عواصم: - نشر موقع يوتيوب مقطع فيديو لمقابلة تلفزيونية لوزير الاعلام صلاح عبد المقصود "المستشار الاعلامي بحملة مرسي" ولمذيعة قناة دبي الفضائية زينة يازجي حيث قالت المذيعة للوزير أنها تحمل له اسئلة من بعض الصحفيين، مما دعا الوزير للقول أنه يتمنى أن لا تكون الاسئلة سخنة مثلها - أي المذيعة - والتي عرفت برونقها الخاص وجمالها. وتداركت المذيعة الموقع قائلة: ان الاسئلة هي السخنة وهي باردة. من جهة ثانية قالت نيفين عبيد الناشطة النسوية في مؤسسة المرأة الجديدة إن ما حدث لا يوصف غير بالتحرش اللفظي وهو موقف فاضح وخارج عن اللياقة، ويعد استدراج بُعد جنسي إلى الحوار. كما أعربت عبيد عن دهشتها من حقيقة أن تلك التصرفات تصدر من أحد ممثلي التيار المحافظ والذي دائما ما يزايد على المجتمع بالأخلاق والقيم، موضحة أن تلك الأزمة لا تختلف إذا كان الفاعل مسئولا بالدولة أو شخصا عاديا، فهي في كل الأحوال حالة "فجة" -على حد وصفها، "خاصة وأننا نتحدث عن المسئول الذي يمثل وزارة الإعلام المتفشي بها التضييقات على ملابس المذيعات وتعيينات لمذيعات أكثر احتشاما، من وجهة نظرهم". وشددت على أن المذيعة يجب أن تتقدم ببلاغ إذا شعرت بإهانة وانتهاك من قبل الوزير. من جانب آخر، عبرت مسئولة ملف النوع الاجتماعي وحقوق النساء في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، داليا عبد الحميد، عن دهشتها من تصرفات الوزير، ما وصفته "بشكلا من أشكال التحرش" الذي تندد به المؤسسات الحقوقية والنسوية يوميا. وأضافت أن ما حدث هو امتدادا طبيعيا للقيم السائدة في المجتمع المصري، والتي تتجلى في السكوت على حوادث مثل استخدام الرجل لنفوذه ووضعه الوظيفي وسلطته في إهانة العاملات والموظفات في مقر العمل أو التحرش بهن. موضحة أن هذا هو ما حدث مع المذيعة أثناء تأدية عملها، ولهذا فسكوت المجتمع على مثل تلك التصرفات هو ما يؤدي لتكرارها. وأشارت - وفقا لموقع البديل - أن ما حدث يعد إغفالا لقوانين مهمة وحازمة تحد من التحرش أثناء العمل وتطبق في جميع أنحاء العالم ، لكنها لا تطبق في مجتمعاتنا، حيث تغيب الأطر القانونية التي تحمي المرأة اثناء عملها من التحرش الجنسي أو الرشاوى الجنسية. كما أكد أحمد الأسيوطي، المحامي بمؤسسة قضايا المرأة الصرية، أن المؤسسات الحقوقية والنسوية في طريقها لإصدار بيان لاستهجان الحدث والذي وصفه أيضاً بالتحرش اللفظي الصريح الذي لا يجوز ولا يُقبل من مسئول في دولة نظام ومؤسسات. ومن الجانب النفسي، أكد أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني ورئيس قسم الصحة الجنسية بالجمعية العالمية للطب النفسي، سعيد عبد العظيم، أن ما حدث هو تصرف غير لائق وغير مقبول ولا يصدر بأي حال من مسئول رسمي بحجم وزير الإعلام، وعلل التصرف بفرضية أن التزمت المبالغ به الذي يتشدق به التيار المحافظ في مصر يخفي في ثناياه عكس الظاهر من رغبات مكبوتة وتطلعات. كذلك ربط عبد العظيم الحدث بالحادث الشهير المتعلق بنائب البرلمان السلفي ومن ناحية أخرى ربطه بالتصرف غير المقصود -على حد وصفه- للرئيس محمد مرسي منذ يومين في استراليا، والذي تناوله التليفزيون الأسترالي، فضلا عن باقي الدول موضحا أن المسئولين من تلك النوعية يتسموا بقلة الخبرة وعدم التدرب على استيعاب البروتوكولات والمواقف الإعلامية المختلفة وأوضاعهم المهمة في البلد. وتابع عبد العظيم، التحرش الجنسي درجات والتحرش اللفظي هو واحد منها وعلى المسئول مراعات خطورة كلماته، مضيفا أنه يجب تسليط الضوء على مثل هذه الحوادث وعدم تجاهلها خاصة الصادرة من شخص في وضع وزير الإعلام المفترض كونه مهنيا ويعلم جيدا ما هو مقبول وما هو غير مقبول أمام الكاميرات، فالدعابة لا تشمل المغازلة والتحرش.