأمنية في مصر بعد حالة الفوران والاختلاف بين قطبي الثورة من شباب وليبراليين في كفة وشباب أيضا وإسلاميين في كفة ثانية. فهل يعقل أن يختلف الشركاء في الثورة أصحاب المطالب الواحدة في ميدان التحرير؟ لمصلحة من هذا الخلاف القائم واراقة الدماء الزكية بدون وجه حق؟ وأصبح الثائر في ميدان التحرير يقف بجوار أتباع الحزب الوطني الذين تدثروا في ثوب الحرباء للاستيلاء علي الثورة خصوصا بعد إقرار مادة العزل السياسي في مسودة الدستور الجديد واخذوا يرفعون سقف المطالب لزيادة الهوة بين شركاء النضال لتأكل الثورة نفسها حتي بعد دعوة د. مرسي للحوار ومناقشة أوجه الخلاف بين الأشقاء أشقاء النضال والثورة لرأب الصدع ورتق الفتق في ثوب الثورة الناصع البياض حتي لا يراق المزيد من الدماء أو زيادة المصابين الذين يصابون بالعاهات المستديمة التي تظل معهم طوال العمر والوطن في أشد الاحتياج إلي هؤلاء الشباب فهم قاطرة التنمية والبناء في أي مجتمع. ماذا يريد هؤلاء المعارضون بعد رفض الدعوة وعدم الجلوس علي طاولة المفاوضات والحوار؟ وما الغرض من معارضتهم؟ أليس الهدف من المعارضة أن يصل صوتهم إلي السلطة التنفيذية؟ وقد استجابت لهم ولبت جل المطالب الضرورية من وجهة نظرهم ولكنهم لا يدركون المخاطر التي تحيط بالدولة سواء من الداخل أو الخارج.. وماذا كان سيصنع عمرو موسي أو حمدين صباحي في مثل هذه المواقف الصعبة إذا كان أحدهما تحمل المسئولية فكما يقولون في الأمثال ¢ اللي علي البر شاطر¢ و¢اللي ايده في الميه....¢ ود. البرادعي ماذا يريد؟ ولُمَ يخطط؟ هل يريد أن يصل إلي سدة الحكم ولو علي جثث المصريين؟ هل الصراع علي السلطة يستحق كل هذا إن التاريخ لن يرحم كل من يحاول أن يعبث بأمن واستقرار مصر.. فقد شهد ممثل حزب غد الثورة في اللجنة التأسيسية للدستور وهو من صفوف المعارضة بأن الدستور الذي تمت مناقشته وإقراره إن لم يكن ممتازا فهو جيد جدا يؤسس لدولة المؤسسات وليس لدولة الفرد فدولة الفرد قد انتهت بلا رجعة فلماذا المعارضة تحاول عرقلة مسيرة الديمقراطية بحجج واهية.. إن أي دستور في العالم بيظل سنوات وسنوات قيد التعديل والتطوير حتي يستقر ويتواءم مع متطلبات المجتمع ليلبي ويحتوي كل رغبات جميع الفئات والطوائف دون اختلاف وشقاق او إراقة دماء فهي مصالح عامة تستلزم التوافق وليست مصالح خاصة كل شخص يبح عن مكتسبات له دون الآخر ويتناحر عليها فلابد أن نتعلم سياسة الاختلاف ونتبع أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية نهائيا فالكل يبحث عن الصالح العام فقط منزه عن الأغراض الخاصة او الشخصية لنعبر المرحلة الحالية الضيقة إلي المرحلة الأوسع والأرحب بدستور توافقي شامل لكل الأجيال القادمة يحقق ما نصبو إليه من عيش كريم لمن يستحقه وحرية لمن يحترم حرية الآخرين وكرامة لمن يحترم القانون وليست الفوضي التي تريد أمريكا واسرائيل نشرها في مصر لتحقيق دولة اسرائيل الكبري خاصة بعد وقوف مصر حجر عثرة في وجه اسرائيل في حرب غزة الأخيرة فقد ظهرت مصر بوجه جديد أثار حفيظة اسرائيل فمصر الثورة تغيرت عن مصر مبارك الكنز الاستراتيجي لأمن إسرائيل اولا وقبل أي شيء.