"قطيعة.. محدش بياكلها بالساهل" هكذا كانت أشهر جملة قالتها الفنانة التي ألقت الرعب في قلوب الصغار والكبار نجمة إبراهيم. نجمة إبراهيم هي فنانة مصرية ولدت لأسرة يهودية بالقاهرة في 25 فبراير 1914، اشتهرت ببراعتها في أداء أدوار الشر في السينما المصرية. درست نجمة إبراهيم في مدرسة الليسيه في القاهرة إلا أنها لم تكمل دراستها مفضلة المجال الفني. عرف عنها تأييدها لثورة يوليو 1952. أشهر أدوارها مثلت نجمة إبراهيم في ما لايقل عن 40 فيلمَا، ومن أهم أدوارها دورها في فيلم أنا الماضي بالاشتراك مع زكي رستم وفاتن حمامة، ولعبت فيه دور شقيقة حامد "زكي رستم" الذي يسعى للانتقام من زوجين ظلماه وتسببا في دخوله السجن وعند خروجه يكتشف وفاتهما فيقرر الانتقام منهما عبر ابنتهما وتساعده في الأمر أخته "نجمة إبراهيم". ولعل من أشهر أدوراها دور "ريا" في فيلم "ريا وسكينة"، الذي يروي قصة سفاحتي الإسكندرية ريا وسكينة. وقد نال الفيلم شهرة عريضة للدرجة التي بات الناس ينادون نجمة إبراهيم باسم دورها في الفيلم "ريا". وحصرها المخرجون بعد ذلك في نمط واحد من الأدوار، وهو دور المرأة قاسية القلب أو الزوجة المسيطرة، ومن الأفلام التي نذكرها لها "جعلوني مجرمًا"، والذي جسدت فيه شخصية "دواهي" التي تتزعم عصابة من الأطفال للسرقة والنهب، وفيلم "الحرمان" مع عماد حمدي وفيروز، والتي قامت فيه بدور بهية السيدة القاسية التي عذبت فيروز، ومن المشاهد التي لا تنسى في هذا الفيلم، والتي جعلت الجمهور يكره نجمة إبراهيم بشكل كبير، عندما قامت بقص شعر فيروز بقسوة بحجة أن ذلك من مصلحتها، وفي فيلم"الجريمة والعقاب" أدت شخصية "أم هلال" المرابية راهنة الذهب، وفيلم "رنة خلخال" جسدت دور الداية الشريرة التي تبتز زبائنها، أما في فيلم"الليالي الدافئة"ف لعبت دور الأم قاسية القلب التي تتمسك بالتقاليد. قصتها مع الغناء كان صوت نجمة إبراهيم أحد أهم العوامل التي ساعدتها على دخول عالم الفن، حيث كانت تتمتع بصوت عذب، وكان جميع من حولها يشيرون إلى صوتها الجميل ويمدحون أداءها، وقد تصورت في البداية أنها يمكن أن تنافس أم كلثوم ومنيرة المهدية. المسرح كان أول ظهورها على المسرح مع فرقة الريحاني، حيث انضمت للفرقة أثناء رحلتها إلى الإسكندرية، وكانت تغني وترقص وتلقي المونولوجات، كما التحقت بفرقة فاطمة رشدي أثناء رحلتها للعراق، واشتركت في الغناء في مسرحيتي "شهرزاد"، "العشرة الطيبة" للموسيقار الراحل سيد درويش، وعملت مع بديعة مصابني ومثلت مع بشارة واكيم في العديد من المسرحيات. ورغم نجاحها في المسرح، إلا أنها تركته لفترة عندما حدث ركود في المجال الفني بعد الأزمة الاقتصادية عام 1933، والتحقت بوظيفة كتابية في مجلة "اللطائف المصورة"، ولكنها لم تستطع الابتعاد عن الفن، فعندما كونت الدولة الفرقة القومية برئاسة الشاعر خليل مطران عام 1935 انضمت لها، وقامت بتمثيل عدة أدوار رئيسية في مسرحيات الفرقة، ومن أبرز المسرحيات التي شاركت فيها في تلك الفترة "الملك لير"، "الأستاذ كلينوف"، "الجريمة والعقاب"، "الأب ليونارد"، "كلنا كده"، "الست هدى"، "المليونير"، و"اللعب بالنار". حاولت نجمة إبراهيم استغلال نجاح شخصية ريا، فكونت فرقة مسرحية باسمها، وقدمت مسرحية "سر السفاحة ريا" من تأليف وإخراج زوجها الفنان عباس يونس، كما قدمت شخصية ريا مرة أخرى في السينما في فيلم "إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة". على الرغم من نجاح مسرحية سر السفاحة ريا، إلا أن فرقتها المسرحية لم تستمر كثيرا، ولكنها استمرت في التمثيل سواء على المسرح أو السينما، كما قدمت مسلسلات إذاعية، وشاركت في بعض المسلسلات التلفزيونية منها "الضحية والرحيل". قصتها مع جمال عبد الناصر في منتصف الستينيات بدأ بصرها يضعف، ولكنها كانت تتحامل على نفسها لأنها حينها كانت تمثل على المسرح، وكان زوجها المخرج والمؤلف عباس يونس يساعدها في البروفات، وعندما تعود إلى منزلها تستمع له وهو يقرأ لها الدور حتى تؤديه على المسرح في اليوم التالي، ولكن بعد فترة ازدادت حالتها سوءًا، فأمر الرئيس جمال عبدالناصر بعلاجها على نفقة الدولة، وتقرر سفرها إلى إسبانيا عام 1965 ليعالجها كبار جراحي العيون في العالم، وبالفعل أجرت الجراحة وعادت في منتهى السعادة، وقالت في حوار صحفي بعد عودتها "كنت أخشى أن يضيع النور من عيني في الوقت الذي يشع فيه النور أمام مستقبل مسرح بلادي، فأنا أحس أن الدور أمامي طويل في هذه النهضة المسرحية، وأشعر الآن بمدى العرفان لرئيسنا العظيم الذي شمل الفنان برعايته". لم تكتمل سعادة نجمة إبراهيم، حيث أصيبت بعد ذلك بأمراض عدة، وكان أصعبها إصابتها بالشلل، مما أجبرها على اعتزال المسرح والتمثيل بشكل عام، وظلت 13 سنة تعاني من أمراضها حتى توفيت في عام 1979.