كانت القوات المسلحة عبر تاريخها العريق ومازالت عند حسن ظن هذا الشعب ومصدر فخره واعتزازه وهذا ليس وليد كلام أو شعارات ولكن واقع يدعمه ماض حافل بالمواقف الوطنية وحاضر يسجل لهذا الجيش بحروف من نور دوراً وطنياً فريداً حفظ للوطن تماسكه واستقراره ولمصر كيانها وعدم سقوطها في براثن الفوضي والمجهول. لذلك ومن هذا المنطلق ليس بغريب أو جديد علي القوات المسلحة انها دائما تقدم للوطن رجالاً علي قدر المواقف وأمانة المسئولية سواء في الماضي أو الحاضر والمستقبل فلم يكن أداء الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي العالي والرفيع في قيادة القوات المسلحة مفاجأة لي أو للكثيرين الذين يعرفون هذا الرجل جيدا أو المدركين لتاريخ هذا الجيش العظيم. الرجل منذ توليه أمانة المسئولية كشف الفريق أول السيسي عن معدن نفيس للعسكرية المصرية من خلال قدرة هائلة علي التحدي وفكر ورؤية ثابتة وخلق رفيع وخبرات متراكمة وحس عسكري وأمني يدرك أبعاد وحجم التهديدات والتحديات التي تواجه مصر وأمنها القومي وكيفية التعامل معها من خلال واقع علي الأرض وليس كلاماً وجدلاً بداية الرجل وفي جميع أحاديثه مع رجاله يقدر ويحترم جميع القادة السابقين ويثمن عطاءهم وجهودهم في خدمة القوات المسلحة وعلي رأسهم المشير طنطاوي ومن هذا المنطلق ندرك أنه رجل يحترم نفسه بل ويؤكد أنه ينطلق من حيث انتهي هؤلاء القادة العظام وهي رسالة رائعة لضابط في بداية المشوار وحفاظا علي عقيدة أصيلة في القوات المسلحة. الرجل فضل العمل والأداء والتنفيذ في صمت علي أرض الواقع وابتعد بالقوات المسلحة عن مهاترات السياسة وألاعيب رجالها وتفرغ مع رجاله لمهمة نبيلة ومقدسة وهي رفع كفاءة واستعداد القوات المسلحة وأزالت بعض الشوائب التي علقت بالمعدن النفيس بسبب الدور الوطني العظيم لجيش الشعب. في ثورة يناير. المناورة واسعة النطاق التي نفذتها القوات المسلحة علي مدار ال 43 يوما والتي تضمنت تدريبات وبيانات عملية بالذخيرة الحية لمختلف الوحدات والتشكيلات والأفرع الرئيسية علي مختلف المحاور والاتجاهات وشملت جميع أنواع المهام القتالية في مختلف الظروف والاحتمالات والأجواء ليلا ونهارا اضافة إلي تنفيذ المناورات المشتركة مع دول صديقة وشقيقة الأمر الذي يبعث برسائل الاطمئنان للداخل والخارج.. فعلي الشعب أن يثق ويطمئن أن له قوات مسلحة قوية وقادرة علي حماية أمنه وسيادته علي أرضه حتي وان ارتفعت وتيرة التحديات والتهديدات خاصة في سيناء ولا تخلو رسالة الخارج من مضمون قوي مفاده اننا جاهزون لكل متآمر ومتربص وطامع وسيكون الردع والدمار والهلاك هو مصير من يفكر في المساس بأمن وأرض مصر التي دفع فيها أبناء هذا الشعب الدم والمال ولا يمكن بأي حال من الأحوال التهاون أو التفريط في حبة رمل مصرية طالما أن هناك جيشاً عظيماً وشعباً قوياً ومتماسكاً. الفريق أول السيسي أصاب عندما قرر خوض معركة الكفاءة والاستعداد القتالي ونأي برجاله عن الصغائر مترفعين عن ممارسات قلة شاردة تعرضت لما يشبه "غسيل المخ" وتناست أن الجيوش لا تهان ولكن هي محل فخر واعتزاز واحترامها وتقديرها جزء لا يتجزأ من الوطنية.. فصور الجيوش في العالم تزين الشوارع والميادين ولا يمكن أن ننكر علي المصريين حبهم وتقديرهم الفريد وتلاحمهم مع القوات المسلحة. القوات المسلحة لديها من القدرات الكثير سواء في مجال التسليح أو التدريب ولكن يبقي الانسان أو المقاتل المصري المحترف هو عنصر الروح والأكثر فاعلية من قدرات أي سلاح.. وهذا ليس بجديد وهو ركيزة أساسية في مفهوم ومضمون عقيدة الجيش المصري الذي خاض معركة أكتوبر وانتصر فيها بعزيمة وقدرات وإيمان مقاتلين فلم يكن الطرف الأفضل تسليحاً ولكنه كان الأعلي تدريبا واستعدادا للتضحية والنداء فكان النصر الذي أذهل العالم من هنا يدرك الفريق أول السيسي أهمية هذا العنصر والرهان عليه وسيكون رهانه رابحا بالفعل لتستمر قواتنا في امتلاك قوة خارقة ورادعة هي قوة الانسان المقاتل.