تصدرت تطورات الوضع في مصر اهتمامات الصحافة العالمية في ضوء استمرار التظاهرات المعارضة والمؤيدة للقرارات الاخيرة للرئيس محمد مرسي والمحاولات المبذولة من أجل التواصل بين مختلف القوي عبر حوار وطني للخروج من الازمة الراهنة. جاءت احدي مقالات صفحة الرأي في صحيفة الجارديان تحت عنوان *¢شد وجذب في مصر* قالت بينما تحتدم الازمة والاحتجاجات يتضح انها ليست علي الاعلان الدستوري ولا علي الدستور المقترح ولا علي الاستفتاء الذي علي الدستور. وتقول الصحيفة إن زعيم المعارضة محمد البرادعي دعا الي رفض دعوة مرسي للحوار. وقال إن مرسي فقد الشرعية. اذا فهدف جبهة الانقاذ ليس اسقاط الدستور بل مرسي ذاته. المعركة المقبلة. علي حد قول الصحيفة. هي اسقاط رئيس منتخب بصورة ديمقراطية. والحيلولة دون اجراء الاستفتاء علي الدستور واجراء انتخابات برلمان جديد. مع العلم ان الاسلاميين لهم فرصة كبيرة للفوز فيهما. وتقول الصحيفة إنه مما لا شك فيه ان مرسي ارتكب اخطاء في محاولة درء حكم للمحكمة الدستورية قد يقضي بحل الجمعية المكلفة بكتابة الدستور. أما صحيفة الفاينانشال تايمز فتقدم رؤية مختلفة للأزمة في مصر. ففي صفحة الرأي نجد مقالا بعنوان *رجل الاخوان المسلمين يجب ان يكون رئيسا لكل المصريين*. وتقول الصحيفة إن الوقت بدأ ينفد امام مرسي للحيلولة دون سقوط بلاده في الفوضي. وتري الصحيفة أن مرسي يحاول ان يمرر دستورا قامت بصياغته لجنة تكاد لا تمثل سوي الاسلاميين وتهمش الليبراليين والمسيحيين والمرأة. وتقول الصحيفة إنه بعد 80 عاما من الحظر. يحق لجماعة الاخوان ان يكون لها مكان في الساحة السياسية. ولكن عليها ان تمارس السياسة وفقا للقواعد التي وافقت عليها كل طوائف المجتمع. قالت صحيفة ¢نيويورك تايمز¢ الأمريكية. تحت عنوان ¢مرسي يتجه لمؤيديه الإسلاميين مع اشتعال الأزمة في مصر¢. وإن الرئيس محمد مرسي بدا وكأنه يعتمد علي مؤيديه من الإسلاميين في تعامله مع الأزمة الأخيرة الأصعب منذ بداية رئاسته. مراهنا علي قوتهم السياسية لتحقيق فوز في الاستفتاء علي الدستور. غير أن مستشاري مرسي وقادة الإخوان المسلمين علي ما يبدو بدءوا يدركون أن الرئيس يشعر بعزلة سياسية حتي بين حكومته. بعيدا عن قاعدة مؤيديه من الإسلاميين. لاسيما مع احتدام المظاهرات المناهضة له لليوم الخامس علي التوالي أمام القصر الرئاسي. ونقلت ¢نيويورك تايمز¢ عن أحد المقربين من الرئيس. الذي رفض الكشف عن هويته. قوله: إن الإخوان المسلمين هم من يستطيع الاعتماد عليهم. ومضت الصحيفة تقول. إن الرئيس مرسي يعتقد أنه مع الإخوان المسلمين يستطيع أن يؤمن الفوز في الاستفتاء علي الدستور. بدرجة تحرج المعارضة. مما يسمح له ببداية جديدة تعيد بعضا من سلطته. واعتبرت نيويورك تايمز. أن الرئيس مرسي قدم تنازلا جديدا بفتحه الباب لتأجيل محتمل للاستفتاء المقرر يوم 15 ديسمبر. ومراجعة محتملة للجنة الدستورية التي يهيمن عليها الإسلاميون. في محاولة منه لتهدئة المظاهرات وموجة العنف التي اجتاحت البلاد. غير أن قادة المعارضة أصموا آذانهم. مكررين مطالبهم بإعادة تشكيل اللجنة ككل. فهو عليه تبني هذه الخطوات. وأتمني