الجامعات من أكبر المؤسسات التي استفادت من ثورة 25 يناير خاصة فيما يتعلق بالحريات الطلابية والأكاديمية.. إلا ان بعض القطاعات بها مازالت في حاجة إلي ثورة لإصلاحها ومنها قطاع المدن الجامعية الذي لا يزال يعمل بنفس نمط ما قبل الثورة خاصة في اهمال حقوق الطلاب في الاقامة والرعاية الصحية والأمن. المثال الصارخ علي ذلك ما حدث في جامعة القاهرة هذا العام من تأخر تسكين طلاب المدن الجامعية حتي الآن رغم بداية العام الدراسي منذ شهر ونصف الشهر تقريبا ولسوء الرعاية الصحية والغياب الواضح للأمن الداخلي بها!! قال الطالب أحمد سالم رابعة حقوق ان حالة المدينة في غاية السوء مما يؤثر علي الخدمة العامة المقدمة للطلاب من رعاية صحية وطعام وشراب.. بالإضافة للمشكلة الحالية التي تطل برأسها علي السطح وهي تأخر تسكين الطلاب بعد بداية العام الدراسي مشيرا إلي ان هناك 4 مبان مازالت تحت التشطيب وهي مباني 2 و3 و5 و13 إلي جانب سوء حالة بعض المباني التي تم تسكينها مثل مبني 14 فحالة دورات المياه به سيئة جدا. تساءل الطالب أيمن علي رابعة تجارة لماذا بدأت الصيانة متأخرة رغم ان الإجازة الصيفية مدتها أكثر من ثلاثة أشهر كانت تستطيع إدارة المدينة الاعلان عن المناقصات واصلاح المباني التي تحتاج للصيانة ولكن حالة اللامبالاة مازالت هي سيدة الموقف وتسيطر علي القائمين علي المدينة. أكد الطالب عمر محمد أولي تجارة ان معظم المباني التي تم إجراء الصيانة بها وتسكينها ظهر الرشح واضحا عليها وتساقط الدهان في أول اسبوع من الدراسة. أشار الطالب محسن أحمد ثانية آداب إلي ان الرعاية الصحية بالمدينة متدهورة جدا وظهرت ذلك خلال سقوط طالب الهندسة من الدور الرابع حيث ظل 3 ساعات ينزف ولم يجد أي معاونة طبية في المدينة وسيارة الاسعاف متهالكة عبارة عن قطعة صفيح وتم نقله في سيارة ميكروباص وأدي هذا الاهمال لوفاته حيث كان يمكن انقاذه لو أسرعنا بنقله إلي المستشفي وهذه الحادثة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان الاهمال والفساد القابع في المدينة هو القاتل. أماكن الطالبات في نفس السياق مازالت الطالبات يتظاهرن منذ بداية العام الدراسي حتي يتمكن من السكن ولكن نفس المشكلة موجودة هناك مباني تحت التشطيب وطالبات لا يجدن مكان للإقامة مما أدي لتظاهرن أمام المبني الإداري للجامعة تارة وأمام المدينة الجامعية تارة أخري. قالت الطالبة ليلي محمد ان هناك طالبات لم يتم تسكينهن حتي الآن رغم أحقيتهن والسبب يرجع لعدم الانتهاء من تشطيب بعض المباني حتي الآن وللأسف الطالبات يتعرضن للبهدلة والبعض الآخر رجعن إلي بيوتهن حتي يتم الانتهاء من تسليم المباني وللأسف الدراسة مستمرة منذ شهر ونصف الشهر وامتحانات "الميد تيرم" ستبدأ ببعض الكليات خلال أيام فمن يتحمل هذا التأخير لابد من إجراء تحقيق عن المتسبب عن هذا الاهمال. أكدت الطالبات بسكن الرعاية ببولاق الدكرور ان الأمن غائب نهائيا عن المدينة وان قرب بعض المباني بالجهة الشرقية من سور كوبري ثروت يؤدي لقيام بعض البلطجية بالوقوف عليه محاولة سباب الطالبات بأفظع الألفاظ وعندما توجهنا إلي مديرة المدينة وفاء اسماعيل وطالبنا بتوفير الأمن لحمايتنا خاصة ان أحدهم حاول القفز داخل المدينة لم تعطينا إجابة شافية. أضافت الطالبات ان الرعاية الصحية صفر فلا توجد عربة اسعاف واحدة وقد تعرضت 3 طالبات لإغماءات ليلا ولم نجد أي معاونة سوي ممرضة ونطالب بمبيت طبيبة لمواجهة أي طارئ..أجمع الطلاب علي ضرورة فتح تحقيق مع الإدارة الهندسية بسبب المناقصات التي تمت للصيانة أولا لمعرفة سوء ا لصيانة ببعض المباني ثانيا للوقوف علي أسباب التأخير.. كما يجب أن يكون هناك اشراف حقيقي من الجهاز المركزي للمحاسبات علي إدارة المدينة مع وضع ضوابط مشددة للتحكم في العروض التي سيتم علي أساسها ارساء المناقصات في الأمن والصيانة والطعام والأجهزة.. وغيرها. أوضح د. عز الدين أبوستيت نائب رئيس الجامعة للتعليم والطلاب والمشرف علي المدن الجامعية ان الجامعة وضعت خطة كاملة لصيانة مباني المدينة الجامعية تكون مؤهلة لسكن الطلبة والطالبات مشيرا إلي ان الصيانة تكلفت هذا العام 12 مليون جنيه وان التأخير جاء لأن أعمال الصيانة تبدأ عقب انتهاء امتحانات الطلاب.. حيث لا يمكن أن تتم قبل الانتهاء من الامتحانات ومن ثم يتم تسليم المباني المراد صيانتها بعد إخراج الطلاب في منتصف يوليو. قال أبوستيت ان هناك قواعد للتسكين لا يتم فيها مجاملة أحد علي حساب الآخرين ويتم تطبيق الشروط بصرامة مشيرا إلي انه يراعي في المقام الأول المجموع ثم بعد ذلك التوزيع الجغرافي. أشار إلي ان جميع أعمال الصيانة تتم وفقا للقواعد القانونية ومن يثبت فساده يعاقب بالقانون. من ناحية أخري أكد د. حسام كامل رئيس جامعة القاهرة حرص إدارة الجامعة علي تحسين الأوضاع في المدن الجامعية وتطوير كافة مقومات الإقامة والإعاشة في المدن الجامعية للطلبة والطالبات التي تضمن توفير حياة طلابية فاعلة بالمدن الجامعية تشمل رعاية صحية ونظافة دورية لمباني ومنشآت المدن الجامعية وصالات الطعام والمطابخ إلي جانب تطوير مقار الأنشطة الطلابية والانترنت والخدمات..أضاف رئيس الجامعة للطالبات انه سيتم توفير عيادات طبية بالمدن الجامعية مع وجود أطباء لمعالجة الحالات العادية بالعيادة وفي الحالات الطبية التي تستدعي العلاج خارج العيادة يقوم الطبيب بالاتصال بالاسعاف لنقل الحالة لإحدي المستشفيات التابعة للجامعة لتلقي العلاج المناسب مع توفير الأدوية بالعيادات. وطلب من المشرفات والعاملات في مدينة الطالبات ضرورة متابعة شكوي الطالبات وتوفير الرعاية الاجتماعية لهن ومتابعة النظافة الدورية وتوفير الماه الساخنة وغيرها من الخدمات.