ما يحدث اليوم في مصر يدمي قلوب كل الشرفاء في عالمنا العربي من المحيط الي الخليج ويرجون الخير لها.. ولدي جميع ابناء وطننا العربي ايمان راسخ انه اذا انتصرت انتصر العرب. واذا نهضت نهضوا. واذا فرحت فرحوا والمتتبع للإعلام العربي في الاسابيع الأخيرة يلمس ذلك جليا في مقابلات النخب العربية ولقاءاتها الاعلامية وقلبها يعتصر علي ماوصلنا اليه. وعلي خلفية ما حدث ليلة الاربعاء الحزين قبل الماضي امام قصر الاتحادية. اتصل بي أكثر من صديق مسئول عربي يسأل عما يحدث امام القصر وبكي احدهم علي الهاتف بينما يشاهد احد المقاطع التليفزيونية حول الاحداث وقال: هل هذه مصر التي نعرفها؟ مصر التي نعتبرها واحة الامان والتسامح والوسطية. مصر النموذج الذي تعلمنا منه وقدوتنا في كل شيء. ومصدر فخرنا في السياسة والاقتصاد والادب والثقافة والفن والاجتماع وكل المعارف الحديثة. ولم استغرب يوم الاربعاء الماضي قبل 48 ساعة بينما كنت اشاهد الامير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند" ورئيس مجلس امناء الجامعة العربية المفتوحة عندما بكي اثناء القائه كلمته في حفل تكريم دفعتها الثالثة بفرعها في مصر وهو يدعو ان يحفظها الله بحضور العشرات من المفكرين والسفراء ورجال الثقافة والتعليم من مصريين وعرب والخريجين من طلاب الجامعة أولياء امورهم وهو التكريم الذي تزامن مع مرور 10 سنوات علي افتتاح الجامعة التي لها 7 فروع في العالم العربي. ومن لايعرف الامير طلال ومن واقع لقاءاتي معه حديثه عن مصر له شجون ومملوء بذاكرة تاريخية بحبها. واذكر قبل شهرين التقيت معه واثنين من الزملاء من كبار الصحفيين العرب كان اللقاء في مجمله منصبا علي ماذا يدور في مصر وهل سيخرج الدستور كما يريد المصريين؟ ويومها بينما يودعنا لرحلته العلاجية الي الصين اعرب عن امنياته بان تستقر مصر الدولة وتبدأ مؤسساتها في الانتاج والبناء ويخرج الدستور الي النور. ومع عودته من الرحلة العلاجية كانت مصر اول بلد يزورها ورعي ندوة مهمة عن "مصر.. الدور.. والموقع" بمقر الجامعة في نوفمبر الماضي للمفكر التركي سمير صالحة عميد كلية الحقوق والقانون بجامعة غازي عنتاب بتركيا. والمتخصص في الشئون المصرية والعربية وحضرها نخبة مميزة ومتميزة من المصريين والعرب اثراها المحاضر والحوار الذي اعقبها. واحسبها.. من وجهة نظري.. إحدي الندوات السياسية الثرية ان لم تكن اهمها في الفترة الاخيرة لما تناولته عن مصر ومحيطها الاقليمي والعربي والدولي وضمت كل الوان الطيف السياسي بمصر. وبعيدا عن مصر واهتمام الامير طلال كمسئول عربي بها فإنه لديه كثير من المبادرات التنموية التي تسعي لمساعدة الشباب في عالمنا العربي لمحاربة "غول" البطالة وخلق فرص للعمل. وبينها مبادرته قبل عقد ونصف بنوك الفقراء لخلق مسارات تنموية توفر فرص العمل. والتي يري ان مصر لها دورها الموثر في نجاح مثل هذه المبادرات.