مصر تعيش في أزمة حقيقية بعد تصاعد وتيرة الأحداث الناتجة عن مليونية الإنذار الأخير والزحف إلي قصر الاتحادية. مما أكد للجميع أن مصر تعيش أزمة بين طرفين أحدهما موافق علي الدستور بدون تحفظات جوهرية. والجانب المقابل يرفض الدستور معلناً وجود أسباب جوهرية لرفضه. "الجمهورية" ناقشت عدداً من قيادات التيار الإسلامي لبحث سبل الخروج من الأزمة الحالية بعدما أعلن معتصمو الاتحادية عن تنظيم مليونية الكارت الأحمر اليوم بميدان التحرير ومحيط الاتحادية وميادين مصر. أوضح الدكتور طارق الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية أن سبل الخروج من الأزمة تكمن في ضرورة الجلوس علي مائدة الحوار الفعلي الجاد والاستجابة إلي مبادرات التهدئة التي أطلقها الحكماء مؤخراً مثل مبادرة الأزهر لجمع الشمل والتي أعلن الإسلاميون تأييدهم الانضمام إليها وتنفيذ ما تسفر عنه. رغبة في عبور المرحلة الحالية. لكن حتي الوقت الحالي لم يخرج الأزهر بتصريحات تؤكد قبول أي تيار من التيارات السياسية المعارضة للدستور بما يفيد سعيها إلي تجنب الفوضي. ودخول البلاد في صراعات طائفية. طالب الزمر الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسي وغيرهم من القيادات المناوئة للدستور الذين ألهبوا الجماهير من خلال الفضائيات والصحف التابعة للمنتمين للنظام السابق بإعلان حسن نواياهم والتركيز علي الصناديق بدلاً من السعي إلي ابراز مصر بأنها دولة فوضي. موضحاً أن ما حدث أمام قصر الاتحادية يمثل كسراً لهيبة الدولة. وقد وضح ذلك جيداً في الخسائر المالية التي أفرزتها العمليات التجارية بالبورصة. وتراجع السياحة المصرية وغير ذلك من الخسائر الناتجة عن أزمة مفتعلة ويجب علي الحكماء التدخل لنزع فتيل الأزمة. فمن غير اللائق أن يخرج معتصمو الاتحادية مقررين توجيه إنذار إلي الرئيس الشرعي المنتخب بتنظيمهم مليونية أطلقوا عليها مليونية الكارت الأحمر. فلو كان الرئيس مرسي مستبداً كما يشيعون عنه لتعامل مع المهددين لأمن مصر حول مقر إدارة شئونها بقصر الاتحادية بأساليب لا تتفق والمنهج الثوري. ويجب علي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. ورموز الكنيسة المصرية التدخل بما يملكون من مكانة في نفوس جميع الأطراف. والتأكيد علي أن المعركة الحقيقية ليست بمحاولات اقتحام الاتحادية وإنما بالتفاعل مع الاستفتاء الدستوري منتصف الشهر الجاري. أكد الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية أن الخروج من الأزمة يحتاج إثبات حسن النوايا. بإخلاء القوي الرافضة والمعارضة للدستور محيط قصر الاتحادية وقصر معركتها علي الاستفتاء الدستوري المقرر منتصف الشهر الجاري والاستجابة إلي نداء العقل والحكمة الذي وجهه المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية بالحوار. أضاف سعيد أن الدم المصري الذي يسيل بشوارع مصر ليس في مصلحة أحد وأن الخاسر في جميع الأحوال مستقبل مصر فتشويه رمز مصر داخليا وخارجياً سوف ينتقص من مكانة البلاد. دليل ذلك مؤشرات البورصة وأسواق المال. ورغم ذلك فإن الفرصة لاتزال قائمة أمام قوي الرفض الوطني التي لا يمكن لأحد التشكيك في محبتها لبلادها وإن اختلفت وجهة النظر في بعض المسائل. بالاستجابة لمبادرات جمع الشمل ممثلة في مبادرة اللجنة التأسيسية لمناقشة المواد الخلافية. وكذا مبادرة الأزهر. وأخيراً مبادرة نائب رئيس الجمهورية الذي يجب أن تعلم القوي المتظاهرة أنه رئيس منتخب بإرادة شعبية وكما اختاره الشعب فإنه قادر علي حمايته وحماية مؤسسات الدولة. بينما أوضح خالد الشريف المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بمصر أن الخروج من الأزمة يتحقق عندما تدرك القوي السياسية المتباينة أن دماء المصريين خط أحمر يجب ألا تتجاوزه القوي السياسية المختلفة. إضافة إلي جلوس المتنازعين علي مائدة الحوار. لإعلاء سبل النضال السلمي ونبذ العنف.