تحولت منطقة الألف مسكن بعين شمس إلي منطقة عشوائية محاطة بأبراج خرسانية مخالفة بعد أن كانت من أرقي المناطق بالقاهرة لتميزها بالهدوء وتنسيقها المعماري كما انتشرت بها مواقف الميكروباص العشوائية والمقاهي.. كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قد أنشأها خدمة للمهجرين ونفذت بالفعل عام 1964 بالإضافة إلي إنشاء 1000 فيلا. يقول جرجس المنياوي - عضو المجلس المحلي لمحافظة القاهرة السابق أن مافيا الهدم تنتهز فرصة غياب الأمن وانتشار البلطجية وتنفذ هدم الفيلل بسرعة وبناء إبراج سكنية بدلاً منها ونظراً لعدم تطبيق القانون بصورة فورية وافتقاد آلية تنفيذ قرارات الإزالة وضياع ملايين الجنيهات علي الدولة مقابل غرامات كان يجب أن تحصل عليها بعد هدم هذه الفيلل أو البناء غير المرخص والمشكلة أن شركة الإسكان والتعمير هي التي تقوم بتسهيل كل شيء لهم حيث ان هذه المنطقة مخصصة من قبل الرئيس جمال عبدالناصر مشروع إسكان 1000 فيلا منذ عام 1964 وكانت لا تتعدي دورين ورئيس الحي لم يستطع مقاومة الهدم أو البناء لأنه يتعامل بالورقة والقلم ولابد من جهة تنفيذية وهي القوة الأمنية التي تقوم بحمايتهم. يؤكد هشام محمد - مدرس - أن هناك مجموعة من المقاولين يتلاعبون بالقانون ويستغلون العقارات استغلالاً خاطئاً حيث يتم تحويل الفيلا إلي برج سكني مكون من 13 دور وعندها لا يتوافر مواقف للسيارات أو حدائق لأن من الأصل تقسيم الفيلا لعدد أفراد معينة ولو نفرض مثلاً 5 أفراد أو أكثر ويستخدمون ثلاث سيارات فماذا لو تحول هذا العدد إلي 100 أسرة وعدد السيارات 50 فكيف سنوفر لهم مكاناً للجراج فعندئذ ستتحول المنطقة لجراج سيارات وتشويه جمال المنطقة كما أن البنية التحتية لا تتحمل كل هذا الضغط مثل الصرف الصحي والكهرباء والمياه وتسبب أحمالاً واستهلاكاً زائداً. تشير إيمان عيسي - موظفة أن منطقة عين شمس خاصة منطقة الألف مسكن وشارع 23 يوليو بجسر السويس لاتقل خطورة وكارثة عن مدينة الإسكندرية حيث ان هناك تقاعساً من مسئولي حي عين شمس السابقين الذين أغمضوا أعينهم عن مخالفات البناء قبل الثورة كانو يلقون الكرة في ملعب الداخلية بزعم أنها لا تتعاون معهم في تنفيذ قرارات الإزالة وهذا مخالف حيث أن التقاعس من الحي.. وبعد الثورة فوجئنا بهدم الفيلل والتي تعد من المشاهد الحضارية بمنطقة الألف مسكن والتي صدر بشأنها قانون يمنع هدمها فقد تحولت إلي أبراج وتعاونت معهم الجهات الإدارية بالدولة في تسهيل واصلات المياه والكهرباء. يوضح عادل عبدالملاك أن عملية البناء المخالف تكون بمساعدة مقاولي الباطن بالاتفاق مع موظفي الحي والأجهزة الرقابية ومعدومي الضمير وفي واقعة غريبة استغل البلطجية عدم تواجد أصحاب الفيلل المسافرين ووضعوا أيديهم عليها وحولوها إلي أبراج سكنية تحت سمع وبصر جميع الجهات الرقابية مشيراً إلي أن المنطقة كانت تعد من أرقي المناطق والتي تحول أكثر من 80% منها إلي أبراج خرسانية والباقي في طريقه إلي تشويه معالم زمالك عين شمس كما كان يطلق عليها سابقاً. تكشف كوثر محمد ربة منزل قيام أحد الجزارين ويدعي ج. أ من بوضع يده علي قطعة أرض مساحتها 400 متر وقيامه ببناء سور عليها وبداخلها حجرات ويعلم الحي بذلك دون أن يحرك ساكناً خوفاً من بلطجية الجزار وأعوانه معللة أن جميع الأبراج معرضة للانهيار في أي وقت بسبب عدم مطابقة مواد البناء للمواصفات حيث يعتمد أغلبية المقاولين شراء أرخص أنواع الحديد المستورد من الخارج. بمواجهة اللواء عبدالرحمن طاحون رئيس حي عين شمس أكد أن منطقة الألف مسكن مثال صارخ للمخالفات والتعديات علي أجمل مناطق عين شمس حيث التصميم الهندسي والحدائق الجميلة والتي تحولت الآن إلي أبراج خرسانية تفتقر إلي السلامة وفي حدود الامكانات المسموح بها يزاول الحي أعمال الإزالة ومصادرة معدات البناء وتم حصر العديد من المخالفات التي وصلت إلي 95% بالألف مسكن والتي كانت تحت إشراف شركة الإسكان والتعمير حيث ينص العقد المبرم بين الشركة وحكومة عبدالناصر أن يكون التصميم الهندسي للفلل دور واحد فقط وفي حالة تعلية أي أدوار يتم فسخ العقود وعودة الفيلل إلي الشركة. أضاف أن المحافظة أعدت تشريعاً ينص علي مصادرة الابنية المخالفة بحكم قضائي ووقوعها تحت إشراف الدولة لكننا في انتظار التصديق علي التشريع من رئيس الجمهورية كما تم حصر 150 مخالفة مرافق وأخطرت وزارة الكهرباء لقطع التيار عن العقارات وبالنسبة للتعديات علي خطوط التنظيم تقع تحت طائلة الإزالة الفورية بعد التعاون مع وزارة الداخلية.