تعرض ميدان التحرير في ساعة مبكرة من فجر أمس لهجوم مسلح للمرة الأولي منذ بدء الاعتصام الأخير بالميدان.. هاجم أكثر من 20 ملثماً الميدان وأطلقوا الخرطوش علي المعتصمين. أعضاء اللجان الشعبية لتأمين الميدان قالوا إن الهجوم كان منظماً جداً وتم اختيار التوقيت بشكل جيد حيث بدأ الهجوم في حدود الثانية والنصف صباحاً من مدخلي كوبري قصر النيل والمتحف المصري. أطلق المسلحون طلقات الخرطوش مما أثار حالة من الرعب والفزع أدت إلي هروب الكثيرين تجاه شارعي محمد محمود والتحرير ووصل المهاجمون لقلب الجزيرة الوسطي وألقوا زجاجات المولوتوف علي بعض الخيام والتي اشتعلت بها النيران. هاجم المعتصمون المسلحين بعد أن نفدت ذخيرتهم وهربوا من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض حيث استقلوا سيارات كانت تنتظرهم خارج الميدان. يأتي ذلك الهجوم الأول من نوعه ليلقي بالمزيد من التساؤلات حول هوية المهاجمين وماذا كانوا يريدون خاصة أن مصر تستقبل أياماً عصيبة من الانقسام بين التيارين المدني والإسلامي وكلاهما يحشد لإثبات أنه الأقوي والأكثر عدداً في الشارع. ألقي عدد من المعتصمين بالمسئولية علي جماعة الإخوان المسلمين واتهموها بأنها وراء الهجوم لمحاولة إنهاء الاعتصام الذي يدخل يومه العشرين فيما أكد البعض الآخر أن الهجوم وراءه رجال النظام السابق الذين يريدون صب المزيد من الزيت علي النار المشتعلة. أعلن الدكتور أحمد عمر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان عن وقوع 11 إصابة مشيراً إلي أنه تم تحويل 4 منهم إلي مستشفي المنيرة العام وتقرر خروجهم جميعاً بعد تحسن حالتهم. وتحويل 4 إلي مستشفي قصر العيني مازال 2 منهم يتلقون العلاج وتقرر خروج الاثنين الآخرين لتحسن حالتهما. وأضاف أنه تم تحويل مصاب واحد إلي كل من مستشفي الشرطة بالعجوزة. والمستشفي القبطي. ومستشفي جامعة عين شمس.. لافتا إلي أن المصاب أمام قصر الاتحادية تم تحويله لتلقي العلاج في مستشفي الزهراء الجامعي. وأوضح أن الفرق الطبية بالمستشفيات وبأقسام الاستقبال والطوارئ قامت بإجراء الفحوصات والاشعات اللازمة للمصابين وإجراء الجراحات والعمليات وتقرر خروج الحالات التي اطمأن الأطباء علي استقرار حالتهم وتم حجز باقي الحالات لاستكمال العلاج. من ناحية أخري خرج عدد من المسيرات تجاه قصر الاتحادية في مليونية لا للغلاء والاستفتاء منها مسيرة من مسجد مصطفي محمود فيما انطلقت المسيرة الثانية من مسجد الاستقامة بالجيزة وانطلقت الثالثة من ميدان روكسي والرابعة من ميدان الساعة بمدينة نصر الخامسة من مسجد النور بالعباسية. شارك في المليونية أحزاب الدستور والمصريين الأحرار والوفد والتجمع والتحالف الشعبي الاشتراكي وحركة 6 أبريل وشباب من أجل العدالة والحرية. فيما شهد محيط مسجدي رابعة العدوية وآل رشدان توافد عشرات الآلاف من المشاركين في مليونية "نعم للشرعية" والتي دعا إليها ائتلاف القوي الإسلامية للدفاع عن شرعية الرئيس وتأييد قراراته والمشاركة في الاستفتاء. أبرز المشاركين جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وحزبا الحرية والعدالة والبناء والتنمية وحركة حازمون والدعوة السلفية فيما غاب عن التظاهرات حزب النور السلفي. من جانبه صرح الدكتور محمود سعيد مدير الاستقبال بمستشفي "المنيرة العام" بأن المستشفي استقبل 4 إصابات من جرحي اعتصامات ميدان التحرير نتيجة الاشتباكات التي وقعت فجر أمس من بينها إصابة بطلق خرطوش وحالتهم مستقرة. أكد مصطفي يونس النجمي المتحدث الرسمي للاتحاد العام للثورة علي سلمية مظاهرات ميدان التحرير وجميع المسيرات التي تنطلق في شوارع العاصمة التي تتجه إلي الاتحادية.. مشيراً إلي أن المظاهرات تحمل رسائل قوية إلي الرئيس د.محمد مرسي والحكومة بتحقيق المطالب الشعبية نحو تطبيق مبدأ "مشاركة لا مغالبة" ورفض دستور "مشوه" لا يعبر عن الإرادة الشعبية وعدم الاقتراب من الأسعار أو فرض تطبيق زيادة الضرائب التي من شأنها أن تتسبب في ثورة جياع. قال "النجمي" : أؤكد لجميع قيادات الإخوان المسلمين أننا لم نطالب أبداً بإسقاط رئيس منتخب جاء بإرادة شعبية ونرفض هتاف يسقط الرئيس ولكن عليكم أن تعلموا إنكم أنتم من تقع عليكم مسئولية جميع الأحداث الأخيرة لأنكم هيمنتم علي الحكم واستأثرتم به وعزلتم الثوار الذين كانوا لكم درعا واقياً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فخرج "الفلول" من أذناب النظام السابق من جحورهم لتعود الفوضي مرة أخري إلي الشارع وتسيل دماء طاهرة مرة أخري في مشهد لم تعهده مصر علي مر التاريخ. قال د.مظهر شاهين خطيب الثورة إن قرار زيادة أسعار بعض السلع والضرائب في هذا التوقيت بالذات حتي وإن تم التراجع عنه هو بمثابة الغباء السياسي من الحكومة ذلك أن التوقيت والمشهد السياسي الحالي لا يتحمل الدخول في أي موضوعات جدلية بالاضافة إلي أن الفقراء في مصر بحاجة ماسة إلي من يخفف من أعبائهم المادية وكل قرار من هذا النوع يحتاج أولاً إلي مناقشات مجتمعية تمهيدية كما يحتاج ثانية إلي توقيت مناسب لإصداره فتوقيت القرارات عنصر هام جداً في نجاحه وعلي الحكومة أن تصدر القرارات التي تخفف من أعباء المواطنين وليس العكس. أضاف أنه من الملفت للنظر أن الحكومات في كل دول العالم تفكر في القرارات قبل صدورها إلا الحكومة المصرية الرشيدة الملهمة فهي لا تفكر في القرارات إلا بعد صدورها.