** الخميس: حادث قطار أسيوط لم يكن مفاجئاً. ولم يكن أيضاً مستغرباً حدوثه. فكل شيء في بلدنا يؤكد أن أي كارثة من الممكن أن تقع في أي وقت وبأي حجم ولأتفه الأسباب..! فالانهيار من الداخل أصبح منظومة. فلا رقابة. ولا عقاب. ولا التزام ولا ضمير..! فعندما تقول الإحصائيات أن أغلبية السائقين يقودون سياراتهم وهم تحت تأثير المخدرات ولا نتخذ في ذلك أي إجراء ولا نتوقف لإعادة تقييم رخص القيادة فإننا نستحق هذه الجرائم المرورية التي تقع في شوارعنا بشكل يفوق كل المعدلات العالمية. وعندما نعلم أن نسبة كبيرة من سيارات النقل العام متهالكة وتالفة وبأعطال في الفرامل ونصر علي أن تظل في الخدمة فإننا أيضاً نستحق ما يجري لنا.. وعندما نستسلم لسطوة وإرهاب سائقي الميكروباصات والنقل والتوك توك. وتتحول كل شوارع مصر إلي مواقف لهذه السيارات التي تعطل حركة المرور وتنشر البؤر الإجرامية في كل مكان. فإننا لا نتوقع بذلك إلا المزيد من الشغب والبلطجة والفوضي في كل الشوارع.. وعندما نتجاهل صغائر الأمور في كل مجال. ونتعامل مع عامل المزلقان باستهتار فإننا يجب ألا نستغرب وقوع حادث في حجم كارثة القطار.. فنحن لا نحترم أحداً ولا حتي أنفسنا..! *** ** الجمعة: ونتحدث بعد ذلك عن مليونية لإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل باعتبارها المسئولة عن تردي الأوضاع ولإخفاقها في معالجة مشاكلنا وقضايانا الحياتية. وإقالة حكومة الدكتور قنديل لا تحتاج إلي مليونية. بقدر ما تحتاج إلي شجاعة أدبية وقدرة علي الاعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية. وقد كنا أول من طالب برحيل حكومة الدكتور قنديل المرتبكة والمترددة والضعيفة. فهي حكومة غير قادرة علي اتخاذ قرارات حازمة. ولا تتمتع بثقل جماهيري مؤثر. وتتبع نفس أسلوب وسياسات حكومة عصام شرف في المهادنة ومحاولة تأجيل معالجة الأزمات. وهو أسلوب يؤدي إلي تفاقم كل المشاكل وتراكمها. وانفجارها في وقت واحد. وإذا كان الدكتور هشام قنديل قارئاً جيداً لاتجاهات الرأي العام ولمشاعر المواطنين فإن عليه ألا ينتظر المليونيات أو قرار الإقالة وإنما التعجيل بالرحيل. ففي ذلك السلامة للجميع والأمل في إمكانية الخروج من حالة التوهان السائدة حالياً. *** ** السبت: وبعيداً عن رئيس الجمهورية وعن الدكتور قنديل وعن كل المسئولين الذين لا نخشي ولا نتردد في انتقاد أعمالهم وتصريحاتهم. فنحن لا نخشي في الحق لومة لائم ولا نخضع ولا ننحني إلا للمولي عز وجل وحده فإننا ومع كل إيماننا بحرية التعبير إلا أننا نقف معارضين أيضاً لكل العبارات والألفاظ التي تصدر عن بعض معلقي ومقدمي الفضائيات والتي تتجاوز حدود النقد إلي التجريح والتي لا تنظر أو تتعامل مع المكانة والقيمة للمنصب الذي تتحدث عنه بما يجب أن يعامل به من وقار واحترام حتي يمكن أن يكون للمناصب قيمتها وهيبتها في الحفاظ علي مكانة واستقرار هذا الوطن. إن ما يحدث لا يتعلق بحرية التعبير بقدر ما يؤدي إلي إضعاف هيبة النظام وإسقاط الدولة كلها وهذا لن يقودنا إلي إصلاح أو تقدم أو تغيير. فلن ينجم عنه إلا هدم الوطن كله وتفكيكه والفوضي القادمة التي لن تبقي