عندما يعود رئيس جمهورية في قرار ما اتخذه.. فإن التفسير الوحيد لهذه العودة هي وجود ضغط أو سبب قهري دعاه للعودة عن قراره وترك الأمر لتقدير آخر وحسابات تالية فيما بعد.. لكن في حالة الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية فالأمر مختلف.. لأن الرجل محاط بجماعة لها شأنها رغم عدم رسميتها وحزب كان في الأصل رئيسه قبل أن يتولي مقاليد الحكم في البلاد ومجموعة من المستشارين والمساعدين انتقاهم هو بنفسه ويستمع لتوجيهاتهم جيداً.. فهل بعد كل هؤلاء من المفروض أن يتخذ الرئيس قراراً ويلغيه بعد ذلك بوقت قصير؟!.. المسألة فيها الكثير من الغموض والريبة وقد سمعت مواطناً يقول تعليقاً علي هذا الأمر : لو كان الدكتور مرسي أصر علي قراره ولم يتراجع عنه مهما كانت الأسباب فإن هذا أفضل مما جري.. علي الأقل المواطن العادي سيتأكد أن رئيسه قوي ولا يتأثر بالانفعالات الخارجية مهما كانت! نأتي إلي موضوع وعود الرئيس في المائة يوم الأولي لولايته.. والتي ذكر هو نفسه أنها تحققت بنسب متفاوتة وأعود وأذكره كمواطن عادي أن النسب التي ذكرها مشكوك في مصداقيتها.. خاصة فيما يتعلق بالأمن والنظافة ورغيف العيش.. أما المرور فهو الشيء الوحيد الذي تحسن بشكل ملحوظ في أماكن بالقاهرة الكبري بينما هناك أماكن أخري تشهد اختناقات مرورية أبشع مما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير مثل منطقة وسط البلد بالقاهرة والكباري والمحاور والطريق الدائري وخلافه.. المهم أن ما وعد به د.مرسي لم يتحقق منه إلا القليل.. فأزمة البنزين والسولار عادت بشكل أشرس مما كان عليه قبل تولي سيادته رئاسة الجمهورية.. والغريب حقاً أنه يري غير ما يراه الشعب بأكمله أو معظمه في موضوعي الأمن الغائب حتي الآن.. والنظافة التي تغطي معظم الشوارع بشكل يدعو للحسرة والريبة معاً.. فهل هناك يد خفية تريد إسقاط الرجل لحساب مبارك أو غيره ممن يطمعون في الانقضاض علي كرسي الرئاسة وطرد الإخوان من سدة الحكم! إنه إنذار لرئيس جمهوريتنا فإما يراجع أوراقه جيداً وينقي مستشاريه قبل أن يتخذ أي قرار مفاجئ.. أو يتحمل العواقب ونتحملها معه.. والبلد مش ناقصة كما يقول العامة!!