على عكس رأى أغلب علماء الدين، أفتى الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بأن التصويت في الانتخابات ليس شهادة كما يدعي بعض الأشخاص، مؤكدا أن من يقولون إن الاقتراع في صناديق الانتخاب سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية أو غيرهما، شهادة لله ومن يكتمها فإنه آثم قلبه، يعد فهما خاطئا لتفسير آيات كتاب الله تعالى، وتحديدا ما جاء في آية "الدين" بسورة البقرة: "وأقيموا الشهادة لله. ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"، مؤكدا أن المراد بها الشهادة في المعاملات المالية لرد الحقوق لأصحابها وليس في انتخابات قائمة على إبداء الرأي والاختيار من متعدد، والأمر قابل للخطأ والصواب، فإن أخطأ الناخب في اختيار مرشح فله أجر وإن أصاب فله أجران. وأشار د. الهلالي ل"الوطن" إلى أن من يهدد الناس بفتاوى تحث الناس على الانتخاب من باب أنها شهادة ومسؤولية أمام الله تعالى كلام مغلوط ويقصد به إرهاب الناس وتخويفهم، وتحمليهم أكثر من طاقتهم، فهم لا يعرفون جميع المرشحين عن قرب، ومن ثم التفريق بين الصالح ونقيضه يعد أمرا صعبا، ولفت إلى أن من ينادي بمقاطعة الانتخابات أو إبطال صوته، بسبب عدم اقتناعه بكلا المرشحين، فهذا أمر شخصي ولا جرم عليه دينيا، ولا يخضع للحلال والحرام، لافتا إلى أن المشاركة الإيجابية أمر يمدحه الشرع حتى لا يكون الإنسان سلبيا وفي حالة وجود مرشح صالح، فلا بد من النزول للتصويت له.