أن يستمع إلينا. علي حد قول محمد البرادعي. في أحد البرامج التليفزيونية. ورأت نيويورك تايمز. أن اتجاه مرسي نحو قاعدته الإسلامية يعد رهانا علي آلية الإخوان السياسية. التي تستطيع بسهولة التغلب علي المعارضة العلمانية النشطة. ويري مستشاروه أن وضع دستورا حتي وإن كان غير كامل سيثبت التزامه بسيادة القانون. وسيعيد مصداقيته. ولكن هذا سيساهم في شل الاستقطاب الذي يهيمن علي المشهد السياسي. كما يخاطر بتشويه سمعة الدستور والرئيس مرسي باعتباره حزبيا. وغير قادر علي تمثيل كل المصريين. وتزيد من اعتماد الرئيس علي نفس الجماعة التي جعلته رئيسا. عربياً.. إهتمت العديد من الصحف بتطورات المشهد السياسي بمصر ففي الدوحة .. دعت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها جميع الأطراف السياسية في مصر إلي الجلوس علي مائدة الحوار الذي دعا له الرئيس محمد مرسي في خطابه الأخير وقطع الطريق أمام ¢المصطادين في المياه العكرة¢ علي حد تعبيرها. وقالت الصحيفة إن رفض قوي المعارضة المصرية عرض الرئيس مرسي بقبول حوار شامل ¢لن يجدي في التوصل إلي اتفاق يقطع الطريق علي التصعيد ويحقن الدماء ويتسني بعده التعاطي الهاديء مع نقاط التقاطع والخلاف¢. وأكدت صحيفة الوطن أن ما أبداه الرئيس مرسي في خطابه مساء الخميس الماضي يؤكد أنه لا أساس من الصحة لإثارة مخاوف الردة عن الثورة وإن الخطاب قطع الشك باليقين في كون ¢التحصين الوارد في الإعلان الدستوري الأخير ليس من قبيل الاستحواذ علي السلطة وأن ما يثار في هذا الصدد مجرد تكهنات لا أساس لها من الصحة بدليل أن الرئيس مرسي أكد أنه لايصر علي التمسك بالمادة السادسة في هذا الإعلان الدستوري الأخير ¢. وفي الإمارات قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها إنه لا أحد يشكك بشرعية الرئيس المصري ولا أحد يناقش أن الإخوان المسلمين هم جزء أساسي من النسيج المصري والقوي الفاعلة علي الساحة السياسية .. فالرئيس مرسي وصل إلي الحكم ديمقراطيا وعبر صندوق الاقتراع والإخوان لهم حيثيتهم السياسية والشعبية التي بنوها من خلال الفكر الديني. وأكدت الصحيفة أنه لا يستطيع أحد أن يشكك في هذا أو ذاك. غير أنها أشارت في الوقت نفسه الي أن ¢نفس الاخوان¢ كان قصيرا ولم يستفيدوا من أخطائهم التي ارتكبوها خلال السنوات الماضية كما لم يستفيدوا من أخطاء غيرهم فوقعوا سريعا في فخ السلطة التي كانوا يسعون إليها منذ أمد بعيد ¢ علي حد تعبيرها. وفي مسقط .. سلطت صحيفة الرؤية العمانية الضوء علي ما وصفته ب ¢ التصعيد المتبادل ¢ بين القوي السياسية الداعمة للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وبين المعارضة له علي خلفية الاعلان الدستوري الاخير. وقالت الصحيفة إن هذا التصعيد يزعزع أمن واستقرار مصر ويهدد بنسف عوامل الوئام التي تجمع بين مختلف مكوناته. وأضافت الصحيفة أن تغليب المصلحة الوطنية يتطلب من الجميع تقديم التنازلات للالتقاء عند نقطة وسط متفق عليها لصالح مصر وتحقيق تطلعات شعبها في الديمقراطية مشيرة الي أن المخرج الوحيد لما تعيشه مصر من أزمة يتمثل في ¢ حوار بناء ¢ بين جميع الاطراف.