علي شيء..! *** ** الأحد: وفي سياق الحديث عن الفوضي فإن أحداث محمد محمود الأخيرة قد تمثل عودة إلي العنف ومزيداً من الدماء. ولكن لا ينبغي أن يكون التعامل مع الشباب الذي ذهب لميدان التحرير ووزارة الداخلية أمنياً فقط. فالقوي الوطنية والسياسية عليها أن تكون في الميدان للحوار مع هذا الشباب بدلاً من الاكتفاء بالظهور والتعليق في الفضائيات. ويخطئ من يعتقد أن هذا الشباب بلا قضية أو هدف. وإنما الحقيقة هي أننا قد عجزنا عن الوصول إليه والحوار معه والتفاعل مع يقول.. ويكفي أن نقرأ الكلمات التي كتبها الشاب محمد جابر صلاح علي الفيس بوك قبل إصابته في الأحداث لنعرف أن لهم قضية وفكراً وإحساساً وطنياً عالياً. فقد كتب يقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. لو مت. لو مارجعتش.. مليش غير طلب واحد.. هو أن الناس تكمل الثورة.. وتجيب حقنا".. فهو شاب مازال مؤمناً أن الثورة لم تستكمل مسيرتها ولم تحقق أهدافها بعد.. وليس في ذلك أي خطأ..! *** ** الاثنين: وعندما يتعلق الأمر بالنظام والاحترام والانضباط والوفاء فإننا يجب أن ننظر دائماً إلي المؤسسة العسكرية في بلادنا علي أنها تمثل النموذج في الإخلاص والعطاء ومنظومة في الالتزام بأداء الواجب. ومن مظاهر الاحترام والتقدير هذا المشهد الذي كان معبراً ومفعماً بكل هذه المعاني عندما وقف الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع ليؤدي التحية العسكرية للمشير محمد حسين طنطاوي خلال مشاركتهما في عزاء شقيقة الرئيس محمد مرسي. فالمشهد اجتذب كل الانتباه كما جاء في صحيفة "المصريون". وهو مشهد يعكس مدي التقدير الذي يتمتع به المشير طنطاوي داخل القوات المسلحة. فالرجل أدي ما عليه لمصر. وقادها في فترة بالغة الحساسية. وأنقذ ثورتها.. وأنقذ مصر كلها.. وسيذكره التاريخ علي أنه كان نقطة التحول نحو بناء الدولة المدنية الحديثة في مصر.. *** ** الثلاثاء: ومن أخطر ما قيل هذا الأسبوع هو الاتهام الذي وجهته إيران لقطر بأنها المسئولة عن قتل قادة حماس في غزة. فالاتهام الإيراني يستند علي أن قطر قامت بإهداء قادة حماس عدداً من ساعات اليد. وأن هذه الساعات المبرمجة استخدمت لتوجيه الصواريخ الإسرائيلية لاستهدافهم والقضاء عليهم..! والاتهام خطير ومقلق.. وهو علي أية حال رسالة للذين اعتادوا تلقي "الهدايا" بأن عليهم أن يعوا الدرس جيداً. فقد لا تكون هناك صواريخ في انتظارهم.. وإنما للتجسس عليهم ولأهداف أخري.. ولا توجد هدية بلا ثمن يدفع في المقابل..! *** ** الأربعاء: وما معني أن يقول محمد عصمت سيف الدولة مستشار رئيس الجمهورية للشئون العربية إن سيادة الدولة في سيناء منقوصة. وأن تنميتها في ظل اتفاقيتي السلام وكامب ديفيد مستحيلة..! فيما يقوله مستشار رئيس الجمهورية يحمل العديد من المعاني والتأويلات. ويجعلنا نتساءل عما يخطط لسيناء.. وما يمكن أن يحدث مستقبلاً..! إن عبارة "الوطن البديل" التي تستخدم الآن للحديث عن توطين أعداد كبيرة من الفلسطينيين في سيناء أصبحت تتردد كثيراً.. وما يتردد اليوم كتأويلات واجتهادات قد يتحول إلي واقع وحقيقة بينما نحن مستمرون فقط في حوار الطرشان..!