ابداء الرأي في الدستور الجديد بنعم أو بلا شهادة علي كل مصري ان يدلي بها في صندوق الاستفتاء حتي تتم العملية الديمقراطية وحتي لا يستأثر فريق دون فريق بشيء من أمر الوطن لأنه ذهب إلي صناديق الاستفتاء والآخرون تقاعسوا أو اهملوا. لذا فإن العلماء يطلبون من جموع المصريين ابداء رأيهم بواقع ضميرهم وليس بواقع خوف أو مجاملة كما يطالبونهم بالبحث عن سبل التعرف علي الدستور المقترح حتي تكون شهاداتهم حقيقية. دعا الدكتور عبدالصبور فاضل عميد كلية الاعلام بنين جامعة الأزهر جموع الشعب المصري إلي الاستفتاء علي الدستور لأن الخروج في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد يصبح واجباً شرعياً وفرض عين. ولا يصح ان ينوب عنه أحد خاصة في هذه الظروف العصيبة والاستفتاء يعد شهادة يسأل عنها المواطن أمام الله تعالي يوم القيامة. وقال: ان هذا الاستفتاء يتحدد به مصير وطن وشعب عظيم قام بثورة بيضاء ونحن نأمل ان نجني ثمار هذه الثورة ولا يجوز لأحد ان يتدخل مع صاحب الصوت من أجل الموافقة أو الامتناع وان من يجامل أو يخالف ضميره فهو آثم قلبه وآثم شرعاً امام الله عز وجل لأنه يقدم علي عمل لا يرضاه الشرع خاصة إذا كان نعم لحساب فلا أو لا لحساب آخر. وأكد د.عبدالصبور ان من لا يعرف مواد الدستور معرفة جيدة عليه أن يسأل أهل الخبرة والثقة وعليه ان يترك أهل السلوكيات المنحرفة المشبوهة لأن المخصلين سوف يعملون علي ارشاده ابتغاء مرضاة الله وارشاده وتصويب كل الملاحظات التي يؤخذ عليها في مواد الدستور. أشار فضيلة الشيخ فكري إسماعيل وكيل وزارة الأوقاف الاسبق إن جمع الكلمة في هذه الظروف فريضة محكمة حتي نبني واقعاً مستقراً وعلاج ما نحن فيه الآن يقوم علي ما جاء في القرآن الكريم في رحاب آيات ثلاث الأولي: وهي في المقدمة "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" الثانية: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان". وقال: ان امتنا الآن تحتاج إلي تقبل كل طائفة آراء الآخرين ثم نتحاور حول الاسس التي تؤدي إلي النفع العام.. ويجب في الحوار ألا يتعالي فريق علي آخر وألا يصر أي حزب علي ما يراه عنده علي صواب. ويقترح الشيخ فكري إسماعيل ان نعتمد مبدأ الوسطية الإسلامية التي هي الاساس ورحم الله الامام الشافعي حينما قال: "نعمل جميعاً فيما اتفقنا فيه.. ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه" هذا هو المنهج الذي يجب ان نسير عليه وهو الذي سيخرجنا مما نحن فيه إلي الأمن والاستقرار ومن القواعد الاصولية التي يجب ان تكون امام الجميع في أي حوار هي: "اينما وجدت المصلحة فثم شرع الله". أي ان الله تعالي يؤيد الرأي.. أي رأي الجماعة الذي تتفق عليه الجماعة ما دام يصب في مصلحة الأمة. والرجوع إلي الحق فضيلة يحسب للإنسان. ** وطالب فضيلة الشيخ رضا الطيب الداعية الإسلامي جميع فصائل الشعب المصري المؤيدة والرافضة التوجه إلي صناديق الاستفتاء ليقول نعم أو لا لأن الذهاب لابد منه حيث إنه واجب شرعي بعيداً عن المجاملة إن المجاملة فيها اثم سواء كانت هذه المجاملة لأي فصيل بنعم أو لا. وقال إذا شعر المواطن البسيط بعدم فهمه لمواد الدستور عليه ان يسترشد بالغير من أجل الاستيعاب فإذا اقتنع بنعم قال نعم أو لا قال لا لكن في حالة اللجوء إلي الغير فعليك ان تلجأ إلي من تثق في صدقه وأمانته بمعني لمن تطمئن إلي دينه وتشعر انه يخشي الله تعالي. وأكد الشيخ الطيب ان الذهاب إلي الاستفتاء علي الدستور واجب شرعي وأمر يرجع إلي القناعة الشخصية الحقيقية للشخص حتي ولو قال لا في هذه الحالة لو اعتقد أن لا الأفضل وهي علي خلاف ذلك فله ثواب من الله تعالي والعكس لو قال نعم لان الصواب أمر نسبي لدي الاشخاص والاختلاف بين الاثنين صدق وواجب شرعي .