ہہ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتخيل عاقل الوضع الذي نحن عليه الآن في مصر.. اننا علي أبواب العيد.. وان غدا هو يوم وقفة عرفات.. يوم الحج الأكبر.. أفضل يوم طلعت عليه الشمس.. يوم تتوجه فيه الخلائق إلي الله شعثا غبرا غرلا محجلين.. يطلبون عفوه وغفرانه.. في مصر الآن.. شيء غريب يحدث.. وغير مفهوم تصعيد عجيب ومريب في الأحداث بعضها مفهوم ومقبول ومعظمها يصيبك بالحيرة ولا تعرف له أولا من آخر.. حالة تسخين وتصعيد مستمرة.. رغبة عارمة في أن تظل الأمور ملتهبة علي كافة الأصعدة ليس فقط بين التيارات والقوي السياسية الكبيرة والصغيرة.. لكن أيضا محاولات للتفجير من الداخل.. والطريف انك لا تعرف لصالح من يتم ذلك وإذا حاولت أن تفهم ستتعرض لواحدة من اثنتين: اما أن تتهم بالعمالة وإثارة الفتنة.. وإما أن تصاب بالدوار وتفقد أعصابك وتقرر الهروب من ذلك البلد بعد أن تردد قولة سعد باشا المشهورة مافيش فايدة.. ما يصيبك بالغيظ ان معظم ان لم يكن كل القضايا الجدلية والخلافية قديمة واثيرت وقتلت بحثا.. ويتم تجديدها بنفس المنطق والطريقة.. بلا جديد.. قضايا الجمعية التأسيسية والدستور.. وهي أشبه بحال البورصة المصرية مع كل تصريح لأي فصيل سياسي ترتفع أسهم التأسيسية أو تنهار.. يزداد الاستقرار بداخلها مع فترة الصمت واختفاء المناوشات السياسية بين القوي والإخوان أو السلفيين.. حاجة غريبة.. حالة حمي وارتكارية تأسيسية غريبة.. تتصاعد مع قرب عقد أي جلسة لنظر الحكم في مدي شرعيتها.. وهذه واحدة من الشئون المصرية في باب المضحكات المبكيات.. وكأن هناك رغبةفي عدم الحسم.. في أن تظل التأسيسية كالمعلقة.. رغم ان اللجنة أوشكت بالفعل علي الانتهاء من مهمتها والمواد الآن في مرحلة الصياغة النهائية.. ومع ذلك لا تزال المناوشات.. التشكيل باطل عملها غير شرعي وهكذا.. أيضا صراع التحالفات والتكتلات اسلامية اسلامية.. وليبرالية اسلامية أو ليبرالية ليبرالية.. وانشقاقات وانقسامات واتهامات بالتخوين والاستحواذ والسيطرة.. وهلم جرا.. تحالفات وانقسامات وانشقاقات.. وفي الوقت نفسه الاعلان عن انشاء أحزاب جديدة.. و"كأن المشرحة ناقصة قتلي كما يقولون".. تصعيد مسموم ومحموم علي الساحة الاعلامية بكل أشكالها وألوانها.. مسموعة ومرئية.. فضائيات للفتنة وصحف للإثارة ومؤسسات تهدم وأخري يتم اللعب والتلاعب بها.. وأخري تدلل بلا رحمة ولا رؤية ولا روية.. لا تعرف ماذا ولا هم أيضا ماذا يفعلون ولا ماذا يريدون علي الأقل في المنظور القريب.. تصعيد حتي علي الساحة المسيحية وانتخابات البطريرك ..118 محاولات لشق الصف المسيحي وإثارة فتنة داخلية.. أيضا حتي لا تهدأ هذه الساحة.. تصعيد علي جبهة الأزهر وشيخه العالم الجليل د. أحمد الطيب محاولات للإثارة والتشويش والبحث عن دور والمساس بدور الأزهر ومكانته.. والأغرب محاولات لافتعال وخلق صدام بين مؤسسة الأزهر والرئاسة ليس الآن فقط ولكن في المستقبل.. والعبث بحكاية تنظيم العلاقة بين الرئيس والامام سواء في القانون أو في الدستور.. من خلال العزف علي أوتار من يعين ومن يقيل ومن يعتد التوقيع علي الاختيار.. مسائل وقضايا لا يمكن أن تشعر معها وفيها إلا بالريبة والتربص والكيد العلني والصريح والتأكد من ان الأكمة وراءها ما وراءها.. للأسف الشديد فإن خطورة مثل هذه الأجواء.. انها تهييء الرأي العام لاستقبال أي وشايات أو أي كلام فارغ وغير معقول يلقي إلي الساحة بأي قصد من هنا وهناك.. وان القوي الوطنية الحقيقية تجد صعوبة في تصحيح المفاهيم أو تعديل وتقويم الاتجاهات تجاه القضايا الحقيقية علي الساحة خاصة في تلك الأجواء الرديئة والملتبسة.. وهو ما يساعد علي انتشار حالات الفوضي ويعزز السخط العام ويعمق الشعور بالإحباط علي كل المستويات.. ہہ إذا كان ضيوف الرحمن يتوجهون غدا إلي جبل عرفات في يوم عرفة.. ليس لهم من هم إلا طلب المغفرة والرحمة ورضوان الله وأن يعودوا مغفوري الذنب ليبدأوا حياة جديدة تبدأ وكأنها من يوم ان ولدتهم أمهاتهم.. فما أحوجنا جميعا في بر مصر إلي القيام بمثل ما يقوم به الحجيج أن نحج إلي الله بقلوبنا وجوارحنا لنتخلص من تلك الآثام وذلك الران الذي خيم علي قلوبنا وعقولنا.. ونتخلص من كل الموبقات التي خلفتها فوضي ما بعد الثورة.. ولنتذكر اننا إذا كنا نجحنا في التخلص من قوي الشر ونعمل الآن علي استئصال قوي الفساد الظاهرة والباطنة.. فلابد أن نعمل جاهدين ويدا واحدة لنتخلص ونجتث كل ما يثير الفتنة ويعوق المسيرة ويعكر صفو الحياة ويريد أن تظل الساحة مشتعلة بلا توقف. ہہہ اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوء.. اللهم نعوذ بك من شر ما صنعنا.. ونبوء لك بنعمتك علينا.. ونبوء بذنوبنا.. فاغفر لنا.. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. يا حنان.. يا منان.. يا قديم الإحسان.. يا ذا الجلال والإكرام. اللهم انك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فاعطني سؤالي وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي. اللهم اني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتي أعلم انه لن يصيبني إلا ما كتبته علي والرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال والإكرام.