هي: منذ فترة، وأنا ألاحظ وجود شيء ما تريد أن تقوله لي، لكنك دائما مرتبك وتتراجع عن الحديث في اللحظة الأخيرة هو بعد أن مسح عرقه الغزير: آه... نعم ... الأمر وما فيه... هي: ماذا هناك؟ كلي آذان صاغية هو يقدم قدما ويؤخر أخرى: كنت أتساءل إذا كنت توافقين على الزواج مني هي بدهشة كبيرة: لكنك مرتبط ببالفعل بخطبة لفتاة أخرى!!! هو بلهجة دفاعية: صحيح، وهي فتاة فاضلة لا يعيبها أي شيء... لكني اكتشفت أنها ليست من أحب!! هي: اكتشاف متأخر للغاية، فقد كنت أنا أمام عينيك منذ البداية هو: كنت أعمى هي بحذر: والآن؟!! هو بلهفة: لو وافقت على الزواج مني، سأحل نفسي من خطبتي لها!! هي بغضب: وما الذنب الذي جنته هي لتنال هذا الجزاء؟!! والأهم من ذلك، إذا كنت مقتنعا بالفعل أنها ليست المرأة التي تريد الزواج منها، فلماذا لم تنه كل شيء معها أولا قبل أن تبادر بالحديث إليّ؟! هو متلعثما: لم أكن واثقا من رد فعلك! هي بعصبية ساخرة: هذا يعني أني إذا رفضت الارتباط بك، ستكمل مشروع زواجك بها كأن شيئا لم يكن أليس كذلك؟! ادعو الله ألا تعرف تلك المسكينة شيئا عن هذا الحوار، وعن نفسي سأعتبر أنه لم يحدث من الأساس!! هو غاضبا ومنصرفا: لقد كنت مخطئا أني صارحتك بمشاعري!! ************************************** هو: أرغب في الارتباط بك هي: لا سابق معرفة بيننا يساعدني على الرد... عرّفني بنفسك أكثر، واعرفني أكثر، وبعدها فلنرى! هو: لا وقت لديّ لكل ذلك، فأنا أعمل خارج الوطن بإحدى الدول، ولا أملك سوى إجازة لمدة أسبوعين، وحيث أني قد قررت الزواج، فلابد لي من إنهاء كل شيء في هذه الفترة... أنت تروقين لي، وأنا أمتلك كل الإمكانات المادية للزواج، ولن تحتاجي لأي شيء، وبعد الزواج، سيكون لدينا الكثير من الوقت للتعارف! هي: أها... إذن، لا داعي لإضاعة وقتك معي، فكل ثانية لديك لها ثمنها، وأنا على ثقة أن كلا منا لا يصلح للآخر. هو: سأقدم المهر الذي ستطلبين، والشبكة التي تشرفك أمام أسرتك، وسنسكن في أفضل مكان بالدولة التي أعيش بها.... و... هي: مات الكلام، وأتمنى لك التوفيق ****************************** هي: نحن كبار وناضجين، لن أخفي عليك أن هناك مشكلة هو: ماذا هناك؟ هي بحذر: أهلي يعترضون على زواجنا لأسباب لا أراها أنا منطقية، وقد يحتاج الأمر مني لقليل من الوقت قبل أن أنجح في إقناعهم، لكني واثقة من قدرتي على فعل ذلك... سنحتاج فقط للانتظار قليلا حتى يمكننا الارتباط رسميا. هو بتوتر: ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم رفضي فيها لظروف خارجة عن إرادتي هي بلهجة مطمئنة وواثقة: من قال أنك مرفوض؟... أنا مقتنعة بك، ولست بقاصر، فأنا كبيرة بما يكفي لاتخاذ قراراتي بنفسي، وأهلي ليسوا سيئين... هم فقط من النوع التقليدي للبشر الذي يرسم خطوطا محددة لشريك حياة ابنتهم، ولا يتخيلون أن تختلف صفاته عن الشائع. هو بعصبية: لكن هذا ظالم هي: أوافقك تماما، ولذا فأنا متمسكة بك، وكل ما أريده منك هو أن تدعمني وتقف معي حتى نتجاوز هذه العقبة البسيطة معا، وأنجح في إقناعهم هو: لست على استعداد لخوض معارك خاسرة، ما أدراني أنك لن تفعلي مثل خطيبتي السابقة وتتخلي عني في النهاية؟! هي: أصابعك ليست متشابهة، ولا أجد أي مبرر يدعوك لأخذي بجريرة ارتكبها غيري. لقد منحتك ثقتي، ولا أطالبك سوى بمبادلتي الثقة بنفسك أولا ثم بي هو: الأمر لا يستدعي كل ذلك، كرامتي أهم عندي من كل شيء، وهناك الكثير من الأهالي يمكن أن يقبلوا بي كزوج لابنتهم، وأتمنى لك التوفيق مع شخص آخر هي: بهذه البساطة؟!! ياللخسارة ... ظننتك مختلفا، لكن للأسف....!!! أتمنى لك التوفيق أنا أيضا! ***************************** هو باحثا عن مدخل للموضوع: أشفق عليك من كل هذا العمل والمجهود الذي تبذلينه يوميا. هي بلهجة حاسمة: إنه عملي، وهو يعطيني مثلما أعطيه، وقد اعتدت على المجهود الذي أبذله، ولم يعد الأمر مرهقا كما كان في البداية. هو باستنكار: لكنك تركبين المواصلات المزدحمة يوميا، وتختلطين بالرجال في العمل! هي: وماذا في ذلك؟ هو: قد تتعرضين للمضايقات، والسخافات هي: لا تقلق بشأني... أعرف جيدا كيف أوقف كل شخص عند حده، وبالنسبة للرجال، فكل زملائي في العمل أشهد لهم بالاحترام ومراعاة أصول اللياقة... وإذا حدث أن تعاملت في أي مكان مع من لا يعرف تلك الأصول، فلا يلوم إلا نفسه في هذه الحالة! هو مُلمّحا: لكن ما رأيك لو تقدم لك من سيوفر لك كل متطلباتك، ولن يجعلك في حاجة لأي شيء أبدا، هل تتركين العمل في هذه الحالة؟ هي باستغراب: ولم أتركه؟ هل تظن أن حاجة المرء للعمل مادية فقط؟ عملي يمنحني الخبرة والتقدير والنجاح والثقة بالنفس وتحقيق الذات، وأشياء أهم كثيرا من المال. هو: الزوج المحترم هو من يوفر كل احتياجات زوجته، ويصونها من أي من مشاكل قد تواجهها خارج المنزل، ويغار عليها من مخالطة الرجال هي بتحد: ليست غيرة، بل عدم ثقة، ولست بحاجة لحارس خاص لحمايتي، وإنما لزوج يقدّرني ويتقبلني ويفرح بنجاحي ويساندني في فشلي ويثق في حكمي على الأمور، فمن الطبيعي أنني سأترك العمل من نفسي في حالة وجود أية مضايقات لا أستطيع التعامل معها... عملي قراري وحدي، وهو جزء مهم من شخصيتي. هو مجادلا: لكن العمل سيؤدي بالفعل لتقصيرك في شئون المنزل.... وكيف سيكون الحال عندما ترزقين بطفل؟! هي: ببساطة، سأتصرف وفقا للظروف، فإذا فشلت بالفعل في التوفيق بين عملي وبيتي، فلابد أنني سأمنح الأولوية لبيتي... أما مسألة الإنجاب هذه، فالحديث فيها سابق لأوانه، لأن الأطفال رزق من الله لا يعلم أحد متى يحين موعده، ولكل مقام مقال هو: لكن ماذا إذا ظل ذلك الشخص مصرا على تركك العمل بمجرد الخطبة؟ هي: هل تعني أنه يشترط تركي العمل لإتمام الزواج؟! هو: بالضبط هي: إذن، فلا داعي لإضاعة وقته معي أنا بالذات لأني لا أقبل أبدا عرضا مشروطا بالزواج، أيا ما كان الشرط، ومادام كل ما يسعى إليه هو أي زوجة بلا عمل، فهناك الكثيرات ممن لا يعملن، ولا طموح لديهن، وسيجد من بينهن مراده ببساطة! هو مصدوما: لكنك بذلك ستخسرين شخصا يحبك! هي: يحبني؟!!! صدقني يا عزيزي... ليس هناك حب مشروط! ********************************* هو: هذه هي المرة الثالثة التي نلتقي فيها منذ قامت صديقتك بتدبير لقائنا الأول، متى يمكنني الحضور لطلب يدك رسميا؟ هي بأسف: هذا ما حضرت اليوم لأتحدث فيه... إنك شخص محترم ومهذب، وتتمناك الكثيرات، لكني لم أشعر بأي شيء خاص نحوك في المقابلة الأولى، وحاولت تبديد ذلك الإحساس من خلال اللقاء الثاني الذي دعوتني إليه، لكن للأسف إحساسي لم يتغير هو: بمعنى؟ هي بارتباك: أعني ... أتمنى لك التوفيق مع الإنسانة التي تناسبك هو بعدم تصديق: راجعي نفسك، فستندمين بالتأكيد على هذا القرار!! هي: لست من النوع الذي يندم على قراراته طالما اتخذها عن اقتناع، وأنا أرى أن قراري صحيح هو بإصرار: لاحظي أنك قد تجاوزت الثلاثين من عمرك، وقد لا تسنح لك فرصة أخرى للزواج من شاب مثلي مقتدر ولديه الشقة والسيارة والوظيفة المرموقة... وأيضا لم يسبق له الزواج! هي بابتسامة واثقة أثناء نهوضها للمغادرة: ألم أقل لك أني قد اتخذت القرار الصحيح؟!! *****************************