اتفقت موضوعات خطبة الجمعة والعيد أمس بين معظم الأئمة بمساجد مصر حيث ركزت الخطبتين علي أهمية النصيحة كقيمة ضرورية في بناء الأمم واستعادة أمجادها. وعلي أهمية اليقين بالنصر للذين يجتهدون قدر وسعهم لأن هذا هو سنة الله في أرضه كما تجاهل المواطنون دعوات البعض بأن صلاة العيد تغني عن صلاة الجمعة إذا جاءت في يوم واحد وهي دعوة أنكرها العلماء وفندوها بأن السنة لا تبطل الفرض ولا تغني عنه. أكد الشيخ زكريا مرزوق في خطبة للعيد بالجامع الأزهر أنه آن الأوان ليضحي المصريون من أجل بناء وطنهم كما ضحي سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل من أجل ما يؤمنون به. مشيراً إلي أن التضحية تبدأ من مجرد إيثار فرداً آخر علي نفسه حتي بالقليل مما يتصور أنه لا يساوي شيئاً وتمتد إلي التضحية بالنفس كما دعا إلي صلة الأرحام والتضحية بالوقت من أجلهم والتضحية بالمال من أجل الفقراء المستحقين لذلك. أما الشيخ محمد عبدالطاهر فقد دعا المسلمين إلي أن يتمثلوا معاني العيد في التضحية والتآلف لأن في ذلك وسيلة لتلاشي المشكلات المجتمعية وكذلك ذكر الله كما أمرنا ربنا بقوله تعالي "واذكروا الله في أيام معدودات" وفي مسجد الإمام الحسين أكد الدكتور محمد حرز الله أن من التضحية نصرة الحق والحرص علي الطاعات لأن الإنسان قد يضحي.. بملذاته وإغاثة المظلوم والملهوف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن في ذلك تضحية بالوقت والمال والعلم. أما الشيخ عبدالرءوف عمر فقد استعرض في خطبته بمسجد السيدة نفيسة قصة التضحية الأكبر والتي كان بطلاها سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل كما تناول الاعجاز العلمي في عملية ذبح الأضحية حيث أمرنا الإسلام أن نقطع الوريد والشريان من الذبيحة ولا نفصل الرأس لأن الوريد يحمل دما فاسداً والشريان يحمل دماً نقياً وبقطعهما يتخلص الجسم من الدم أما بقاء الرأس دون قطع حتي يظل المخ يرسل إشاراته لأجهزة الجسم بضخ الدم في عملية الدورة الدموية فيندفع الدم خارج الجسم. أما الشيخ جهاد عبداللطيف فقد تناول في مسجد الخازندار بشبرا أهمية صلة الأرحام والتعاون والتواصل في بناء المجتمعات والتخلص من أمراضها الاجتماعية. كما شرح للمصلين كيفية توزيع الأضحية. وفي مسجد الهدي النبوي بعين شمس دعا الشيخ أحمد رشوان المسلمين إلي أهمية الالتزام بما أوصي به الله سيدنا محمد كما جاء في السنة حتي يربي الإنسان نفسه وأبناءه علي المثل العليا وهي: الإخلاص في السر والعلن والعدل في الرضا والغضب والقصد في الغني والفقر والعفو عمن ظلم وإعطاء من حرم ووصل من قطع. وأن يكون الصمت فكراً والنطق ذكراً والنظر عبرة. وفي الجمعية الشرعية برمسيس تناول الدكتور محمد عبد رب النبي أهمية اليقين كدرس من دروس قصة الفداء العظيم وهو درس يعلمنا أن مشروع الأمة الإسلامية لابد أن يحقق أهدافه إذا ما التزمت الأمة بمنهج الله وصبرت في محاولة تحقيقه وضحت بالجهد والمال والوقت والسعي الدءوب لتحقيق هدفها. اليقين وقال إن اليقين تمثل في قول السيدة هاجر "إذن لن يضيعنا" وهي لا تري أي أثر لحياة في صحراء لا ماء فيها ولا زرع ولا أنيس أو ونيس. واليقين عند سيدنا إسماعيل في قوله "افعل ما تؤمر" واليقين عند سيدنا إبراهيم في حرصه علي تنفيذ أمر الله. أما الشيخ محمد البهي فقد أكد في مسجد ضياء الإسلام بباكوس أن العيد والحج والتلبية تأمرنا وتعلمنا الوحدة والتعاضد والتكاتف وأن لم يتعلم المسلم هذه المعاني خرج من هذه الشعائر كأن لم يكن قد فعل شيئاً.