السؤال الكاريكاتوري الذي وجهه أحد الصحفيين اليابانيين للكابتن حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي عقب مباراته مع هيروشيما الياباني في كأس العالم للأندية في كرة القدم عن ¢ منْ هو اللاعب الذي تعتبره الكابتن ماجد في فريق الأهلي¢.. السؤال كان غامضا ومفاجئا ومربكا لم يستطع البدري أن يفهمه بسهولة حتي شرحه له الصحفي الياباني.. ربما سوء الفهم لأن حسام البدري من جيل أقدم من الجيل الذي شاهد مسلسل الكابتن ماجد بعقود.. قد يكون شاهد المسلسل بشكل لم يسترع انتباهه.. وهو مسلسل ياباني مدبلج ويعد ¢الكابتن ماجد¢ من أهم شخصيات الرسوم المتحركة التي أثرت وأسعدت أطفال مصر في فترة زمنية سابقة. ويدور المسلسل حول ماجد لاعب الكرة الشاب الذي يعشق لعب كرة القدم ويمتلك مهارات فذة ويمتاز بتسديدته الصاروخية التي تهز الشباك من أي مكان في الملعب.. وقد أثر هذا المسلسل كثيرا في عقلية الجيل الحالي لفريق الأهلي وما تبعه من أجيال.. وحبب إليهم اللعبة كثيرا. والشخصيات الكاريكاتورية في الإعلام المصري المرئي والمقروء كثيرة منها بكار وبوجي وطمطم في التلفزيون.. ولم تكن الصحافة بمنأي عن هذه الشخصيات الساخرة.. بل كانت البادئة بهذا الفن باعتبارها الأقدم.. فقد كنا نشاهد في الماضي شخصيات الكاريكاتير خاصة في مدرسة أخبار اليوم الصحفية كفن معبر عن أحوال المصريين الاجتماعية والسياسية.. ومنها علي سبيل المثال ابتكار الرسام الكبير رخا شخصية رفيعة هانم وهي سيدة بدينة جدا من واقع المجتمع المصري وزوجها السبع أفندي وكان شخصا نحيفا يبدو ضئيلا جدا أمام رفيعة هانم.. وكان ينشر يوميات الزوجين في مجلة ¢آخر ساعة¢.. كما اخترع الفنان صاروخان شخصية ¢ المصري أفندي¢ وهي شخصية كاريكاتورية تعبر عن ذكاء المواطن المصري. ناهيك عما نشاهده حاليا من شخصيات للفنان مصطفي حسين مثل فلاح كفر الهنادوة.. وهي شخصية ساخرة من كبار المسئولين في الدولة مثل رؤساء الوزارات ورؤساء مجلس الشعب ينتقد أداءهم بأسلوب مضحك كذلك الشخصية التاريخية ¢ قاسم السماوي ¢ وهي شخصية فقيرة حسودة.. كمبوره الرأسمالي الجاهل.. وعزيز بك الأليت مدعي الباشاوية وهو لا يملك شيئا.. وغير هذه الشخصيات المعبرة التي مازالت تترك آثارها في وجدان وعقلية كل مصري علي مدار أجيال متتابعة وتعكس روح المصريين في الدعابة وحب الضحك.. قبل أن تتحول حياتهم إلي هم وغم ودماء واعتصامات وفرقة.