الحديث عن المؤامرات والاتهامات والشائعات يجب أن يتوقف لأنه يؤدي إلي المزيد من الفوضي والانقسام. والقانون يجب الحرص عليه واستعادة الحماية لرجال القضاء حتي تستقر الأوضاع ولا يمكن بأي حال أن يحاول كل طرف أن يحصل علي ما يريد بالقوة أو العنف أو التلويح بتهديد الآخرين. ظاهرة التهديد والشائعات والاتهامات أصبحت بضاعة رائجة في مصر الآن. ويخرج هذا أو ذاك ليتحدث عن أنه يتحلي بالصبر ولولا الصبر لكان لكل حادث حديث. هي لغة غريبة علي الشعب المصري ولغة التخوين والانقسام صنعت بأيد مصرية ويحاول البعض ترويح هذه البضاعة الفاسدة وكل هذا يحدث وحالات من القلق والتوتر تسود المجتمع المصري.. وطريق التوافق معروف. وطريق استعادة روح الثورة في 25 يناير ليس مجهولاً. ولكن كل يوم يمضي ونحن علي هذه الأحوال من العناد والتخوين والشائعات وتسريبات المؤامرات التي لا يجوز أن تحدث. إلقاء التصريحات والتسريبات بهذه الصورة يصنع أزمات جديدة.. وكل من يخطئ يحاسب بالقانون. واستعادة الحرص علي القانون أصبح مطلباً وضرورة ملحة. لأن أي اعتداء علي القانون أو المساس برجاله هو دعوة للفوضي وظهور تلميحات وتهديدات يقف وراءها جماعات من القطيع يمكن أن تلحق ضرراً بالسلم الاجتماعي. لقد تحدثنا كثيراً عن استعادة الأمن. وبكل أسف كنا نتوهم ذلك. أو نقنع أنفسنا بذلك ولكنه للأسف لم يتم استعادته بكفاءة حتي الآن! ثم تظهر أحاديث المؤامرات والانقسامات لتؤدي إلي المزيد من الخلل والانهيار في الأمن وتدخل عناصر ليس لها أي تفويض من أي نوع تحدث عن المؤامرات والصبر مؤقتاً. وإذا لم يرتدع الجانب الآخر فسيكون لكل حادث حديث. هذا يحدث لأن الدولة حتي الآن لا تمارس عملها بكفاءة. واستعادة هيبة الدولة وقوتها يحتاج إلي تجميع كل الناس حولها وعدم الانحياز لرأي يخالفه الغالبية العظمي حتي ولو كانت فئة محدودة. ومصر ليست طائرة تم اختطافها من قبل علي مدار 30 عاماً ثم يأتي أي طرف ليحاول اختطافها مرة أخري. ويدير ظهره لأي ملاحظات أو اعتراضات. مصر تغيرت.. ومصر الشعب يعاني في حياته اليومية والأوضاع الاقتصادية بلغت حداً من السوء والتدهور لم تشهدها مصر علي مدار 60 عاماً بسبب هذه المنازعات والإصرار علي الاستمرار في حديث المؤامرات والانتقام. إن المرحلة الانتقالية كان يمكن أن تحقق للشعب المصري استعادة حقوقه وحماية كرامته وملاحقة الهاربين بالمال العام. ولكنها للأسف تحولت إلي مرحلة انتقامية وتصفية حسابات. ومصر الآن تحتاج إلي توافق حقيقي ويجب أن تتوقف أحاديث المؤامرات التي يتم إطلاقها لمجرد التخويف أو الإرهاب المعنوي أو مغازلة البسطاء الذين ينطلقون في الشوارع دون وعي لاستهداف كل من يعتقدون أنه في جانب المعارضة. ولغة التخوين والمؤامرات طريقها ملئ بالإلغام ولن يحقق لأي طرف انتصاراً أو نجاحاً. ولكنه سيؤدي إلي فتح المزيد من الجروح والكوارث وكفي ما حدث. وكفي الحديث عن المؤامرات والتسريبات وإطلاق الشائعات ويجب التوقف عن لغة التخوين والتهديدات التي تحمل المآسي.. ومصر ستظل أكبر من أي محاولات لإضعافها خارجياً. ولكن علي أبنائها أن يدركوا أنهم يعتدون علي أمنها واستقرارها. وعلي الطرف الأقوي في المعادلة المصرية الآن وهو الرئيس أن يتحمل مسئوليات نحو كل مواطن مصري وأن يتجه لتضميد الجراح ولا يسمح لأحد أن يتحدث من خلف ستار عن مؤامرات علي الدولة والحكم من مصريين ربما كانوا في جبهته المعارضة ولكن النوايا صادقة لدي الجميع للنهوض بالبلد دون تخوين ولا مؤامرات أو الترويج لها. كلمات لها معني: لا تكن كقمة الجبل تري الناس صغاراً ويراها الناس صغيرة. قول مأثور